أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!















المزيد.....

الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان إطلاق قناة الجزيرة الفضائية عام 1996 ثورة في الإعلام العربي، بعثت الأمل في نفوس المثقفين العرب بأن احترافيتها ومهارة الإعلاميين العاملين فيها ستساعد في تنوير الشعوب العربة وأنها ستكون حيادية تماما لتوسع مدارك الجيل الجديد و تعلّمه عدم التعصب من النواحي الدينية والثقافية والسياسية. ولكن معظم الأنظمه العربية، وخصوصا المحافظة منها، كانت حساسة جدا للنقد، واستغلت، مع بعض السياسيين ورجال الدين والإعلام الرسمي، هذ النهج لكي تشهّر بها، فبعضهم اعتبرها صنيعة لبريطانيا وإذاعة ال (BBC)، وخاصة لأن العديد من موظفيها عملوا في لندن واكتسبوا خبرتهم الفريدة هناك، وبعضهم إعتبرها صنيعة ال (CIA). وبدل أن تستسلم، تحدّت القناة الأنظمة ورفعت سقف إنتقاداتها، ولجأت إلى الإثارة والتحريض المستتر والضّمني، وفي نفس الوقت، بدأت تتعامل مع القضية الفلسطينية بطريقة أوسع وأكثر فاعلية، رغم أنها كسرت المقاطعة الإعلامية العربية لإسرائيل واستضافت باستمرار مسؤولين إسرائيليين. وشجعت المعارضة والمنظمات والحركات المتطرفة في معظم الدول العربية ومنحتها وقتا على الهواء لكي تنتقد الأنظمة، وانتقدت الجزيرة بشدة الولايات المتحدة وسياساتها، وتبنت سياسة إعلامية معادية لإسرائيل والغرب واليمين العربي ومؤيدة لحزب الله وحماس، وكسبت ثقة الإسلاميين واليساريين الذين إعتبروها بطلة الإعلام العربي، وخلال سنوات قليلة سيطرت على أخبار العالم العربى والإسلامي، وأصبح المعسكر الآخر "يتقي شرها."

واستمرت هذه السياسة التحريرية إلى أن بدأت إحتجاجات وثورات الربيع العربي، فتبنتها الجزيرة في مصر وتونس واليمن والأردن وليبيا. وكان هذا مقبولا للناس بشكل عام، إلى أنْ أدارت ظهرها للنظام السوري وبدأت تشجع المعارضة، وهنا إنقلبت الأمور، فسوريا مثلت "دول الممانعة" التي كانت الجزيرة تتعاطف معها، ومعاداتها تعني لكثيرين تأييد إسرائيل والغرب ومعاداة حزب الله وحماس، وهذا يعني معاداة اليسار العربي وما يمثله. غير أنها صعّدت من تأييدها للإخوان المسلمين وفصائل إسلامية أخرى وانضمت إلى الولايات المتحدة في عدائها للنظام السوري ووضعت كل ثقلها خلف الثوار السوريين، وتحولت، بمساعدة الشيخ يوسف القرضاوي، إلى بوق ومنبر لهم.

وقلما كانت الجزيرة، في أي وقت من الأوقات، تذيع برامج أو ندوات لتحليل سياسة قطر، لا سلبا ولا إيجابا، ولذلك كانت تتعرض لضغوط كبيرة وإنتقادات حادة، وخصوصا بسبب موقفها وموقف قطر من الثورة السورية ومن إخوان مصر، وسياسة قطر الخارجية غير المبررة التي هي أكبر بكثير من حجمها، وتحالفها مع الولايات المتحدة في تأييد حكم الإخوان المسلمين بعد الربيع العربي، ووجود القاعدة العسكرية الأمريكية في العُديد.

غيرأن برنامج الجزيرة الحي "في العمق،" الذي أذيع بتاريخ 1 تموز بمناسبة تسلم الأمير الجديد للسلطة في البلاد، خرج عن المألوف لأنه بحث، بشيء من الصراحة، في الإنتقادات الموجهه للجزيرة. إشترك في البرنامج، او النقاش، الذي أداره علي الظفيري، عبد العزيز آل محمود، كاتب وصحفي قطري، في الأستوديو، وعبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، من رام الله، وبرنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون في الولايات المتحدة، من أصول لبنانية، متحدثا من بيروت.

وللحفاظ على سمعتها، لم تكن قناة الجزيرة تركز على علاقات قطر مع الولايات المتحدة، لأن الكثيرين من العرب يعتبرون أن علاقات جيدة مع أمريكا "وصمة عار،" تجعل من يتبناها منبوذا، ولذلك يجب أن لا تُذكر. ولم يحدث، منذ إنطلاقها، أن تناولت الجزيرة بالبحث القاعدة العسكرية الأمريكية في العُديد، ولم تشرح التناقضات في السياسة القطرية أو تفسر تإييدها المطلق للإسلاميين الذين تقف ضدهم بقية الدول الخليجية. غير أنها في هذا البرنامج خرجت عن هذه القاعدة وفتحت هذه المواضيع بصراحة غير معهودة. انظر إلى ماقاله برنارد هيكل، أحد المتحدثين، عندما سُئل عن دور قطر "كوسيط للولايات المتحدة:"

" أنا أعتقد أن الولايات المتحدة رحبت بهذا الدور، دور الوسيط، الذي لعبته قطر وتلعبه حتى الآن في المنطقة،" وأردف قائلا أنه "إضافة إلى هذا الدور، فللولايات المتحدة قاعدة حربية مهمة جداً، من أهم القواعد الحربية في المنطقة، في دولة قطر، فعلاقة قطر مع الولايات المتحدة هي علاقة وطيدة وإستراتيجية ومبنية على أسس قوية جداً." وقال: "فمن وجهة نظر أميركا، أعتقد أن لقطر دورا مهما جداً لأنها من خلال قطر أو عن طريق قطر تستطيع أمريكا أن تتكلم مع طالبان مثلاً أو مع حماس أو مع التيارات المختلفة، حتى مع الإخوان والحركات الإسلامية في مختلف الدول من تونس إلى سوريا."

لم نكن نسمع من الجزيرة هذا الكلام عن قطر، مع أن الكثيرين عرفوا هذه المعلومات من مصادر أخرى. ونحن رأينا أثناء غزو العراق كيف إدّعت الجزيرة أن الرئيس بوش الإبن أقترح توجيه ضربه لها لأنها، كما تقول، كانت تتبنى سياسة معادية لأمريكا. وكان تعليق علي الظفيري اكثر أهمية عندما قال لهيكل: "بمعنى، يا دكتور، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تنظُر للنشاط القطري بشكل عدائي. إنها رأت أنها تستطيع أن تستثمر مثل هذا الدور لصالحها أو لفهم أمور أخرى تقوم بها دول عربية أخرى." وأتفق هيكل معه، قائلا إن دور قطر " مهم من الناحية الإستراتيجية،" وأضاف: " فدور قطر دور وسيط مهم جداً للولايات المتحدة إضافةً إلى العلاقة العسكرية،" مشددا على أن "سمو الأمير تميم رجل عسكري وعلاقاته مع المؤسسة العسكرية الأميركية، وحتى المؤسسة الاستخباراتية، علاقة وطيدة وقوية جداً."

وقال الظفيري، موجها السؤال لعبد العزيز آل محمود: " في شيء لا يمكن أن نتجاوزه في الحديث عن قطر ودور قطر والسياسة الخارجية لقطر منذ منتصف التسعينات، هذه سياسة قامت على جملة من التناقضات بمعنى أنها من ناحية أطلقت قناة الجزيرة وتحدثت عن الحريات والرأي والرأي الآخر وما إلى ذلك، فالبعد الشعبي كان حاضراً في السياسات القطرية، كما أشرت وأشار الزملاء، لكنها أيضاً أقامت علاقات تجارية مع إسرائيل وهي أيضاً تحت المظلة الأمنية الأميركية، وفيها أكبر قاعدة، بالتالي هناك تناقض في موقف هذه السياسة الخارجية، تناقض لم يفهم حتى الآن." فرد عليه آل محمود: " الولايات المتحدة الأميركية، كما قال الدكتور، استطاعت أن تستفيد من العلاقات القطرية مع أعداء أميركا لأن قطر في نهاية المطاف وسيط نظيف."

أما عبد الستار قاسم فانتقد العلاقات مع إسرائيل قائلا: "إذا أرادت قطر أن تكون قائدة وأن تكون ريادية في الساحة العربية لا مجال لها أن تفتح علاقات من أي نوع كان مع إسرائيل، والشيء الثاني يجب أن تكون متحفظة في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية." ودافع عبد العزيز عن علاقات قطر مع إسرائيل قائلا: " المكتب التجاري جاء بعد اتفاقيات كثيرة قامت بها الدول العربية مع إسرائيل، وأعتقد أن وزير الخارجية أعلن في ذلك الوقت أن أمورنا كانت واضحة وعلى الطاولة أما الآخرون فكانوا يعملوها تحت الطاولة." أما قا سم فتساءل: "لماذا لم تقُم قطر مثلا بتسليح حزب الله؟ لماذا لم تهرب السلاح إلى حماس؟ لماذا تم التهريب فقط، أو إرسال السلاح، إلى السوريين؟"

وتطرق البحث في البرنامج بشيء من التفصيل إلى تأييد قطر للإسلاميين وإلى علاقتها بإيران وغيرها من المواضيع.
وفي البرنامج طرح علي الظفيري ما أسماه ب "السؤال الذي يتردد كثيراً،" قائلا: " لماذا تتخذ قطر مثل هذا الموقف الداعم لحركات التغيير في العالم العربي وهي دولة طبيعتها دولة خليجية ذات نظام وراثي وليس ديمقراطي، ليس نظاماً ديمقراطياً أبدا، ولا يوجد فيه أي أمر يتحدث عن مشاركة شعبية وما إلى ذلك؟" وفي إجابته على السؤال قال آل محمود: " قطر ليست ديمقراطية والجميع يعرف ذلك ومن يقول ذلك هو يخالف الحقيقة، لكن قطر نظامها يقوم على أسلوب القبيلة في إدارة الدولة،" وقال إن "الناس بالمجمل مبسوطة مما يحصل. وضع قطر الاقتصادي طيب وضعها التعليمي والصحي، والوضع الآن في الدولة، طيب، ليس هناك مشاكل حقيقية نعاني منها."

وانتقد عبد الستار قاسم قطر في نهاية البرنامج لأنها لا ترسل السلاح لغزة، قائلا إن الدعم المالي لا يكفي لأنه "يقدَّم لنفقات إنسانية وليس لدعم المقاومة، أي دعم المواجهة العسكرية مع إسرائيل،" واضاف: "المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى سلاح."

والآن يحق لنا أن نسأل: هل أعطى المسؤولون الجدد الجزيره الضوء الأخضرلبحث سياسة قطر وشجعوها على السماح لإعلامييها وضيوفهم أن يتساءلوأ عن هدف السياسة غير الطبيعية التي إتبعتها قطر خلال الخمس عشره سنة الماضية؟ هل ستؤثر مغادرة القرضاوي الدوحة، أو طرده منها، إلى بلادة على القناة؟ وإذا كان هذا صحيحا، فهل نتوقع تغييرات أخرى في سياسة الجزيرة التحريرية؟ أم أن قصد الجزيرة هو ببساطة إعلام الجميع بوضوح، ونهائيا، أن قطر حليفة لأمريكا، التي تؤيد الحكومات الإسلامية، وأن لا رجعة في ذلك، ولم يعد عندها شىء تخفيه؟



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...
- أين وصل الإسلام السياسي؟
- كيف إستُخدمت قضية فلسطين أداة لفرقة العرب
- المصالحة الحقيقية الحلّ الوحيد لسوريا والعراق
- يا أسود يا أبيض
- من الغزو اللغوي إلى الغزو الثقافي
- أوقفوا تسليح المعارضة السورية
- هل قَتلُ الإرهابيين يقضي على الإرهاب؟
- هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟
- من قتل محمد سعيد البوطي؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم
- عباءه لبشار
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!