أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - نقاش فيسبوكي العرب والغرب..الإسلام والديمقراطية















المزيد.....



نقاش فيسبوكي العرب والغرب..الإسلام والديمقراطية


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت فقرة على صفحتي في الفيس بوك ، فكان هذا النقاش.
الفقرة:
النعام حين يحس بالخطر ويعجز عن المواجهة كونه لايمتلكها أصلا يدفن رؤوسه في الرمال، معتقدا أن في ذاك الرمل حمايته..لا ينفعه الرمل طبعا، وقد تكو ن في الرمل ذاك عقارب و أفاع..
نحن العرب المسلمين نعام أيضا..لا نبدع فكرا ..لا نبدع فنا..لا علم لنا..تحاصرنا العولمة بكل مكوناتها من كل الجهات..نعجز عن التفاعل معها والاستفادة منها..ننظر إليها كإعصار كاسح أو طوفان سيجرفنا..و..نهرب إلى الدين..
يغرس النعام رؤوسه في الرمل عميقا..نغرس نحن أيضا رؤوسنا في الدين عميقا..نتدين بإفراط..
في الدين الذي نغطي به رؤوسنا عقارب وأفاع أخرى.. بشرية..أصوليات متطرفة ،لا تعرف إلا العنف والإقصاء ورفض الآخر ..
نحن النعام إذن..والدين رملنا..
هل يحمي الرمل النعام؟..لا..
هل يحمينا الدين؟..لا..لا..
النقاش:
Baghdad Sayah : طبعا الدين لا يحمينا يا صديقي... إنما فهمه بالشكل الصحيح و إقامته هو الأساس...
الطيب صالح طهوري: أهلا سايح...هل تعتقد أن هناك فهما صحيحا للدين وآخر غير صحيح؟..ما هو الصحيح؟..ما هو غير الصحيح؟..تقول أنت: هذا هو الفهم الصحيح..يقول آخر : لا ..هذا الفهم ليس هو الصحيح..الصحيح ذاك، يشير إلى فهم آخر..أيهما..أيها هو الفهم الصحيح؟...تحياتي
:Baghdad Sayahالاشكالية هي تلك صديقي... كل واحد يفهمه حسب هواه
الطيب صالح طهوري :هذا يعني ،منطقيا،انه لا يوجد فهم صحيح وبإطلاق للإسلام..في الواقع يتعدد الإسلام بتعدد فهومه
..Baghdad Sayah:الصحيح أن لا تقصي المفاهيم بعضها..
الطيب صالح طهوري: لكنها تقصي بعضها..هذا هو الحاصل...كل صاحب فهم يماثل فهمه بالإسلام..وهو ما يعني منطقيا أنه سينظر إلى فهوم الآخرين على أنها ليست من الإسلام....يعطي لفهمه القداسة..ومن منطلق ذلك تصبح معارضة فهمه ذاك معارضة للإسلام..نقده نقدا للإسلام..وهكذا..للأسف..
ميم دين عطوي :ولكنني يا صديقي الطيب رأيت في بعض اليوتيوب أن النعام لا يدس رأسه في الرمال ، ووالذي نفسي بيده لقد رأيت في بعضها أن النعامة كانت هي المفترس وكان المفترس هو الفريسة وما دست النعامة رأسها في الرمال ، وعليه فأنا أعتذر للنعامة التي يتهمها بعضنا !
الطيب صالح طهوري: الشائع هو هذا....ربما يكون النعام قد ترك عادته تلك لنا نحن العرب المسلمين..ربما يكون قد انتبه إلى مكامن قوته فوظفها..ربما يكون قد فكر....ربما رفض تقليدنا له..النعام حساس كما يبدو يا صديقي عطوي...تحياتي الطيب صالح طهوري: أنا أيضا أعتذر للنعام إذ اكان فعلا كما قلتَ...
ميم دين عطوي: صدقني إنه كذلك وأنا لا أكذب عيني ! دير دورة على اليوتيوب وشوف ...
الطيب صالح طهوري :أصدقك يا أخي ..والله..
ميم دين عطوي :هو ذاك .. شكري وتحياتي ومحبتي خالصة لك
علي شحادة: أولا :النعام كما هو معلوم لا يدس رأسه في الرمال وانما هو بهذا الوضع الذي يبدو كذلك يكون يترقب ما حوله ليتخذ القرار المناسب
ثانيا : إن الفهم لشرع الخالق الذي هو دين الاسلام بصدق النية يكون الاتفاق حوله وفهمه الفهم الصحيح بكل بساطة ويسر ويقع قبل فهم شرع البشر الذي فيه كل الباطل بل هو مبني على الباطل من أساسه والدليل هذه المآسي التي تعاني منها البشرية ...تحياتي للجميع
علي شحادة :لا تظلموا الاسلام كما ظلمتم النعام أيها الانام ...
الطيب صالح طهوري: أهلا علي..ما الفهم الصحيح للإسلام؟..يمكنك أن تقول : إنه فهم المسلمين الأوائل ..ساقول لك: لقد ارتبط فهمهم بالظروف التي عاشوها والتحديات التي واجهتهم والتجارب التي مروا بها..فهل ترى أن فهمهم ذاك يمكن أن يكون صالحا لحاضرنا بظروفنا فيه وبالتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهنا وباختلافاتنا الفكرية ومواقعنا الاجتماعية ومصالحنا؟..بالتأكيد: لا..هنا أعيد السؤال عليك: ما الفهم الصحيح للإسلام في حاضر اليوم؟..ستجيب: إنه فهم الفقهاء المسلمين..وأسألك مرة أخرى: فقهاء الشيعة أم فقهاء السنة ؟..فقهاء العراق ،فقهاءالسعودية أم فقهاء مصر؟..فقهاء باكستان أم فقهاء أفغانستان..فقهاء القاعدة أم فقهاء المعادين لها من الفرق الإسلامية الأخرى؟..يقول علي بن أبي طالب: القرآن حمال أوجه..أي حمال فهوم..وكل فهم يخضع لمجموعة عوامل ذكرت بعضها ،وهي عوامل متغيرة نسبيا من مرحلة إلى أخرى..من موقع إلى آخر..من فئة اجتماعية إلى أخرى أيضا..هذا يعني منطقيا أن فهوم الإسلام متعددة حتما..وكل فهم قد يكون إيجابيا نسبيا أو سلبيا نسبيا أيضا..لكن المؤكد انه ليس هو الفهم الصحيح المطلق..أخلص إلى القول: كل مدع أن فهمه للإسلام هو الفهم الصحيح هو كاذب حتما..وكل مدع بذلك سيعتبر فهوم الآخرين خروجا عن الإسلام تجب محاربتها..من هنا يتولد العنف واٌلإقصاء والتعصب..وكل فهم بهذه النتائج الحتمية لا يمكن أن يكون إلا وبالا على المجتمع..
المؤسف حقا أن هذا النوع من الفهوم هو الذي ينتشر ويجد الصدى أكثر في مجتمعنا العربي المسلم كونه مجتمعا وصل اليأس فيه إلى حده الأقصى ولم يعد الناس فيه قادرين على مواجهة حاضرهم وما يطرحه عليهم من قضايا مستجدة إلا بالهروب إلى التدين المفرط الذي لا يقدم لهم أية حلول بقدر ما يغيب عقولهم أكثر...من هنا كان ما كتبت...شكرا جزيلا لك...تحياتي
علي شحادة: أهلا بك يا الطيب صالح طهوري وسهلا ...أنت تعلم وكل مسلم يعلم يقينا ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان ولكل انسان وان مفهوم الاسلام واحد فهو شرع الله الذي لا يأتيه الباطل يعني لا يجب ان تذهب مذهب المستشرقين الذين ينكرون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ...شرع الله فيه كل الحلول لكل مشكل والحلال بين والحرام بين وما تشابه متروك للعقل والاختلاف حوله فيه رحمة من ربك للبشر وأكيد شرع الخالق فيه الرحمة التي بكل حال تفوق أهواء البشر في شرعهم .. العدل في شرع الخالق ليس كالعدل في شرع المخلوق يا صالح
علي شحادة: آيات القرآن الكريم تخاطب الانسان في كل زمان ومكان ... لا تذهب لفقيه او مفسر بل اذهب إليها بنفسك وسترى ذلك
الطيب صالح طهوري: لا تذهب لفقيه أو مفسر..جميل هذا الكلام..لكننا نحن المسلمين نقول بأن الإسلام دين ودنيا..وأن به وفيه تنظيم شؤون حياتنا الدنيوية، والتنظيم فعل جماعي يحتاج بالضرورة إلى مؤسسات تقوم به..والمؤسسات تحتاج حتما إلى أناس متخصصين في قطاعات الحياة الاجتماعية المتعددة( سياسة - ثقافة - اقتصادا -..وهلم جرا) وهنا يأتي دور الفقهاء باعتبارهم الذين يفقهون الدين أكثر من غيرهم ( في رأي عموم المسلمين ) وهم الأكثر إلماما بمبادئه ومقاصده...لكن هؤلاء الفقهاء يختلفون بين هنا وهناك، في هذا الموقع أو ذاك، بهذا الفهم أوذاك أيضا، بهذه الكيفية التطبيقية أو تلك، انطلاقا من مصالح هؤلاء ومصالح أولائك..ارتباطهم بهذا الحاكم أوذاك، بهذه السياسة أو بسياسة تختلف عنها...بمعى ما..لا يمكن تصور الإسلام في الواقع إلا متعددا..ولا يمكن أن يكون أي إسلام من هذا المتععد هو الإسلام الصحيح..شكرا لك
Adel Belghit:لا يمكن أن يساء فهمك ،،وأنت بهذه اللغة العميقة تكتب أفكارك ،،لك التحاياا استاذ
الطيب صالح طهوري: أهلا عادل..صباحك خير...المؤسف حقا ان سوء الفهم صار السائد في واقعنا كما يبدو..المؤسف اكثر اننا لم نتعود بعد على لغة الاختلاف..ولم ندرك بعد أيضا ان المجتمع لا يرقى إلا بها..لا مجتمع حي ، فاعل ومؤثر دون لغة الاختلاف / فكر الاختلاف....شكرا جزيلا لك..
Adel Belghit:الدين رملنا" يصعب تقبلها ، ،،لكن أفهم جيدا قصدك ،،حين ترى من زاوية أن علوم الدين رفضت منذ القرن الثالث عشر-حسب أركون- تلقي أيّ تحديث أو تطوير ،،وأرادت -بفعل علمائها- أن تقود المستقبل بنفس التصانيف القديمة ،،و في تصوري أن الشطر المحذوف بلاغيا من فكرتك : ( كان الدين صنوبرنا وورودنا وحدائقنا" أيام الأندلس المشرقة بابن رشد وابن طفيل )،،فعلا لقد جعلنا منه - على المستوى المجتمعي وليس الفردي- رملا يسرع فيه المسلمون بالاختفاء أو الظهور ،،،فاذا اراد المجتمع الانكماش على وقع الهزائم والتقهقر غرس رأسه فيه ،،واذا أرادت طائفة منبوذة ،جاهلة أن تعتلي الأرض وتحكم العباد ، تنبثق منه بكل سلاسة ،،،فمتى نجعل من الدين أفكارا قابلة للتطوير والتطوير والتفكيك العقلي والعلمي كذلك؟؟؟ الطيب صالح طهوري :ذاك ما قصدته يا عادل..لقد صيرناه رملا..شكرا لك على الملاحظة القيمة..
علي شحادة: يا عادل!!!! يا صالح !!!! الاسلام دين ودنيا... نعم هو كذلك ....فقط كن عادلا ولا تقتدي بدسادير العلمانية وتجافي الاقتداء يشرع ربك تصلح الحال ... طبق ما جاء في شرع ربك إن كنت مؤمنا... فقط تدبر قرآنك ... ائتم بامامك الصالح و أمر على قيادتك الأمير الصالح وسترى فضل شرع الله على شرع غيره .. ثم تيقن أن لا اختلاف في شرع الله ولا جمود .. ولا تغرنك ترهات الغرب التي لا تريد لنا خيرا في حربهم الصليبية القائمة ضدنا ومنذ فجر الاسلام
ثم لنا اكثر ما يزيد على القرن ونحن نحكم بدساتير الدهرية والعلمانية حين أطعنا الغرب في في ابعاد الدين واقصائه من منصنة أحكامنا فلماذا لم نفلح ؟؟ ولماذا نجعل العيب في الدين ؟؟؟.. اتقوا الله يا شباب وعودوا لرشدكم علي شحادة "":أركون "" من أركون يا عادل ؟؟ الإسلام شرع خالق وليس بشرع أركون أو من هو أعلى درجة من أركون
علي شحادة :شرع الله فيه الثابت المحدد وفيه المنوط بالعباد فلا حاجة للتطوير ولا خوف من الاختلاف الذي فيه الرحمة للعباد يا صالح .. قلت لكم هو شرع خالق محيط بما خلق وليس بشرع مخلوق محاط بخالق . فلا بد ان تستمد شريعة العباد من شرع رب العباد في كل حال
الطيب صالح طهوريك تعدَّدَ الأئمة..تعدد الأمراء..اختلفوا وتصارعوا..اتهم بعضهم البعض بكذا وكذا..ترى ، من نتبع من هؤلاء الأمراء؟..ثم، هل محكوم علينا أن نتبع هذا الإمام أوذاك، هذا الأمير أو ذاك وكأننا قطعان؟..لا نحتاج إلى إمام أو أمير..نحتاج إلى مجتمع واع بمصالحه ، يعي واقعه جيدا ويخطط لبناء حاضره ومستقبله ..نحتاج إلى مجتمع يكون أفراده فاعلين اجتماعيين، كل في الميدان أو الموقع الذي هو فيه..لم يعد العصر عصر إمام يخطب على الناس ويبكيهم بسحر كلامه العاطفي..لم يعد عصر أمير يقرر وما على الآخرين/ القطيع سوى الالتزام بأوامره ونواهيه..نحن في عصر العولمة يا صديقي..الأفكار تتهاطل من كل الجهات..المشاريع أيضا..التصورات..المواقف..والمصالح أساسا تفرض نفسها في هذا الزخم العولمي الواسع..المجتمع الأكثر معرفة هو المجتمع الذي يستطيع الانخراط في هذه العولمة فاعلا مؤثرا..المجتمع الأضعف معرفة يهرب إلى ماضيه..ينكمش على ذاته..ويخرج أساسا من التاريخ..يصير مفعولا به لا فاعلية له..المعرفة / الوعي نتاج التعدد/ الاختلاف..نتاج المجتمع الذي يحرص باستمرار على قراءة المختلف وبنهم كبير..تلك هي الطريق التي نريد....أما الاتهامات المجانية فلا معنى لها بالنسبة لنا..إنها لغة الضعفاء معرفيا ...مع الاعتذار لك أخي علي والاحترام أيضا...شكرا لك
علي شحادةك يؤسفني ان تكون لديك هذه الصورة المشوهة عن مفهوم الاسلام والامامة والامارة في الاسلام .. والحكم في الاسلام .. الذي صنع هذا في أجيالنا والذي تتوهمه من الاسلام هي النطم العلمانية التي حكمتنا وليس الاسلام علي شحادة: حانت صلاة المغرب.. شرع الخالق هو العولمة
علي شحادة :حين نقول ائمة وأمراء هذا يعني أن الاسلام مجتمعات منظمة متكافلة متعاونة راي الجماعة يقودها والشورى هي دستورها يا سادة ...
علي شحادة: المجتمع الواعي الذي نحتاجه لا يكون الا بفهم الدين الإسلامي من كل منا .. ترى هل تتيح دولنا العلمانية مثل هذا الفهم في مناهج أجالينا يا صالح حتى ننتج المهندس المسلم والطبيب المسلم والخبير المسلم والقائد المسلم والحاكم المسلم ؟؟؟ الطيب صالح طهوريك للأسف..الأئمة كثيرون وفي كل واد جاف يهيمون..والأمراء أيضا كثيرون وفي كل قصر اوكهف يتبخترون..لا يكادون يتفقون حتى يختلفون..هذا هو واقع اليوم..تعددية أئمية وأمرائية ، لكنها تعددية متعصبة وإقصائية ترفض المختلف وتتهمه وتهدده وقد تقتله أو على الأقل تحرض عليه العامة لتسوّد عيشه..
علي شحادة: الزخم العولمي مفاتح حله والنفع منه موجودة في قرآننا يا صالح وليس بفكر غرب مغرب
الطيب صالح طهوري: أنتم أدرى بشؤون دنياكم ( ح ش )..و..حيث تكون المصلحة يكون شرع الله ( هكذا قال فقيه قديم)..ولأن شؤون الدنيا تختلف من عصر إلى آخر ومن ظرف اجتماعي إلى آخر كذلك..ولأن المصالح في المجتمع تختلف وقد تتناقض ويتصارع أصحابها..ولأن كل أصحاب مصلحة يحبذون الدفاع عنها وتبرير ذلك الدفاع والتأسيس له يلجأ الجميع في عالمنا العربي الإسلامي إلى الدين لاستغلاله وتبرير مصالحهم تلك ، على اعتبار أنه الوسيلة السهلة لكسب عواطف عامة الناس..من هنا ينشأ الاختلاف في فهم الدين وتوظيفه..
علي شحادة: أتدري لماذا هم كذلك؟؟ هم كذلك يا صالح لأنهم لم ينهلوا من معين الاسلام الصافي .. هم اشربوا العجل وعلم الفلسفة والفذلكة والتفكيكية وما بعدها فاضاعوا خطاهم الأولى وما وجدوا فائدة في الثانية علي شحادة: الرعية الصالحة لا تنتج الا راعيا صالحا يا صالح .. فقط ابعدوا هذه العلمانية عنا لان ثوبها ليس من مقاس شرع الله
الطيب صالح طهوري: من واجبي التفاعل مع كل الفكر البشري حيث كان ومن أي كان..لأنه الوسيلة التي ترفع من مستوى وعي الناس وإدراكهم..الفكر البشري تجارب ونتاج تجارب..والاطلاع على تلك التجارب والاستفادة منها فعل ضروري لكل مجتمع ينشد الفاعلية في حاضره ومستقبله..أما الانغلاق على الذات وتسفيه فكر الآخرين وإبداعهم فإنه لا يؤدي إلا إلى الفشل والضياع والتعصب ...والنتيجة ازدياد اليأس والعجز أكثر.. علي شحادةك لا انغلاق في شرع الله .. لكن شرع الله لا يتفق وشرع الكفر هو نقيضه لانه شرع ظلم يقره الشيطان وحسب
الطيب صالح طهوري: لم ينغلق العباسيون..كانوا أكثر انفتاحا على الآخر فكرا وفنا وعلما وأدبا..لهذا كانوا....لم ينغلق الأمويون في الأندلس..كانوا أكثر انفتاحا أيضا على تجارب الآخرين في مختلف ميادين الحياة..لهذا كانوا أيضا....عندما انغلقنا على أنفسنا سقطنا..
علي شحادة: يعني حين يسفه فكر الانسان شرع الله كيف نقبله يا صالح ؟؟؟
علي شحادة :كيف تقول هذا يا صالح ونحن ننفتح على غيرنا حتى حيدنا شرع الله من حياتنا ؟؟
في زماننا هذا متى كنا منغلقين وهل يسود حكم الاسلام حتى تقول هذا القول ؟؟
منذ مئة سنة وحكم الدهرية بيننا هو السائد
الطيب صالح طهوري: أين التسفيه في كلامي يا صديقي؟...كل ما أراه أننا نزداد انغلاقا على ذواتنا ونتعامل مع الآخر وكأنه عدو مطلق لنا..كأنه الخطأ كله ونحن الصواب كله...الآخر يا صديقي بشر مثلنا لهم تجاربهم الحياتية..يخطئون ويصيبون..لكنهم ينفتحون على الآخر الآخر لتوسيع معرفتهم اكثر..لنتواضع..لنعترف أننا بشر مثلهم..لا نحن خير منهم ولاهم خير منا..جميعنا بشر وعلينا أن نستفيد من تجارب بعضنا البعض.. الطيب صالح طهوري: أين تسفيه الآخر لك؟..هل إذا أبدى رأيه في دينك مثلا..أو لم يقتنع به يكون قد سفهه؟..من حق أي كان إبداء رأيه وتبني الموقف الذي يراه صائبا..حقنا نحن المسلمين الرد عليه بالحسنى..بالجدل ..لا بالتهديد والوعيد والسب والشتم.. علي شحادة: أنا يا صديقي ما قصدتك بل اقصد العلمانيه التي لا تعتد الا بالعقل و العقل عندها لا ينطق عن هوى ولا تعترف بنص ووحي اليس هذا تسفيها لشرع الله
علي شحادة: وتهديد العلمانية ماذا تقول فيه بل وسفكها الدماء ماذا يكون ؟؟
الطيب صالح طهوري: لا أقصد انا انا..قصدت كل مخالف لرأيك..
علي شحادة: لا شرع يقبل الغير كما الاسلام
الطيب صالح طهوري: كنا نتحدث عن العولمة..وها أنت ذا تدخلنا في العلمانية...
علي شحادة: يكيفينا ما تعج به ديمقراطيات الغرب من كيل بعدة مكاييل
علي شحادة: كل ذا وذاك يصب في شرع مخلوق خالف شرع خالقه في كثير ولا يهدف الا لصالح مستكبر يدبر الامر لصالحه ولا تهمه انسانية الاخر
الطيب صالح طهوري: العقل أساس في العلمانية..هذا صحيح..لكنها لا تنفي عن الآخر غير العقل..الإسلام ذاته يفهم بالعقل..كل فهم له هو فهم عقلي في النهاية..ولأن العقول تتفاوت..ولأن عقلنا العربي الإسلامي اليوم عقل ضحل ضعيف كان فهمنا للإسلام هكذا..كما يحدث في واقعنا..انغلاق وتعصب وتهديد وتكفير..و..و....الشعب المتخلف يفهم دينه فهما متخلفا ( القول لسمير أمين)..يقصد فهما سلبيا...الفهم الإيجابي يحتاج إلى عقل مرن..يرفض الانغلاق والتعصب..يمتلك أدوات الجدل..يحسن الإصغاء للآخر والاستفادة من تجاربه..من فكره وإبداعه..
الطيب صالح طهوري: العقل المرن الأرقى لا يمكن أن يكون إلا بفعل قراءة المتعدد المختلف ..مناقشته والاستفادة منه..
الطيب صالح طهوري: ما عند الآخر فيه الإيجابي والسلبي لأنه تجارب بشرية..ما عندنا أيضا تجارب فيها الإيجابي والسلبي....كلما ازدننا اطلاعا على تجارب البشريه في حاضرها وماضيها توسعت مداركنا العقلية..صرنا أكثر وعيا بحاضرنا المحلي والعام..تأنسنا أكثر..صرنا أكثر قدرة على التعايش مع الجميع مهما اختلفنا في معتقداتنا أو مواقعنا الاجتماعية او تصوراتنا للحياة أو مواقفنا من قضاياها...البشر جميعا إخوتنا.. علي شحادة: لماذا تحارب امريكا الاسلام ؟؟ لو كان كما يدعي سمير أمين وكما تتصور أنت لما حاربته هي وحلفاؤها يا صالح
علي شحادة: الاسلام ينهض يا صالح فلا تنخدع بما دبروه باعلامهم الاسود يا صالح
علي شحادة: الحمد لله.. الاسلام هو المقصى منهم والمهدد والموصوف زورا بالارهاب ايضا
الطيب صالح طهوري: أمريكا لا تحارب الإسلام يا صديقي..لم تعد هناك حرب دينية إلا في تصورنا نحن العرب المسلمين..أمريكا تحبذ كثيرا إسلام اليوم المنغلق على ذاته ..أمريكا تحارب ما يمكن أن يضر بمصالحها أساسا..وما يضر بمصالحها – ربما - في الحاضر والمستقبل أكثر هو أن يصير العرب مجتمعا ديمقراطيا كل فرد فيه هو فاعل اجتماعي والجميع يعرفون أين هي مصالحهم الحقيقة ويعرفون كيف يدافعون عنها..أمريكا تفعل في عالم الأرض لا عالم السماء..إسلام التزمت والانغلاق ورفض الآخر والتعصب عموما يخدمها أكثر ، لأنه يبقي التخلف في مجتمعنا ، بل ويعمق وجوده أكثر..
علي شحادة: بل اعلنها بوش صراحة عند غزو افغانستان وهم مستمرون الى حد اليوم والغد ايضا يا صالح
الطيب صالح طهوري: قالها - ربما متعمدا- ليدفع بنا أكثر نحو التعصب ..
علي شحادة: بل امريكا تحارب الاسلام هي وحلفاؤها ولا يخيفها الا الاسلام ونهضتهه واسأل تاتشر عن هذا
الطيب صالح طهوري: هم يفهمون جيدا نفسياتنا ويعرفون مدى شدة عواطفنا الدينية المشتعلة ومدى سرعة غضبنا واندفاعنا..ولهذا قال ما قال..
علي شحادة: ونحن نفهم بعون الله نفسياتهم جيدا وما يصدر عنهم في السر والعلن يا صالح
علي شحادة: هم يقاومون الاسلام لان الاسلام يغزوهم بصمت في عقر دارهم
علي شحادة: حان العشاء .. وحان فهم الاسلام من تزمت أعدائه
الطيب صالح طهوري: لماذا تتكلم بلغة الغزو يا صديقي...هم مجتمعات علمانية تؤمن بالتعدد والاختلاف وحق الفرد/ المواطن في اعتناق ما يشاء من الديانات أو الأفكار..هذا كل ما في الأمر..
علي شحادة: لو كانوا كما تقول لما حاربوا الاسلام ولما غزوا بجيوشهم ديار الاسلام ولما استكبروا في الارض حين قلت نحن يغزوهم بصمت يعني ليس بارهاب كما يدعون بل الناس عندهم وبفطرتهم يتقبلون اسلامنا ويدخلون فيه أفواجا بعد أفواج عن طيب خاطر ويرونه خلاصهم ويرون فيه كل الخير
الذي طالما هفت وصبت نفوسهم إليه
هم من يتحدث بلغة الغزو ويفعل الإرهاب والغزو يا صديقي بشتى أشكاله وألوانه ونحن لا نفعل إلا قليلا من الدفاع ...
ولماذا يتآمرون علينا وعلى الآخر فيشنون الحروب ويقتلون الناس ويكيلون بمكاييل أهوائهم ويجعلون كل خير لهم وينزلون الشر على غيرهم ..؟؟؟
وهل لا يوجد في مجتمعاتهم من هو مظلوم أو انهم لا يظلمون المجتمعات الانسانية من حولهم بعلمانيتهم التي "" يا مزوق من برا ايش حالك من الداخل ""؟؟؟؟
يا اخي نحن جربنا علمانيتهم لاكثر من قرن من الزمان وأقصينا الدين عن الحكم فماذا جنينا من ذلك غير الدمار والهوان ؟؟؟ إسلامنا خير من علمانيتهم وهو محيط يكل ما يدور بخلدك وخلدهم .. وازيدك سطرا جزائرك ما تحررت غلا بومضة الاسلام التي غرستها جمعية العلماء المسلمين قبل انطلاق الثورة المسلحة ....
علي شحادة: كأن غزو امريكا للعالم ليس بغزو وإنما هو رحلات سياحية فيه انعاش للبلاد التي غزتها والتىي تود غزوها يا صالح
الطيب صالح طهوري: أمريكا كما الغرب والشرق لا تحارب الإسلام..إنها - وباعتبارها قوة - تسعى إلى الهيمنة من أجل المحافظة على تفوقها وحماية مصالحها في الشرق الأوسط كما في أي مكان..وفي الشرق الأوسط خاصة باعتباره منطقة غنية بالثروات ..وكما تعرف كل قوة تسعى إلى الهيمنة قديما وحديثا..حتى العرب المسلمون عندما كانوا أقوياء سعوا إلى الهيمنة...هناك قوى أخرى تسعى أيضا إلى كسب موقع قدم لها في هذا الشرق الأوسط الغني: أوربا - روسيا -الصين - وإيران حتى..لا مشكلة لأمريكا في ان يحكم الإسلاميون في دول هذا الشرق.. لا مشكلة لها في أن يطبقوا إسلامهم كما يفهمون أو كما يعتقدون أنه الإسلام الصحيح...فقط ،مصالحها هي من يحدد موقفها..
الطيب صالح طهوري: الدول العلمانية دول بشر يخطئون ويصيبون..لها ( تلك الدول ) مصالحها في هذا العالم باعتبارها دولا قوية..ومن بين أخطائهم الكبيرة غزوهم العالم وتقتيلهم الناس وتشريدهم...لا أحد ينكر ذلك ..أبدا..أبدا..وكل القوى التي سعت إلى الهيمنة عبر التاريخ فعلت ذلك..هذا هو منطق التاريخ شئنا أم أبينا..فقط ، علينا أن نسعى جميعا هم ونحن وفي إطار الحوار الذي يراعي المصالح المشتركة من أجل تحقيق وجود بشري يبني مستقبله على السلم والتعاون..بالتأكيد لا يتحقق ذلك إلا بالابتعاد عن فكر التعصب الأعمى والانغلاق البائس..منا ومنهم...
الطيب صالح طهوري: العلمانية على مستوى علاقات الأفراد والفئات الاجتماعية ومختلف التنظيمات المدنية والسياسية أمكنها تحقيق الاستقرار في المجتمعات التي تبنتها وفي علاقات تلك الدول ببعضها..وحققت تقدما كبيرا في شتى المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية.. الطيب صالح طهوري: قارن بين الهند العلمانية وباكستان الإسلامية..في الهند (وتعد الهند من أكبر الديمقراطيات في العالم، حيث أصبح العمل المؤسساتي وأداء الأجهزة الحكومية مثار إعجاب أغلب الدول. وتمكنت ديموقراطية الهند من التغلب على الاختلافات الكبيرة بين شرائح الشعب الهندي الدينية والاقتصادية والعرقية، لتحقق استقراراً لم يتحقق في الدول المحيطة)..في المقابل (رغم أن باكستان شعب مسلم لكن الاختلافات بين طوائفه المسلمة لا تهدأ..والعنف لا يتوقف إلا ليعود من جديد أكثر قوة)..وقس على ذلك مختلف الجوانب الأخرى....
الطيب صالح طهوري: بالتأكيد لا يمكن للحوار بين دولنا العربية المسلمة والعالم الآخر ، خاصة المتقدم منه ،أن ينجح ويحقق أهدافه إلا إذا ابتعدنا عن التعصب والادعاء الأجوف بأننا وأننا..لا يمكن أن ينجح ويحقق لنا الاحترام الذي نأمل فيه ونطمح إليه إلا إذا حققناه بين الأفراد في مجتمعاتنا...
الطيب صالح طهوري: نحن جربنا علمانيتهم..هكذا تعتقد..أما أنا فأقول لك: لم نجرب علمانيتهم أبدا يا صديقي..دولنا لا علاقة لها أبدا بالعلمانية..إنها دول ديكتاتورية يحكمها العسكر والمخابرات، أي أن شعوبنا العربية لم تحكم نفسها بإرادتها الحرة واختيارها..إنها محكومة من قوة فرضت نفسها عليها..هذا النوع من الحكم لا علاقة له بالعلمانية إطلاقا...لا علمانية دون ديمقراطية..لا ديمقراطية دون علمانية..العلمانية بكل بساطة تعني أن الشعب هو من يحكم نفسه في إطار التوافق بين فئاته الاجتماعية وطبقاته وتنظيماته السياسية والمدنية وحتى الدينية..لا يحق لطرف ما أن يفرض نفسه على الآخرين.. الأمور نسبية طبعا..أولئك المتوافقون بشر لهم نزعاتهم الذاتية وغرائزهم حتما ومصالحهم أيضا..لكن وعيهم وضرورة تعايشهم في إطار الاستقرار والأمن جعلهم يتنازلون نسبيا ليحقوا ذلك التوافق..هكذا هي العلمانية..هل رأيتها تمارَس في عالمنا العربي المسلم بهذه الطريقة؟...لا علمانية في واقع الإقصاء والتطرف ورفض الآخر المختلف ومحاربة فكره ..و..و..
الطيب صالح طهوري: http://www.aleqt.com/2008/08/15/article_13263.htmlبين الهند وباكستان
أبو العباس برحايل: شكرا لك الأستاذ طهوري ، واقول : سنهدر المزيد من الوقت في التشبث بالمصطلحات دون حتى استيعاب محتواها وهذا شاننا مع العلمانية التي ليست سوى ما عبر عنه ابن خلدون منذ أكثر من خمسة قرون حين فصل بين العلوم العقلية والعلوم النقلية . وحياتنا اليوم شئنا او ابينا ينبغي ان تتحكم فيها العلوم العقلية.. وما العلمانية سوى هذه العلوم العقلية المحايدة التي لا تلبس الدين ولا تعاديه ، وسيأتي يوم نتاسف فيه عن تضييعنا للوقت في الحديث عن امر مفصول فيه لو كنا نقرا ونفهم..
الطيب صالح طهوري: أهلا بأبي العباس..رأيك صائب...أتفق معه تماما...إننا نهدر الكثير من الوقت ..والوقت لا يعود.....تحياتي الحارة
علي شحادة :وهل تعتقد أن الديكتاتورية ليست بوجه من وجوه العلمانية يا أخ صالح ؟؟؟
وهل تعتقد ان ابن خلدون كان مخطئا حين جعل وازع العرب وسلطان قوتهم المادية والمعنوية بالدين وليس بغيره ؟؟؟؟
وهل تعتقد ان التطور المادي هو الحضارة ؟؟؟
علي شحادة: الولايات المتحدة على سبيل المثال علمانية ولها وجه ديمقراطي ولها وجه ديكتاتوري ولها وجه ليبرالي ... هل عندكم شك في ذلك ؟؟؟ راجعوا أقوالهم وافعالهم... ثم هل تعتقد ان الغرب يحاورنا أو يقبل منا ويقبلنا .... هو لا يريد غير سلبنا كل شيء ... وأمامك النموذج التركي
الطيب صالح طهوري: نعم يا علي، الديكتاتورية لا علاقة لها بالعلمانية..وقد وضحت لك ذلك سابقا..فلا داعي لتكرار التذكير به..
الطيب صالح طهوري: رأي ابن خلدون ارتبط بظروف هي غير ظروف الحاضر يا صديقي..ألا ترى اليوم أن العرب يتحاربون فيما بينهم باسم الدين وان عداوتهم لبعضهم البعض تزداد كلما تدينوا أكثر؟..ألا ترى أن فرقهم الدينية تصارع بعضها البعض..تكفر بعضها البعض باسم الدين؟..كلام ابن خلدون يرتبط أساسا بالعرب البدو حيث العصبية القبلية هي من يحدد علاقات القبائل ببعضها البعض ، وحيث تلك البداوة العصبية القبلية لا تسمح للعرب بمواجهة عدوهم غير العربي كالفرس والروم مثلا..لكننا في القرن الواحد والعشرين ومجتمعاتنا الآن دول وأناسها متدينون بشكل لا مثيل له في كل العالم ..لكن هؤلاء الناس المتدينين لا يغير الدين من سلوكاتهم السيئة شيئا..لا يوحدهم إلا كقطيع خاضع لا مبال ، لا يشعرون بأية مسؤولية تجاه ما هو مشترك بينهم من مصالح..كل شخص منهم يمارس وجوده بشكل أناني مفرط سواء في علاقته بدنياه ، حيث الغش والكذب والتهاون في العمل واستغلال المنصب كغنيمة ،أو في علاقته بأخراه ، حيث التدين المفرط والإكثار من الحج والعمرة حتى لو كان الجارفي حاجة ماسة إلى ذلك المال الذي حج أو اعتمر به الحاج أو المعتمر....مجتمعاتنا العربية اليوم معقدة بمالا يسمح للفكر الديني بالكيفية التي طرح بها لدى أسلافنا او بالكيفية التي يطرح بها لدى فقهاء اليوم بأن يعطينا الحلول لما نواجهه من قضايا معقدة أكثر وتحديات داخلية وخارجية أصعب..مجتمعاتنا العربية اليوم تحتاج إلى فكر جديد أكثر عمقا وثراء وقدرة على التعامل مع واقعه المعقد بحثا وتحليلا وإيجاد حلول موضوعية..تحتاج إلى الفرد الواعي بمسؤوليته ، الفاعل في الموقع الذي هو فيه..ولا يمكن لهذا الفكر وذلك الفرد أن يوجدا إلا في واقع يؤمن بالتعدد والاختلاف ويعطي الفرص لكل أفراده المواطنين لا الرعايا ليمارسوا وجودهم مفكرين وفاعلين..لا يمكن لهذا الفكر وذلك الفرد أن يوجدا إلا في المجتمع الحر الذي يرفض القولبة في فكر واحد أو اتجاه واحد ..مجتمع التعدد والاختلاف وقبول بعضنا البعض مهما اختلفت منطلقاتنا الدينية والإيديولوجية وأفكارنا واتجاهاتنا وتصوراتنا للحياة ومواقفنا من قضايها هو ما نحتاج إليه اليوم في عالمنا العربي للخروج من مأزق التخلف واليأس الذي نعيشه ..صراحة: نحن في أمس الحاجة للتوقف عن حراسة الماضي وتقديس الأسلاف والنظر إلى المستقبل بأقفيتنا..سنسقط حتما بذلك النظر...المطبات والحفر أمامنا كثيرة يا علي..ولا يمكننا تفادي السقوط فيها إلا بالنظر بعيوننا ..أفكارنا التي نبدعها بأنفسنا ..إبداعنا الذاتي في حاضرنا هو ما يجعلنا نبنينا في الحاضر والمستقبل..تدينْ كما تشاء..فقط فكرْ بنفسك ومن منطلق حاضرك وحاجاتك فيه وما تواجهه ويواجهه مجتمعك من تحديات معقدة لا يمكن مواجهتها إلا بفكر مركب عميق وواع...شكرا لك.
الطيب صالح طهوري: أمريكا يا صديقي دولة عظمى ..ذلك يعني أن مصالحها في هذا العالم كبيرة وكثيرة ومسؤولياتها أيضا..أمريكا تدرك ذلك جيدا وتتعامل مع العالم من منطلقه وعلى أساس المحافظة على مصالحها في الحاضر والمستقبل..لا ألومها على ذلك..لأن لومي لا معنى له ولن يغير من سلوكها شيئا..إنها تفعل في علاقاتها بالعالم ما يحافظ على تواصل قوتها وهيمنتها..تماما كما تفعل أنظمتنا العربية المستبدة في علاقتها بشعوبها ، حيث منطلقها الأساس هو المحفاظة على سلطتها ..الفرق الأساس بين أمريكا وأنظمتنا أن أمريكا تفعل ما تفعل لخدمة مجتمعها واستقراره ومواصلة هيمنتها..أما أنظمتنا فهي تفعل ضد مصالح شعوبها..
الطيب صالح طهوري: العيب يا صديقي ليس في أمريكا أو في الغرب عموما..العيب فينا نحن العرب الذين نحمِّل أمريكا وغيرها مسؤولية ما نحن فيه من تخلف ..تماما كما نحمل الشيطان مسؤوليات سلوكاتنا السيئة أ والقضاء والقدر ما يحدث لنا من مصائب ..ونغلق بذلك التفكير في أمورنا ونريح أنفسنا من تعب التساؤل والبحث..و..و......
الطيب صالح طهوري: لا أحد يحترمك إذا لم تفرض عليه احترامه لك..لا أحد يحاورك بجدية إذا لم تكن تمتلك إرادة الحوار وقوته..إرادة الحوار وقوته وفاعليته ومراعاته المصالح المشتركة بيننا وأمريكا والغرب والعالم عموما لا يمكن أن تتأتى لنا ونحن لا نستطيع إقامة الحوار بيننا..الحوار بما هو احترام متبادل بيننا كدول وأحزاب وفرق ومذاهب وجماعات وأفراد ..بما هو اعتراف بحق بعضنا البعض في التعايش في إطار السلام والتعاون على خدمة أوطاننا بعيدا عن عنجهية الاصطفاء والأفضلية وعقلية الإقصاء ونزعة العنصرية من ثمة..هذه الصفات /الأخيرة هي أبرز مظاهر مجتمع القبيلة..مجمع البداوة..ونحن في القرن الواحد والعشرين يا صديقي..نحن في عصر العولمة والتغيرات الكبرى في شتى مناحي الحياة..ولا يمكننا التعامل مع هذا العصر إلا بالعقل المنفتح والوعي العميق والقدرة على الإبداع الذاتي ، أعني إبداعنا نحن العرب...دون ذلك لا أحد يحترمك..لاأحد يحاورك بجدية ويراعي مصالحك في ذلك الحوار.. الطيب صالح طهوري :كيف نطلب الحوار الجاد من الآخر المتقدم/ الغرب أساسا ونحن كشيعة وسنة نتقاتل؟..بل كسنة نتقاتل أيضا..وكشيعة..؟..وقس على ذلك الكثير من علاقات تنظيماتنا السياسية ببعضها ، والاجتماعية أيضا ..
(فقرة سقطت سهوا من الحديث عن ابن خلدون أعلاه: كلام ابن خلدون يرتبط أساسا بالعرب البدو حيث العصبية القبلية هي من يحدد علاقات القبائل ببعضها البعض ، وحيث تلك البداوة العصبية القبلية لا تسمح للعرب بمواجهة عدوهم غير العربي كالفرس والروم مثلا وهم مشتتون كل قبيلة وحدها كان الدين موحدا لهم ، وهو أمر فرضه واقعهم آنذاك..وهو أمر إيجابي بالتأكيد في تلك المرحلة..والحال نفسه كان عند الشعوب الأخرى التي كانت مشتتة كقبائل أيضا ، حيث عرفت التوحد وقت الضرورة ، سواء تحت راية الدين او غيره من الرايات التي أمكنها تحقيق وحدتهم لمواجهة عدوهم الخارجي..بالتأكيد نحتاج نحن عرب اليوم إلى خلق وحدتنا/ تكتلنا..لكن المؤكد أن طريق تحقيق تلك الوحدة لا يتم بالدين..توظيف الدين اليوم يفرق لا يوحد ..وحدتنا تتم بالوعي بمصالحنا في علاقاتنا ببعضنا من جهة ، وبالآخر ، من جهة اخرى..تتم بالرفع من قدراتنا العقلية والإبداعية والإنسانية أكثر..تتم بقبول بعضنا البعض مهما اختلفتنا في معتقداتنا ومذاهبنا وأفكارنا ..وحدتنا لاتتم بالتعصب والاستعلاء وادعاء امتلاك الحقيقة..)
الطيب صالح طهوري :(لا توجد وصفة دينية للتاريخ، هناك قراءات للنص الواحد، قراءات مختلفة تفرّح طوائف متقاتلة، ليس على الإنسانية ان تنتظر أقل من هكذا تكلفة وثمنا لأي مسار تاريخي لديانة ما. اليهود دفعوا قبلنا أثمانا باهظة وأيضا المسيحيون في القرون الوسطى. جاء دورنا هذا كل شيء.......)... الدكتور اسماعيل مهنانة..........هذا هو سر ما يحدث في عالمنا العربي الإسلامي من صراع يصل حد التقاتل بين فرقه الدينية..كل فرقة ترى أنها الفرقة الناجية ( من النار طبعا) ..كل فرقة تخالفها محكوم عليها من قبلها بالخلود في تلك النار.....أذكِّر: إذا دخل الدين السياسة كان العنف...وإذا عم العنف كان الخراب..هذا ما يحدث في العراق..وما يحدث في سوريا..وسيحدث في الكثير من دولنا العربية إذا لم نسارع إلى إدراك ذلك ووعي المخاطر التي تنتظرنا ..وفي عالم لا نتصور انه سينتظرنا حتى نلملم أشلاءنا ليتحرك..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟
- الأبواب
- عن الشعر ولغته
- كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رم ...
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - نقاش فيسبوكي العرب والغرب..الإسلام والديمقراطية