حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 20:36
المحور:
الادب والفن
احتمال أن تكون أنت فرصته الأخيرة
إذا أعطيت الفقير ليصبح عطائك سلم تصعد به للسماء
ليصير ميزان حسناتك مـُتخم بالعطاء
ويصير الفقراء واليتامى والمساكين قرابينك
لتضعهم كذبيحة مرضية أمامه
فيرى عطائك ويعبر ملاك الموت من على بابك
فيترك بكرك ويأخذ أبكارهم
يترك بئرك ويلوث بالدم نهرهم
يضع تاج الصحة على رأسك
ويتلذذ بلعنة أمراضهم
عندما تصبح الآلهة غاية والبشر الوسيلة
لتحصد سعادتك .. أبديتك .. أنانيتك
لتشابه زهرة بنت الصبح
لتقتفي آثاره
رغبة روحه
وتوحش قدرته
لتجسد فكرته
لتأكل من الشجرة المحرمة لتصير مثله
أو تأكل من شجرة الحياة لتصير مثله
أنانيتك سيان
أبديتك سيان
توحش ذاتك سيان
أنت المركز والكل يمكن أن يصير الوسيلة
الشجرة .. الفقراء .. الأطفال .. العطاء .. الإله
من يحب الذي لا يراه
ويحب الذي يراه
لكي يتربع على عرش الجعالة
من يكره الذي يراه
ويكفر بالذي لا يراه
لكي يتربع على عرش الجعالة
أنانيتك الخيرة والشريرة سيان
الكبرياء حربائي
يمكن أن يظهر في شبه ملاك نور
وبرج بابل يمكن أن يكون
برج من حسناتك
أو برج من سيئاتك
ما أتعس الأبدية بدون أنسبائي
ولو خيروك بأبدية لك بدون أنسبائك
أو أبدية لأنسبائك بدونك
من تختار ؟؟
أن تصير خطية وأنت الخاطي لأجلهم
أن تـُلعن وأنت الملعون لتحريرهم
أن يصيروا هم فقط الغاية
أن تـُهزم ليربحوا
أن تموت كحبة الحنطة ليثمروا
أن تعرف أنك يمكن أن تكون فرصتهم الأخيرة
ليكون معك أو بدونك في الفردوس
أبجدية جذابة ولكنها كم تحتاج لنضال طويل
فالحب يفوق العفوية والغول والعنقاء
الممكن والمستحيل
فتكتشف فجأة أنك مازلت تحبو على شاطئ الحب
وأنك مازلت تتلعثم في جدول الضرب للحقيقة
وأنك تحتاج لتعيد الأبجدية من أول زرع وحصد
وأن أربعين سنة من التيه قليل جداً
فهناك أوطان تقطن في التيه أكثر من سبعة آلاف سنة
لأن الأنانية البشرية كالصين
احترفت تزوير الحقائق والبضائع
ولأجل كل هذا وأكثر ..
أضحك من الحب في لحظة
والخلاص في لحظة
والوصول في لحظة
فكل مصباح سحري
وعصا سحرية
ووحي سحري
مـُبكي ومـُضحك ومـُضل
فطريق البحث واعر
وباب الحقيقة ضيق وطريقه كرب
ومخاض الحب عميق جداً
واحتمال أن تكون أنت فرصته الاخيرة
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟