أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية الجعبري - شلومو ساند عفوا .. الأرض لنا















المزيد.....

شلومو ساند عفوا .. الأرض لنا


رانية الجعبري

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 09:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


خمسة وستون عاما، لم يخل بيت فلسطيني في الشتات – إلا ما ندر – من مفتاح العودة ولو كان رمزياً، أو من خريطة فلسطين مكتملة، أو من علمها، وفي المقابل لم تخل عقول صهيونية من التفكير بالغد الذي يملي عليها – ومن دون وعي – تأمين الغد عبر امتلاك شقق في أوروبا وأمريكا.

payday loans LENDERS ONLINE


فهل لنا توقع زوال هذا الكيان الصهيوني الذي يكتم أنفاسنا منذ 65 عاماً، هل لنا أن نحلم بغد يخلو من بندقية تعكر على المواطن الفلسطيني صفو يومه، هل لنا أن نتخيل أياما تخلو من اليهود المتزمتين “الحريديم” الذين يرون في إذاء الفلسطيني في بيته وحياته وطعامه وشرابه قربة إلى الله؟

اليهودي المستعد للمكوث في فلسطين

تظهر خرافة “الشعب اليهودي” واضحة في مطلع الكتاب المثير للجدل “اختراع الشعب اليهودي” لكاتبه أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل أبيب شلومو ساند.

فرغم التحفظ الشديد على ما يورده الكاتب في مقدمة الطبعة العربية من الكتاب، إذ يبين أنه رغم وجود الدلائل القطعية على عدم وجود “شعب يهودي” وبالتالي فإنه يهدم أحد أهم الأساطير التي قامت عليها دولة الكيان، إلا أنه يقول “حتى الطفل الذي يولد جراء عملية اغتصاب له الحق في العيش، لكن من الواجب منعه بكل الطرق من تتبع خطى والده”. ليؤكد على فكرة قناعته بضرورة الحل السلمي وإيجاد دولة للشعبين : “العربي واليهودي”.

وينطلق من حله السابق كونه يرى أن ثمة “اسرائيليين” لم يعرفوا مكانا غير ما يسمى بـ “اسرائيل” وإننا نعود ونكرر المأساة التي ارتكبت في العام 1948 عندما نهجرهم إلى أوطانهم الأصلية.

وهنا نسأل، حقا ثمة صهاينة لم يعرفوا إلا أرض فلسطين المغتصبة أرضا لهم، لكن هل حقا هم ينتمون بكل ما فيهم لها، أو أنهم ينتمون إلى منهج القتل والفكر الاحلالي الذي أسست له دولة الكيان؟

يقول د. عبد الوهاب المسيري – رحمه الله – وهو أحد المفكرين الذين أسسوا لفكر منطقي وواقعي في مناقشة القضية الفلسطينية، بأن أبناء الكيان الصهيوني منذ أقاموا دولتهم على أنقاض فلسطين، وهم يرون نهايتها، لأن قيامها في الواقع لم يكن نتيجة أسباب موضوعية طبيعية، وإنما تم بناؤها بالقسر والقتل والسرقة.

“في اجتماع مغلق في مركز الدراسات السياسة والإستراتيجية في الأهرام أخبرنا الجنرال الفرنسي أندريه بوفر، الذي قاد القوات الفرنسية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بواقعة غريبة، كان هو شاهدها الوحيد” والقول هنا للدكتور المسيري في إحدى مقالاته، التي تضمنت حوارا بين الجنرال الفرنسي وإسحق رابين أثناء لقاء جمع الاثنين في منتصف حزيران 1967 أى بعد انتهاء الحرب بعدة أيام، فبينما كانا يحلقان في سماء سيناء والقوات الإسرائيلية المنتصرة في طريق عودتها إلى “إسرائيل” بعد أن أنجزت مهمتها، قام الجنرال بوفر بتهنئة رابين على نصره العسكري، ففوجئ به يقول “ولكن ماذا سيتبقى من كل هذا؟”. في الذروة أدرك الجنرال المنتصر حتمية الهوة والنهاية.

كما يحلل د.المسيري قصة “في مواجهة الغابة” التي كتبها الروائي الصهيوني أبراهام يهوشوا في النصف الأول من الستينيات، والتي تقدم الحالة النفسية لطالب “إسرائيلي” عين حارسا لغابة غرسها الصندوق القومي اليهودي في موقع قرية عربية أزالها الصهاينة مع ما أزالوه من قرى ومدن.

ورغم أن هذا الحارس ينشد الوحدة، فإنه يقابل عربيا عجوزا أبكم من أهل القرية يقوم هو وابنته برعاية الغابة، وتنشأ علاقة حب وكره بين العربي والإسرائيلي، فالإسرائيلي يخشى انتقام العربي الذي أصيب بعاهته أثناء عملية التنظيف العرقي التي قام بها الصهاينة عام 1948.

ولكن ورغم هذا يجد نفسه منجذبا إلى العجوز العربي بصورة غير عادية، بل يكتشف أنه يحاول، بلا وعي، مساعدته في إشعال النار في الغابة.

وفي النهاية، عندما ينجح العربي في أن يضرم النار في الغابة، يتخلص الحارس من كل مشاعره المكبوتة، ويشعر براحة غريبة بعد احتراق الغابة، أي بعد نهاية “إسرائيل”!

وهنا يظهر أن الأدبيات السياسية وغيرها كلها تشي بأن العقل الباطن الصهيوني يدرك تماما أن “إسرائيل” قد بنيت لتزول في يوم ما لأنها كيان مصطنع، وما أوردناه هو مجرد أمثلة، فثمة تصريحات وسلوكيات سياسية تشي بما يضمره العقل الباطن الصهيوني. وإلى جانب ما سبق فإن هؤلاء الصهاينة الذين يصورهم ساند في كتابه أبناء “إسرائيل” إنما بدأوا وقبيل إصدار كتابه المثير للجدل في الأوساط اليهودية بتملك الشقق في الخارج، خشية مجيء اليوم الأسود وهو زوال دولتهم، ولقد ضجت الصحافة الصهيونية بهذه الظاهرة في العام 2002، أي بعد اشتعال انتفاضة الأقصى بعامين. وإن اليهود المتمسكين بهذه الأرض إنما هم “الحريديم” المتطرفين، وهؤلاء لايمكنهم بناء دولة بسبب أسلوب حياتهم الاتكالي، فهم عالة على المجتمع الصهيوني المدني العلماني، وعملهم وانتاجهم في الحياة يقتصر على قراءة وحفظ التوراة، أما عقل الدولة في الكيان وقوامه هم أولئك الذين يتطلعون لحياة خارج حدود الدولة المسروقة.

نكتة الهوية اليهودية

لابد من استعراض القصص الممتعة حول الهوية اليهودية التي أوردها ساند في كتابه، لا لندرك حجم سذاجة الفكرة اليهودية، ولكن بغية هدم الفكرة السابقة التي نادى بها ساند في مقدمة كتابه، وهي تأسيس كونفدرالية يهودية عربية على أرض فلسطين.

لم يحتج ساند للبحث في أمثلة حية كي يدلل على سخف الهوية اليهودية، هو فقط التفت لأسرته ومعارفه المقربين، وصاغ من حكاياتهم مع الهوية ومعه قصة ممتعة، كلما تقدمنا سطرا في قراءتها، كلما ضحكنا أكثر من خانة القومية التي يخصصها الكيان في الهوية، فإما أن تكتب في خانة القومية كلمة “يهودي” وهي ديانة، وإما أن تكتب اسم بلدك الأصلي أو ديانتك الأصلية، وينص القانون الصهيوني في وضع قومية الفلسطينيين هناك “عربي” سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، لتقف الديانة “اليهودية” في مواجهة القومية العربية، وأول سؤال يرد إلى الخاطر؛ كيف تقف ديانة في العصر الحديث بمواجهة قومية؟ في الواقع إن القوميات تتصارع مع بعضها، لكن ما جرى كان بغية وضع الدين اليهودي وتصويره على أنه قومية، وهذا المنطق هو ما يسعى ساند لهدمه وتدميره في كتابه.

لن نطيل في ذكر القصة الممتعة والتي تحطم في ذات الوقت بنية “الشعب اليهودي” المفتعل، فـ “شلومو ساند” إبن زوجين يهوديين، ووالده شوليك أو شاؤول الرجل الشيوعي الذي لم يرغب في الهجرة لما يسمى “إسرائيل” اضطر بسبب ظروفه السيئة إلى الهجرة إليها، لأن بقاءه في بلده بولندا كان يعني القتل إما لكونه يهوديا أو لكونه شيوعيا شرسا، لقد مات والد شلومو وهو يحمل هوية قد كتب في خانة القومية فيها أنه يهودي، وهو الذي مات شيوعيا ملحدا مؤمنا أن “اسرائيل” – ورغم أنها قدمت له الأمان من القتل – أرض مسروقة من أصحابها الأصليين، لقد مات شاؤول كارها لهذه الدولة وغنى رفاقه على قبره”نشيد الأممية”.

وشلومو ساند أيضا هو نسيب برناردو الفوضوي من برشلونة الذي تزوج يهودية وكان أول “إسرائيلي” يوضع في خانة هويته “كاتالوني” إذ حاول موظف الداخلية أن يضع في خانة هويته “مسيحي” فأجابه الفوضوي “كيف تضع على هويتي أنا الرافض للأديان ديانتي؟”.

وشلومو ساند هو صديق محمود درويش، وهو الجندي الصهيوني الذي كتب لأجله درويش “جندي يحلم بالزنابق البيضاء” يوم شعر ساند أنه غير قادر على المكوث في دولة تعيش على القتل والإبادة، نعم لقد كانت القصيدة في شلومو:

قال لي إنّ الوطن
أن أحتسي قهوة أمي
أن أعود في المساء..
سألته: و الأرض؟
قال: لا أعرفها
و لا أحس أنها جلدي ونبضي
مثلما يقال في القصائد
وفجأة، رأيتها
كما أرى الحانوت..والشارع.. والجرائد
سألته: تحبها
أجاب: حبي نزهة قصيرة
أو كأس خمر.. أو مغامرة
من أجلها تموت ؟
كلا!
وكل ما يربطني بالأرض من أواصر
مقالة نارية.. محاضرة!
قد علّموني أن أحب حبّها
ولم أحس أن قلبها قلبي،
ولم أشم العشب، والجذور، والغصون..
وكيف كان حبّها
يلسع كالشموس ..كالحنين؟
أجابني مواجها:
وسيلتي للحب بندقية
وعودة الأعياد من خرائب قديمة
وصمت تمثال قديم
ضائع الزمان و الهوية!

السؤال الذي يطرح نفسه “كيف ينتمي المرء لأرض لن يموت لأجلها؟” فإن الجندي في حواره مع درويش كان يرفض الموت لأجل “اسرائيله” فكيف حكم شلومو ساند أن ترحيل يهود – من حيث الاصل هم يشترون شققا في الخارج تحسبا لهجر فلسطين – سيكون نكبة ثانية ويقترح وطن لشعبين؟ هل سيبقى شعب يهودي عند انهيار دولة السمن والعسل؟ من المحتم أن ما يقترحه ساند هو مجرد خيالات لا أكثر.



#رانية_الجعبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا انتزعت الحركة النسائية الأردنية من مهدها السياسي؟
- الدولة تنحاز لحقوق المرأة وتسلبها هذه الحقوق في ملاحقة أمنية ...
- هدى شعراوي | ذكرى نابضة بالبحث عن المستقبل


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
- نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد ...
- زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق ...
- 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال ...
- تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي ...
- زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من ...
- حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
- رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
- كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
- أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية الجعبري - شلومو ساند عفوا .. الأرض لنا