|
النظام الرأسمالي بين حتمية الماديه التاريخيه ووهم الاسلاميين
مجيد الامين
الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 21:31
المحور:
المجتمع المدني
النظام الرأسمالي بين حتمية الماديه التاريخيه ووهم الإسلاميين..
الرأسماليه.. نظام تاريخي في سلسلة التطور المجتمعي والمتفق عليها كواقع حال بغض النظر عن النظريات الفلسفية المتعلقة بالتطور الاجتماعي ماديه كانت ام مثاليه .
• بعد فشل الماديه التاريخية،، في استشرافها الحلقات المستقبلية والمسماة الاشتراكية ثم الشيوعيه كأطوار مجتمعيه وليس كأفكار.. وتجسد هذا الفشل بسقوط النظام الاشتراكي في بداية التسعينيات من القرن الماضي وبالتالي سقوط الاشتراكيه كأحد الأطوار الاجتماعيه المفترضه أكثر تطورا من الراسماليه .بمعنى ان موضوع القضاء على الراسماليه عبر الثوره والفعل الثوري الذي يسبقه تعبئه فكريه نظريه وتنظيميه ومن منظور الصراع الطبقي وعلاقات الإنتاج وتناقضها مع القوى ألمنتجه ووصولها الحد التناحري في كلاسيكيات الاشتراكيه،، أصبحت من التراث السياسي والفكري للبشريه المهم ، وليس وسيلة تغيير مباشره.
•الرأسماليه متحققه كنظام متكامل في بعض البلدان من الكره الارضيه ..استطاعت وعبر سنين من التطوير الذاتي ان تقلص كثيرا من بشاعة الاستغلال والعنصريه وغيرها إلى درجة إقامة نظام شبه "عادل" يضمن حياة معيشية مناسبه يحفظ فيها القانون شخصية الأفراد والجماعات كوجود وحريات ، داخل هذه البلدان ، فيما لم تستطع لحد الآن من معالجة الهوه مع غالبية البلدان المسماة عالم ثالث حيث الفقر والمرض والحروب, لا يستطيع المرء الا اعتبارها في النهايه كأحد مظاهر الاستغلال الوحشية للراسماليه "طبعا هنا نستثني موضوعة الشعوب وسياسييها ومقدار مسؤولياتهم في تردي أوضاعهم".
•بعد سقوط المنظومة الاشتراكيه وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي وتغير المواقف لدى اتباع الامميه الثالثه من أمور أساسيه كثيره ومنها مهمة القضاء على النظام الرأسمالي .. يظهر في ميدان الصراع بعض القيادات الوطنيه المعادية للأنظمة الراسماليه واتهامها باستغلال ثروات الشعوب والسعي لاستعبادها .. وهذه الأنظمة ليس لها مستقبل تأثيري جدي في النظام الرأسمالي العالمي "محاولات يائسه".
• الصراع الابرز والحاد الاكثر معاصره كما هو واضح بين النظام الرأسمالي والإسلاميين ، انظمةً وحركات راديكالية بالرغم من غياب العداء لرأس المال كموضوع اقتصادي في نظريات الإسلاميين بل العكس هناك تقديس للملكيه الخاصه . لماذا العداء إذن؟
•هناك خطان مترابطان يحكمان عداءالإسلاميين التناحري للغرب "برأيي" الاول هو عقائدي ديني ينظرون عبره لهم ك نظام كافر يجب مقارعته والقضاء عليه كواجب شرعي ، رغم عدم تناسب القوى ورباط الخيل ، قوة الغرب العسكريه والتنظيم المجتمعي والاقتصادي والاحتياط العام وحلف الناتو الخ كبيره ومدمره ، ولكن هناك ما يحاججون به " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره باذن الله والله مع الصابرين - سورة البقره " والثاني هو من معرفتهم "المعاصرة" باستحالة مقارعة الكفار عبر العلم والتكنولوجيا لأسباب منها ذاتي "الإمكانيات البشريه اولها" وموضوعي "هنا السوق الحر واستحالة المنافسه"، تؤدي إلى اعتمادهم فكرة تحطيم الحضارات وليس البناء عليها وبعناوين الغزوات ، الممانعه ،المرابطة والمقاومة .. غزوة واشنطن ونيويورك وغيرها "أمثله "، فيما أمثلة الممانعه والمقاومه تؤديها السلطه والاحزاب الممهده لظهور المهدي الذي "سيدمر" الصناعات كلها ويقيم بالسيف دولة العدل في الارض بعد ان مُلئت جورا ، وما شعارات مهرگبر (الموت ل) أمريكا او كلا كلا أمريكا الا بعض اشاراتها ..
• اذن موضوعة محاربة الكفار والرغبه في تحطيم الحضارات وتحويلها إلى أوتاد للخيم والخيل التي قام بها العرب المسلمون وكما قال ابن خلدون قبل مئات السنين هي التي تحكم عقول الإسلاميين وهي منفذهم (الايديولوجي) الوحيد لتحقيق وهم الامبراطوريه الاسلاميه المتناظره مع مستواهم المعرفي والاقتصادي الحضاري .
• بقي ان نعرف شيئا هاما ميز الرأسماليه الا وهو أنها نشأت مع العلم والاكتشافات والاختراعات والتقنيات وتطورت عبرها ومن خلالها كونت أنظمة حكم تتناسب مع سيرورة التطور العلمي عبر تغيير وتحديث مستمر للقوانين والقرارات ، وجعل الحكام في مستوى وظيفي مؤقت يؤدي مهام محدده وضمن نظام متكامل .. اهم منعكساته هو إبقاء الرأسماليين او الطبقه الرأسماليه ونظام راس المال في عرشه حاكما بشخصيه معنويه، دون استفزاز شكلي للمواطن ودون ظهور استعراضي للراسمالي كما يحصل مع حكام العرب والمسلمين .. (ما عدا العوائل الملكيه وهذا موضوع فيه بحث ووجهة نظر أخرى) .
• تأكيد مهم ان التأثير في او على النظام الاستغلالي الرأسمالي المعتمد على تراكم هائل من المال والاقتصاد والخبره العلميه والفنيه والاجتماعيه والسياسيه والبحثيه لا يتم عبر مقارعتها ب دون كيشوتيه وب قاعده جماهيريه جاهله دراسيا وفكريا وبتركيبه مجتمعيه متخلفه . . بل باقتراب من العالم والعلم والتنميه والحريات وبصبر "ان الله مع الصابرين ".
#مجيد_الامين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التوتاليتاريه الوباء المتوطن مجتمعيا والمحبب للسياسيين العرا
...
-
حرب سقيفة قس بن ساعده
-
الخيّر والشرير والنص المقدس
-
حزب ألدعوه وقصة النبي داوود -جريمة الاستحواذ-
-
الديمقراطيه والليبراليه والعراق
-
ضم الاغراء والاكراه والاخضاع
-
لماذا الحريه تعني اليوم احمد القبانجي
-
الحريه ..واحمد القبانجي
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|