الحزب الاشتراكي المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 15:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
جاء الحكم الصادر في قضية تهريب قادة الإخوان المسلمين من سجن وادي النطرون ليؤكد حقيقة أننا لسنا أمام قوة سياسية عادية وإنما أمام عصابة بمعنى الكلمة، ولم يكن لديها أي مانع من التخابر والتعاون مع قوى خارجية تدخلت في الشأن المصري لتمكن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان من امتطاء الثورة وحرفها عن أهدافها. وكان من النتائج الجانبية لذلك الهجوم الذي قامت به قوات أجنبية بالتعاون مع عصابات إجرامية محلية: إطلاق آلاف السجناء الجنائيين الذين روَّعوا الشارع المصري حتى اليوم، وقتل وجرح المئات من الثوار والمواطنين العاديين وحتى من المساجين أنفسهم.
وقد حاولت ميلشيات الإخوان ترويع القاضي ومطاردة الشهود لمنعهم من كشف الحقيقة العارية لجماعة انتهازية لا تتورع عن ارتكاب أي جرم من أجل الوصول للسلطة والاحتفاظ بها. ولو كانت جماعة الإخوان لا تشعر بالإثم الذي ارتكبته فلماذا دأبت على النفي والإنكار المتواصلين له؟ ولماذا أرسلت المتسلحين بالأسلحة والعصي الكهربائية لضرب القوى الثورية التي ذهبت للمحكمة لحماية القضاة والنيابة والشهود؟
وبرغم هذا الحكم التاريخي فإننا لا نرتاح بالمرة لإحالة أوراق الفضيحة إلى النائب العام الإخواني الذي لا يمكن أن يُقدِم على تحقيق نزيه في الوقائع المذهلة التي كشفت عنها القضية. فهو نفسه النائب العام غير الشرعي الذي يصدر القرارات المتوالية بحبس نشطاء القوى الثورية والمعارضة والتحقيق معهم في انحيازٍ لم يعد خافيًا على أحد.
ليست لدينا أية أوهام في أن المعارك القانونية وحدها قادرة على إزاحة غمة حكم الإخوان عن سماء مصر. ونعتبر أن النظام الحاكم فاقد لشرعيته منذ البداية بتزوير الانتخابات، والدستور المزيف، ومجلس الشوري الذي يطبخ التشريعات الإخوانية على نحو هزلي، وميلشيات الإخوان وحلفائهم التي تعربد في أنحاء مصر، والمحاولات المحمومة للاستيلاء على كل مفاصل الدولة، والمواقف المخزية في الدفاع عن الأمن القومي ومياه النيل، والتواطؤ السافر مع الإدارة الأمريكية وتقزيم مصر لصالح بعض مشايخ الخليج، والرضوخ لشروط صندوق النقد الدولي والتآمر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للجماهير العاملة، وحكومة الإخوان البليدة التي تستعد لتزوير أي انتخابات مقبلة، والإصرار على ملاحقة الإعلام المستقل والتعدي على الحريات، والتقاعس عن محاسبة المجرمين في نهب الوطن وقتل الثوار.. وغير ذلك كثير.
وإذا كان حكم محكمة الإسماعيلية قد ألمح إلى التخابر الإجرامي مع قوى خارجية، فإن جريمة الخيانة الأوضح اليوم تتمثل في في التدخل السافر من جانب السفارة الأمريكية التي أصبح واضحًا أنها تمسك بكل مفاصل مكتب إرشاد جماعة الإخوان، كما أصبح واضحًا تمادي الجماعة في تبعيتها الذليلة للسفيرة الأمريكية من أجل الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن.
أخيرًا.. إن الشعب المصري قد عقد العزم على إنهاء كل هذا العبث، وسيتحرك بكل قواه الحية من أجل استعادة ثورته وهزيمة قوى الثورة المضادة بكافة أجنحتها، وفي المقدمة منها جماعة الإخوان وغيرها من القوى الظلامية.
ونحن نعرف أن المجرمين لن يسلِّموا بهزيمتهم بكل سهولة. ولكن لكل ثورة أثمانها، ونحن مصرون وقادرون على دفعها.. ولن تخيفنا التلويحات الإجرامية بالعنف والاقتتال الأهلي.. وما النصر إلا صبر ساعة.
23 يونيو/حزيران 2013
#الحزب_الاشتراكي_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟