|
ضد التمييز : ماذا لو فكرالحاصلون على الباكالوريا في محاكمة الدولة والمعاهد المغربية فهل من منصف ؟؟
ذ. الكبير الداديسي
الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 15:06
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
صرخة ضد التمييز في شهادة الباكالوريا ماذا لو فكر الناجحون في محاكمة الدولة والمعاهد فهل من منصف ؟؟
ذ. الكبير الداديسي لعل من أكثر الكلمات تأثيرا في نفوس المغاربة عبارات مثل المغرب النافع والمغرب غير النافع ، وكلمات الحكرة ، والتمييز ، وغيرها من الكلمات التي تحيل على تفضيل منطقة أو شريحة أو طبقة على أخرى وقد يبدو من الغريب تسلل مثل هذه القيم المشينة لتعليمنا وشواهدنا عندما يحس التلاميذ المترشحون للدورة الاستدراكية من الباكالوريا بأن امتحانهم وشهادتهم دون مستوى امتحان وشهادة الدورة العادية . فأين يتجلى هذا التمييز وما هي مظاهره ؟ ولماذا يتم التعامل مع الحاصلين على شهادة الباكالويا خلال الدورة الاستدراكية كأن لهم شهادة أدنى من الباكالوريا ؟؟ وهل يحق لهؤلاء التلاميذ محاكمة الوزارة التي تقيم حفلات التكريم وتتوج المتفوقين في الدورة العادية دون أدنى التفاتة للناجحين في الدورة الاستدراكية ؟؟ وهل يمكن محاكمة ومحاسبة المدارس والمعاهد الوطنية العليا التي تحسم في طلبات ولوجها قبل إعلان نتائج الدورة الاستدراكية ؟؟ و أخيرا هل شهادة الباكالوريا في المغرب شهادة واحدة أم هل لدينا شهادتين مختلفتين واحدة تعترف بها الوزارة وتقيم الدنيا ولا تقعدها من أجلها وشهادة أخرى لا قيمة لها ولا قيمة للحاصلين عليها ؟؟ يتقدم للدورة الاستدراكية هذه السنة حوالي 176 ألف مرشح ومرشحة وإذا أضيف إليهم حوالي 31 ألف أستاذ وأستاذة مكلفين بالحراسة وحوالي 20 ألف مكلفا بالتصحيح سيصححون حوالي مليون وست مائة ألف ورقة في ظرف وجيز ناهيك عن الإداريين والمشرفين والأعوان ورجال الأمن ومن يعمل في اللوجستيك والأسر التي ترافق أبناءها وتتابعهم مما يجعل عدد من يهمه أمر الدورة الاستدراكية أكبر من عدد سكان بعض الدول ... لكن المتأمل في تعامل الجهات المسؤولة مع هذه الدورة وهذه الجيوش من التلاميذ يلاحظ أن تعاملها يقوم على أساس التمييز بين المغاربة وتفضيل الأقلية الناجحة في الدورة العادية على الغالبية المستدركة ذلك أن نسبة النجاح في الدورة العادية تجاوزت 37 في المائة مما يعني أن أكثرية التلاميذ من المستدركين والراسبين لكن الوزارة تعاملت تعاملا مختلفا بين الدورتين ففي الوقت الذي لم تكلف نفسها سوى إصدار إعلان صغير حول التوقيت وتحديد مواعيد الدورة الاستدراكية أيام 9 و10 و11 يوليوز الجاري دون إحداث أي تغيير على مواقيت ومدة فترات الاختبارات التي ستنطلق على الساعة الثامنة خلال الفترة الصباحية وعلى الساعة الثالثة بالنسبة للاختبارات المبرمجة خلال فترات ما بعد الزوال تكون الوزارة قد أضرت بالمستدركين وهي التي لم تراع خصوصية شهر رمضان ، سواء في بداية الامتحانات (الثامنة صباحا ) إذ سيكون التعليم هو القطاع العمومي الوحيد الذي يفتح أبوابه قبل السابعة استعدادا لإجراءات الامتحانات في شهر يعرف عند المغاربة بالسهر ، كما أضرت بهم عند تأمل الوقت الفاصل بين الحصة الصباحية والحصة المسائية (من الحادية عشرة صباحا إلى الثالثة زوالا ) مما سيحكم على آلاف التلاميذ والأساتذة البقاء منشورين أمام الثانويات ومراكز الامتحانات في البوادي والحواضر طيلة أربع ساعات تحت حرارة الصيف الملتهبة ومعاناة العطش والجوع مع غياب وجبة الغذاء التي كانت تحتم عليهم العودة لديارهن ، فماذا كانت تخسر الوزارة لو عدلت توقيت الامتحان وجعلت الدخول في حدود الساعة التاسعة أو ما بعدها مما كان سيمكن التلاميذ الساهرين أو الذين يستيقظون للصلاة أو السحور من أخذ قسط من الراحة ؟؟، وفيم كان سيضر الوزارة تقليص التوقيت بين الحصة الصباحية وحصة المساء ما دام كل المترشحين والمراقبين من البالغين الصائمين ، لتجنيبهم طول الانتظار أمام الثانويات خاصة وأن مترشحي الدورة الاستدراكية يُجمَعون في المراكز حسب الشعب ومنهم من يحضر لمركز الامتحان من خارج المدينة بعد أن سنت الوزارة سياسة جمع كل شعبة في مركز ، كما أن تقليص المدة الفاصلة بين الحصتين سيسمح لهم إنهاء الامتحان باكرا والعودة لمنازلهم ويجنبهم اكتظاظ وازدحام قبيل الفطور من جهة ويساعد نساء التعليم المكلفات بالحراسة وهن كثيرات على توفير بعض الوقت للتحضير لوجبة الفطور دون ضغط من جهة أخرى، فليس هناك حاجة تلزم رجال التعليم ونساءه إلى العمل إلى ما بعد السادسة وبأي حق يبقى التلاميذ ورجال التعليم مرهونين إلى السادسة في الوقت الذي ينتهي العمل بكل الإدارات والقطاعات العمومية عند الثالثة زوالا ؟ وأخيرا أليس في العمل حوالي 12 ساعة من السابعة إلى السابعة ( على الأقل بالنسبة للإداريين) انتهاك لكل قوانين الشغل التي تحدد أوقات العمل في ثماني ساعات في اليوم والكل يعلم أن رؤساء المراكز والمسؤولين على استقبال الأوراق في النيابات والأكاديميات قد سيستمر عملهم وقتا إضافيا آخر .. تمييز الوزارة والجهات المسؤولة واحتقارها للدورة الاستدراكية وللمستدركين يتجلى أيضا في ذلك الزخم الإعلامي الذي رافق الدورة العادية دون الاستدراكية ؛ فباستثناء الإعلان عن تواريخ الدورة لم يصدر عن الوزارة أو غيرها من الجهات المسؤولة أي تصريح أو حديث عن الإجراءات والشركاء وقيمة شهادة الباكالوريا ، والتصدي للغش ، وغير ذلك من القضايا التي رافقت الدورة الأولى و جعلها تمر في ظروف أقرب إلى الاستنفار وعسكرة المؤسسات وتجييش رجال الإعلام لتغطية الحدث حتى كادت تكون الباكالوريا حديث كل الجرائد والمواقع الإليكترونية والقنوات الإذاعية والتلفزية ... فيما تمر الدورة الاستدراكية في صمت مطبق،وربما يوجد عدد ن المغاربة لا يعلمون أن هناك امتحانات للباكالوريا ، وحتى نشرات الأخبار في قنواتنا التلفزية التي كانت تفتتح أخبارها بتغطية امتحانات الباكالوريا جعلت خبر الدورة الاستدراكية في ذيل الأخبار سواء في القناة الأولى أو الثانية مما يعكس استخفافا بشهادة هذه الدورة ، ربما يكون لهذه الدورة بعض الخصوصية مرتبطة بظروف دينية (بداية شهر رمضان وانشغالات المغاربة بالتحضير للشهر الفضيل ) وظروف قوية ( ما يقع في مصر ) أو سياسية كخروج حزب الاستقلال من الحكومة وبقاء معظم المغاربة حائرين لا يعرفون شيئا عن مصير وزير التربية الوطنية ومدى استمراريته على رأس الوزارة ،لدرجة يكاد يسود اعتقاد بأن الدورة تمر دون أن يكون للوزارة رأس بعد قرار سحب حزب الاستقلال لوزارئه من الحكومة .... إن الدولة المغربية مشخصة في إداراتها ترتكب جريمة التمييز بين التلاميذ من خلال تنظيم معظم النيابات والأكاديميات الجهوية لاحتفالات نهاية الموسم الدراسي وتكريم المتفوقين وتتويج الناجحين وتوزيع الجوائز في وقت لازال الموسم الدراسي لم ينته بعد وكأن ال 176 ألف تلميذا من المترشحين والمترشحات للباكالوريا لا تهمهم حفلات التتويج ، وماذا لو حصل تلميذ خلال الدورة الاستدراكية على معدل أعلى، والدولة أعلنت المعدلات ومنحت الجوائز ، وما ذنب بعض المتفوقين الذين فرضت عليهم ظروف المرض أو وسائل النقل أو النوم أو أي ظرف آخر... البقاء للدورة الاستدراكية ؟؟ وهل يحق لتلميذ تمكن من الحصول على معدل جيد في الدورة الثانية ولم تهتم به الدولة محاكمة الدولة ؟؟ ، وهل له الحق في فرض نفسه على المدرسة التي كان يحلم بولوجها وقد حسمت في شأن من يلجها – هل يحق لهذا التلميذ – اللجوء للقضاء ومن ينصفه ؟؟ الحكرة والتمييزفي الباكالوريا مقصودة ومتواطأ عليها يشارك فيها العام والخاص ، الحكومي والمدني فمعظم المدارس والمعاهد العليا اقتصرت في اختيار طلبتها من الناجحين في الدورة العادية فقط وكأن الشهادة المسلمة في الدورة الاستدراكية غير معترف بها أو مسلمة للتلاميذ من إحدى دول أوربا الشرقية والدولة لا تقبل معادلتها ، فالأقسام التحضيرية ومعاهد الطيران مثلا حسمت في لائحة المقبولين وفي لائحة الانتظار مما يعني أوتوماتيكيا أن الأبواب قد أقفلت في وجه الناجحين في الدورة الاستدراكية مهما كان معدلهم هذه بعض مظاهر الحكرة والتمييز التي يستشعرها المترشحون للدورة الاستدراكية من الباكالوريا وهو تمييز تنهجه الدولة عن قصد أو غيرقصد وتسكت عنه كل مؤسسات المجتمع المدني وتساهم فيه المؤسسات الرسمية كالوزارة والنيابات والأكاديميات ، وتطبقه المدارس والمعاهد العليا العامة والخاصة ويكون ضحيته التلاميذ المستدركون فماذا يقول القانون في هذا التمييز ؟؟
#ذ._الكبير_الداديسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخوف من رمضان يحتم تعجيل و تكديس المهرجانات بالمغرب !!!
-
قضايا عشر حول باكالوريا هذا العصر
-
وهل يصلح قاون لزجر الغش ما أفسده الدهر
المزيد.....
-
موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
-
تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد
...
-
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف
...
-
إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال
...
-
بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في
...
-
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار
...
-
غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
-
فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
-
الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر
...
-
-تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|