جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 22:19
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الجامعة = الجامع
توجد بين الجامعة الزوجة و الجامع الزوج علاقات زوجية وثيقة.
هناك انواع كثيرة منها لا نعلم من هي الملكة. ألم تكن الديانات ام الفلسفة ملكة؟ الا تعتبر الرياضيات نفسها ملكة اليوم؟ تسيطر اليوم المواضيع العلمية على الساحة و هي تفتخر بدقتها و صحتها اما الموضيع التي تسمى بالادبية فانها تعتبر فلسفة المقاهي لا غير و المواضيع الاقتصادية في حالة افضل بقليل منها. ترى هذا التميز في ميزانية المواضيع العلمية مثل الفيزياء و الكيمياء و الاحياء التي تساوي ميزانية المؤسسات الدينية و هي كالاديان تحتل مساحة واسعة في حياتنا و لا يختلف الحال بين ميزانية الكنيسة في اوربا و الجامعة بل الكنيسة اغنى منها بكثير.
للكوادرالجامعية ايضا زخرفة و القاب و ملابس التخرج تشبه القاب علماء الدين. حتى اللغة التي تستعملها الجامعات تشبه لغة الاديان فمثلا لغة القرآن بعيدة كل البعد عن لغاتنا المحكية و اقرب الى رسمية الجامعات. لو قرأت الكتب العلمية باللغة لانجليزية لوجدتها لغة لاتينية اغريقية دينية لا يفهمها الا القلة. النظام الهرمي هو قاسم مشترك آخر. مثل درجات علماء الدين هناك ايضا درجات اكاديمية من بكلوريس و ماجستير و دكتوراه.
كلما تعمقت في ايجاد اوجه التشابه بين العلم و الدين كلما وجدت اكثر. هناك كفر و تزوير و اشياء مقدسة تتجاوز التمويل و التبادل و اللغة و النظام الهرمي و المساحة. اكبر اوجه التشابه بين الاثنين هو احتكار الحقيقة و هذا هو سبب الخلاف بينها رغم ان هناك ايضا صداقة حميمة فمثلا كان اسحق نيوتن يهتم بالمواضيع الدينية لفترة طويلة و علم الجينات يرجع في اصله الى الراهب Gregor Mendel و هذا يعني ان هناك اليوم علاقة بين المسيحية و العلم بينما لا توجد اية علاقة بين الاسلام و العلم رغم ان المسلمين يسرعون في ايجاد جميع التفسيرات العلمية في القرآن بمجرد سماعهم بكلمة لا يفهمونها مثل (الخنس) و(الكنس) كدليل على اسبقية القرآن في التطرق لموضوع الثقوب السوداء. و لكن اليوم ميزانية الجامعة في تدهور اكثر من ميزانية الجامع فكيف هو مستقبل المواضيع الادبية؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟