|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
المرأة العاملة ركيزة تحرر في عصر العولمة
اليوم الاول من أيار هو عيد العمال العالمي, العيد الذي تحييه شغيلة العالم احتفاء ببدأ نضالها الجماعي المنظم والتضامني من أجل حقوقها. أن تحديد الاول من أيار كعيد للعمال قد ارتبط بأحداث تاريخية في الولايات المتحدة الامريكية سنة 1886 عندما أضرب عمال المصانع في شيكاغو لاجل تحديد ساعات العمل بثماني ساعات يوميا, عندها قمعهم البوليس بالرصاص واصدرت المحاكم الامريكية الحكم بأعدام ثمانية من قادة العمال. وكرد فعل على هذا الحدث التاريخي قرر مؤتمر دولي للعمال أن يجعل من أول أيار يوما عالميا يتحرك فيه العمال للمطالبة بشروط عمل أكثر عدالة وضمانات اجتماعية أفضل.ولايزال نضال عمال العالم متواصلا وهم يضعون نفس المطالب ومعضمهم يعتبر أن الرأسمالية هي العقبة الرئيسية أمام كلا من العدالة الاجتماعية والسلام الكوكبي(1). ولم يكن نضال المرأة العاملة يقل شأنا عن نضال أخيها الرجل. وخير ما أستهل به حديثي هذا هو القرار الذي أتخذ وفق الاقتراح الذي تقدمت به كلارا زتكن في مؤتمر كوبنهاكن عام 1910 وذلك بأعتبار يوم 8 أذار من كل عام يوما عالميا للمرأة , تخليدا لذكرى انتفاضة عاملات النسيج في أمريكا في 8أذار 1857 حيث نزلت عاملات النسيج والحياكة الى شوارع لورير ايسب مايد في مدينة نيويورك في تضاهرة احتجاج على تدني اجورهن وطول ساعات العمل وتردي ظروفه. ومنذ 8 مارس 1901 واصلت النساء التظاهر حيث أصبح تقليدا واخذت المرأة تحتفل في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم (8أذار) من كل عام بأعتباره اليوم العالمي للمرأة اذ يرمز الى نضال المرأة من أجل وضع حد للانتهاكات المستمرة لحقوقها ووضعها في مكانها اللائق في المجتمع الانساني على النطاق العالمي. فمن المعلوم أن المرأة كانت ولازالت في العديد من بلدان العالم تعاني من مشكلة التمييز بينها وبين الرجل سواء في ميدان العمل في مسألة الاجور وامام المحاكم والقضاء وفي منابر العدالة , أو في المجالات المختلفة. أن البدايات الاولى للتمييز بين الجنسين وبين المرأة والرجل يرتبط بظهور وتبلور الملكية الخاصة على وسائل الانتاج وانقسام المجتمع الى طبقات متناحرة ذات مصالح مختلفة.واذا كانت الملكية الخاصة على وسائل الانتاج التي يصفها ماركس بأنها أساس البلاء الذي عم العلاقات البشرية وأنها نقطة البدء لكل المظالم والقهرالذي ساد المجتمع الانساني ويسوده حتى الان في المجنمعات المتناحرة, فأن حصة المرأة من هذا الظلم الاجتماعي والقهر الطبقي الذي سببته الملكية الخاصة على وسائل الانتاج كان مضاعفا ومزدوجا لاسيما بالنسبة للنساء الكادحات لنساء العبيد والفلاحين الاقنان ولنساء العمال والطبقات الكادحة الاخرى . أن جماهير النساء هذه التي كانت تقتسم مع العائلة وربها أثار الظلم الاجتماعي والقهر الطبقي والاستغلال , كن في الوقت نفسه وعلى مدى عصور طويلة تمتد لالاف السنين يتعرضن فوق ذلك كله الى الاضطهاد والى التمييز الذي فرضه الرجل عليهن في الدار وفي الاسرة. لقد كان دور المرأة في العهود السابقة للرأسمالية – في العبودية والاقطاعية والى حد ما في مرحلة انحلال المجتمع المشاعي البدائي ينحصر في اطار الاسرة فقد اكتسبت علاقة المرأة بالمجتمع مظهر العلاقة المباشرة بين الرجل والمرأة اذ لم يكن لعملها أية أهمية اجتماعية تفوق النطاق المحدود لعملها ضمن الاسرة . ورغم أن الرأسمالية التي تحتاج الى اعداد كبيرة من اليد العاملة الرخيصة قد لعبت دورا في ادخال المرأة على نطاق واسع في العملية الانتاجية واستغلال عمل النساء, فقد عرضت المرأة الى استغلال يفوق استغلال الرجل من خلال انخفاض الاجور وطول وقت العمل. أن التقسيم الذي أصاب وظائف المرأة والذي جعلها تعمل في مجالين داخل البيت وخارجه , أي الاستغلال الطبقي الابوي الواقع عليها لعب دورا أساسيا في التراكم الرأسمالي منذ أولى مراحله. ولايمكن فهم اليات النظام الرأسمالي بالتغاضي عن البعدين الطبقي والابوي والعلاقة الوثيقة بينهما والتي قام عليها, ومازال يتطور على أساسها. في عصر العولمة والشركات المتعددة الجنسية نشهد من جديد حركة جذب قوية للمرأة الى العمل كجزء من التراكم المضاعف الذي تسعى اليه هذه الشركات . فالمرأة من وجهة نظر هذه الشركات أفضل من الرجال في كثير من الاعمال فهي مهمة كأداة للعمل الرخيص في بلاد أسيا ,وافريقيا , وامريكا اللاتينية .وايضا في البلاد الصناعية الغنية. ومهمة كأداة للاستهلاك انها ركن أساسي في التركيب الطبقي الابوي للمجتمع الرأسمالي , ركن أساسي في التراكم المبني على عولمة السوق لصالح أقلية ضئيلة على حساب الملايين الذين يزدادون فقرا مع الايام(2). لقد حصلت وتحصل متغيرات كبرى في عصر العولمة وأن وعي هذه المتغيرات ضروري للتفكير ولاستخلاص الاستنتاجات الضرورية لحركتنا واعادة صياغة رؤيتنا ومن ابرز هذه المتغيرات هي—
|
|