أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مزمل الباقر - امرأة على حافة الدمع














المزيد.....

امرأة على حافة الدمع


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 23:53
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


اللصان اللذان سطيا على منزلك قرابة أذان الفجر بنحو ساعةٍ، انقذاك من ذلك السكير الذي أراد أن يضاجعك رغما عنك. وانت تدفعينه بلكتا يديك. كنت تضحكين رغم عنك حينما رأيته يتعثر بحافة العنقريب في اثناء هروبه العلني وأردت أن تشكريهم لولا أن أحدهم حاول أن يجرب حظه معك، عندما زجره رفيقه مذكراً أياه بأنهما قدما للمال وليس للنساء, وساومك الأخير وأراد ثمناً لسكوتهما ومكافأة على انقاذهما لك من براثن ذئب بشري.



تحاملت على نفسك ومضيت في هوانٍ نحو السّحارة ورفعت ثوبك الأخضر الليموني ، لون زينب إن شئت. ثم ملائتين أحسنت كيهما البارحة. وتناولت من تحت الملائتين ما تتدخرين من نقود كيما تدفعين ببعضها لهما. وغير أحد اللصين غافلك وانتزع نقودك من يدك بخشونة وارتقى مع رفيقه حائط الجالوص بحوش الذي تتوسطه غرفة رخيصة الأثاث هي غرفتك .برهة واختفيا في زحمة الحي العشوائي.



فارقك النوم وقد افرغت ما في جوفك بعد ان ضقت ذرعاً برائحة العرقي التي تفوح من ذلك السكير وحينما تسلقت الشمس هامة شجرة الدوم التي تتكيء على ناصية الشارع كنت تشرعين في تجفيف أكواب الشاي بعد أن غسلتيها جيداً وتسندين وجهك بكفك الايسر وتغرسين عينين جميلتين في جسد أفق بعيد متشائمة من هذا الصباح.



أخذ منك السير في الطريق الذي يصل بين بيتك ومحطة المواصلات قرابة الثلاثين دقيقة. وبآخر الشارع كانت هنالك أكداس من البشر واقفة في صبر والبص المتهالك يلوح في الافق تنبعث من مؤخرته سحابة دخان يميل لونه إلى الأسود.

زاحمت جيرانك من سكان الحي في الحافلة التي تريد السوق العربي ولكنهم تكدسوا في الحافلة وتركوك تقفين وحدك جوار لوحة إعلانية كبيرة تشرح باستفاضة طرق انتقال مرض الايدز، مزيلة باسم احد الجمعيات التطوعية التي تكافح المرض بحيك العشوائي.

كنت جميلة حد الفتنة، حزينة حد البكاء. لكن لا تبكين، انت إمرأة على حافة الدمع. آخر مرة بكيت فيها كانت عندما داهمت نوبة السعال المعتادة أمك وطفقت تبصق دماً حتى فارقت الدنيا في ذلك الفجر وتركت لك ميراثاً هو غرفة رخيصة الأثاث وإبدخانةٍ قديمةٍ متهالك وسريرين من الحديد الصدئ وسحارة خشبية بهت لون طلائها واواني الشاي وشيئا من الثياب هي ثيابك وثياب أمك.



غرست حدقتا عينيك الجميلة مجدداً في الفراغ الذي يشغل الحيز بين ذكرياتك القديمة وطريقٍ ترابي قديم رصفته السلطات لكم بعباراتٍ خطابية باعت لكم فيها ارتال من الأماني والأحلام تتعلق بتطوير الحي بإشعاله بالكهرباء وتوفير مياه الشرب فيه بكل بيت.
غرست مقلتيك في البعيد .. ربما تأتي المواصلات في القريب، كي تلحقين رزقك وتجنين شيئاً من المال من السابلة الذين يحتسون الشاي في طرقات السوق العربي .. غرست مقلتيك في الفراغ الذي يشغل الحيز بين ذكرياتك وطريق ترابي لاحت فيه مركبة عامة تأتي من البعيد فيختلط دخان مؤخرتها بعبار الطريق الترابي القديم.. ندت من تنهيدة وهمست : يااااااااا رب. !



3 أبريل 2005م
ميدان ابي جنزير – الخرطوم



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولوج أخير
- ما تزعلي
- إطلالة على قافلة الرحيل
- ألأني
- أنا استاهل.. فعلاً ( البباري الجداد بودنو الكوشة)
- ملكت تغريد البلابل
- أم رماد
- بقيت مجنونك
- ضفيرة
- (الحوت) .. أو .. عشت لأغني (5-5)
- (الحوت) .. أو .. عشت لأغني (4-5)
- (الحوت) .. أو .. عشت لأغني (3-5)
- (الحوت) أو عشت لأغني (2-4)
- (الحوت) أو عشت لأغني (1-4)
- شوف القلب
- صرخة الحجر الفلسطيني
- نسيج
- حكاية
- يا عمر الدوش: أراك تجمل ممشى الحزن ( 2 - 2)
- يا عمر الدوش: أراك تجمل ممشى الحزن ( 1 - 2)


المزيد.....




- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مزمل الباقر - امرأة على حافة الدمع