|
سيمون خوري ... شكرا
عبله عبدالرحمن
كاتبة
(Abla Abed Alrahman)
الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 15:02
المحور:
الادب والفن
سيمون خوري ...شكرا
وددت لو تشاركوني صخب الفرح الذي منحني اياه الاستاذ سيمون خوري حين منحني هدية رائعة بكتابة مقدمة كتابه (لا لون للماء )، والاجمل ان نحتفل ومن غير صمت بابداع هذا الكاتب المتألق باصدار كتابه (لا لون للماء) في اليونان والاردن. لا يهزم السلطان إلا قصيدة وشاعر
هل كان يدري بأنه كان يغسل غضب الحظ الذي كان صديقا لي حين مد يده والتقطني من غفلة الزمن ومن نفسي، إذ أن يده لم تكن ملوحة بل كانت منارة أضاءت لي وضوح الهدف والحياة، وهل كان يدري بأنه قد غافل حظي العاثر حينما وهبني غناء العصافير وسيمفونية الحياة، وهلا عرف أن الحظ قد غنى لي ونفث عني ملل النار والحمم، لا ندرك قسوة الأيام إلا حين نتذوق قيم الحب والخصب والجمال، لا ندرك قيمة الحياة إلا حينما نتذوق طعم العطاء.
هل كان طائرا من السماء أم كان الريح التي تهب الزهور عمرا على عمر. رغم المسافات البعيدة معنويا وماديا مع عالم الكاتب المبدع سيمون خوري إلا انه استطاع أن يلوح بيده إلى الكثيرين ممن يستشعرون أهمية الفرصة لهم ، فكان المثقف الحقيقي والملهم في إحداث الفعل والتأثير في حياة الكثيرين وفي تلمس أوجاع الناس والتعبير عنها ببراعة، حتى نقول بعدها الله ما أجمل قلبك، الله على إنسانيتك، الله وأنت تنسج مما تقوله حياة أخرى لنا، الم تقل: من لا يعرف معنى الحب.. لا يعرف معنى الحياة.
كما أن الكتابة تحتاج إلى طقوس لممارستها لدى الكثير من الكتّاب، فأن قراءة إبداع الكاتب سيمون خوري تحتاج كذلك إلى طقوس، إذ لا يمكن إلا وان تقف على بابه ردح من الوقت، وتتهيأ بعدتك وعتادك حتى تلج إلى بهاء الزهور الذي يتدفق منه نبض اللآلئ ونبض الكلمات. حينما تقرأ سيمون خوري يصيبك نوع من الزهو والخيلاء، إذ يكفي أن تقرأ له، لتحدث عن نفسك أخبارا، ويكفي أن تقرأ إبداعاته، حتى تخرّ من روعته ومن سحر المعنى وعمقه، وكأنك عثرت على كنز.
من غيره يستطيع أن يلمس أوتار النفوس، من غيره يستطيع أن يزاوج بين الماضي والحاضر وكأن الماضي حي لا يموت، إذ أن حيرته تستنهضنا للعمل وتجعلنا نردد معه في مقطوعته لا لون للماء: اه يا جنين .. لا تشطري قلبي نصفين بين صيف وشتاء.. فلا ادري ماذا سأعمل بما تبقى لي من زمن .. فلا لون للزمن ولا لون للماء ولا لون للهواء ولا لون للنور.. دعيني استنشق رائحة البحر، وأمارس هوايتي في ترقيع ثقوب الذاكرة. وحدهم المبدعون من يخلدون الزمن، ووحدهم المبدعون من يخلدهم الزمن، فهل كنت تبحث حقا في أوراقك القديمة المجعلكة لكي ترسل إلى( بيت لحم) تهنئة في عيدها الذي تعود الحزن وتعود بكاء العصافير وشوق الأبناء الذين ركبوا البحر أو قذفوا فيه لا فرق. ما زلنا نحلم بفصل الحب الذي حدثتنا عنه، فهل تراه سيأتي؟! أم انه ضاع، ما زالت الدموع تسكن العين، فهل أنت من قلت: ابتعدت كثيرا كطير مهاجر، قيدت جناحيه أطباق شهية من محاضرات عتيقة لم يعد لها طعم. كان منظرها شهيا. أشبه بزهور اصطناعية.؟! من غيرك يستطيع أن يصور وجع الغربة كما صورته، ومن غيرك يستطيع أن يقول أن حياتنا أشبه بزهور اصطناعية، وأنها مجرد أجساد لا روح فيها. أنا .. ههنا، مرة أخرى، أسامر بحر جديد، اجثوا على شاطئه. أرمم بزبده كل السنين المهاجرة، وأغار من تلك الطيور الراحلة نحو الشرق، يا لفرط حساسيتك وإبداعك أستاذ سيمون خوري وأنت تصور لنا سطور الزمن وكأنه ساعة رملية نباهي فيها قدرتنا على حساب الدقائق والأيام وحتى السنين التي باتت عقودا، وشارع كبير مزدحم بالموتى، ونحن في حالة تعري بعيدا عن وطن سليب.
في الذاكرة نختزن الأزقة وضجيج الأطفال وكيس قماش يصل طوله إلى ما تحت الخصر نضع فيه كتاب فقد غلافه لكثرة ما تداوله الأقران ودفتر عدد صفحات بياضه قليلة، وكسرة خبز غير مغمسة بسمن أو زيت، لكننا كنا نجري كنهر والمستقبل أمامنا ضاحكا،غنّاء. إحدى سيمفونياتك الإبداعية عزفت لحنا نادرا وحزينا قلت فيه: وددت لو أحببتك منذ الولادة، لكان العمر أجمل.. وتعلمت معنى الغناء مبكرا، أي بحر فارقت، وأي وطن يشتاقك وأنت النهر الذي لا نشك بجريانه، والوطن والماء والحياة بألوانها، معك سنهزم الحرب.. بالحب والغناء.. ومعك نردد لا يهزم السلطان، إلا قصيدة وشاعر. كم من الليالي وأوقات السحر أنفقها وأنا استجدي الله وقلبك أن يبقى نابضا وحيا، هل أخبرتك بأنني أخاف الملاءات البيضاء، وضوء القمر الأحمر، وهل أخبرتك بأنك الشمس التي تسلل نورها إلى حياتي فمنحتني حب الحياة والآخرين، وهل أذكرك بوعد قطعته على نفسك حين قلت : ما زال لدي بعض من الحب سأمنحه لقمر يجمع كل ألوان الطيف.
#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)
Abla_Abed_Alrahman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النكبه والامل بالعودة
-
الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق
-
في طريقها الى الطلاق
-
احلام الطفولة الضائعة
-
كلام في الحب
-
متاهة الحرب والحب
-
بين هاوية الوظيفة والدعارة
-
مطر من غير دفئ
-
غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر
-
عروس سورية بغير الابيض
-
ايام عابرة
-
مشاهدات من مخيم الزعتري
-
حبال الريح
-
زوجة مع وقف التنفيذ
-
بقايا النهار
-
العيد يتزين باللون الاسود
-
محمود درويش في ذكراه
-
عند الباب
-
طبلة رمضان وذكريات من الطفولة
-
العنف الجامعي والقوة بالعشيرة
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|