المجتمع المدني السوري في الخارج : تركيا نموذجاً

عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا
(Abdulrahman Matar)

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 10:13
المحور: المجتمع المدني
    

ساهمت أفكار المجتمع المدني – دون شك – في إيقاد جمرة الحراك الاجتماعي والسياسي في سورية، بصورة فعّالة ومثمرة، كان لها أن تنتج ذلك الصراع الحيوي والضروري، في سياق ممارسة العمل المدني بمختلف أوجهه، بما في ذلك أنماط وأشكال إدارة الدولة ، والصراع على السلطة، الذي أخذ منحى مغايراً، منذ تغييرآذار/مارس 1963، بما ترتب عنه من انعكاسات حادة في الانقسام الاجتماعي والسياسي، تضرر فيه المجتمع المدني، فانكفأت أطره، بمصادرة ماهو مدني، لصالح ماهو " بعثي ".
تعنى هذه الورقة، بإضاءة جانب مهم، من جوانب صور وحالات المجتمع المدني السوري، وبخاصة الموجود في الخارج " تركيا مثالاً ". وتأخذ منحى الدلالة والبحث في رؤاها العامة،وإشكالياتها التي تسم عملها،ومدى قدرتها وفعاليتها ودورها في الحالة السورية الراهنة، ومستقبلا.
وذلك عبرتناول نقاط أساسية تتمثل في :
التمويل : يعتبر التمويل عاملاً أساسياً ومهماً في تكوين مؤسسات المجتمع المدني، وفي دفع انشطتها وتحقيق فاعليتها وتعزيز دورها. الكثير من مؤسسات المجتمع المدني السورية، التي نقلت أنشطتها أو تأسست في تركيا، تعاني إشكالية كبيرة فيما يتعلق بالتمويل، باستثناء تلك التي تنبثق عن تنظيمات سياسية معينة.
التشبيك :
اضحت تركيا واحدة من اهم بلدان دول الجوار السوري، التي يجرى فوق أراضيها ، ومن خلالها حراك واسع لمؤسسات دولية، ومنظمات غير حكومية، ووقد شكل ذلك فرصة هامة لقوى المجتمع المدني، في إقامة جملة من علاقات التواصل المتشابكة بما يخدم اهدافها.
السياسة:
ليست بعيدة عن التنويعات السياسية القائمة، فمعظم الجمعيات الاهلية والمنظمات الغير حكومية السورية، يتبنى أيديولوجيا تيار سياسي معين، من هنا فإن سياسات العمل وبرامجها، في الغالب هي معبرة عن هذا التيار، أو مظهراً لوجوده. الاستقلالية، تكاد تكون منعدمة، فيما تتوزع الولاءات على جهات الدعم التي تتبنى مشاريعها.
اللاجئين:
ليست هناك احصائية دقيقة حتى اليوم، لأعداد السوريين اللاجئين في تركيا، لكنها تتجاوز الأرقام الرسمية بثلاثة أضعاف، لتصل الى قرابة نصف مليون سوري. ومع هذا العدد، ليس ثمة منظمات سورية للمجتمع المدني تتوجه بأنشطتها، بشكل أساسي وفعّال، نحو هذه المجموعات البشرية المنهكة.
رؤيـة مـسـتـقـبـلـيـة:
أيّ مـسـاهـمـةٍ فـي حـل الأزمـة ؟
يتطلب المجتمع المدني السوري، عامة الى إعادة البناء، على الرغم من حداثته الراهنة، في سياقات التربية المدنية، والعمل الجماعي، والثقة مع الجمهور. وفي ظل جملة المشكلات الآنفة الذكر، فإن مساهمة المجتمع المدني السوري، في إيجاد حلّ للأزمة السورية، لن يكون إيجابياً، إذا لم تتوفر لهذا القطاع ظروف العمل والدعم الملائمين، وأن يتم الإعتراف بطبيعة الدور والأهداف المنوطة به.
نحتاج الى جهود كبيرة، في مقدمتها التربية المدنية في ظل التسلح، وخلق الثقة بين تيارات المجتمع المدني، والقوى الإجتماعية، والإيمان بأهمية العمل الجماعي في إدارة المجتمعات المحلية، وقبل ذلك في مؤسسات وهيئات المجتمع المدني.
وأشيرختاماً، إلى مهمتين أساسيتين :
-أن تكون هذه المؤسسات شريكة في وضع تصورات تتصل بإيجاد حلول للمشكلات الوطنية.
-وان تسعى لأن تكون شريكاً حقيقياً، في عمليات التفاوض على المستقبل.
=====================================
- كاتب سوري
- مدير مركز الدراسات المتوسطية
- [email protected]
----------------------------------------------------------
ملخص ورقة العمل التي قدمت الى مؤتمر" نحو حل استراتيجي للأزمة السورية: دور المجتمع المدني
الذي نظمته كل من مؤسسة مدني -المركز السوري لبحوث السياسات-كلية لندن للإقتصاد
بيروت - حزيران 2013

#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات