أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كريم محمد السيد - القاصد والقصيده الاعلاميه














المزيد.....

القاصد والقصيده الاعلاميه


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 17:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


القاصد والقصيدة الاعلامية
مارس الادب عموما، والشعر بصورة خاصة، دورا اعلاميا كبير بعدما كان الاداة التي تربط الجمهور بالحدث بغياب آلة الاعلام الموجودة هذا اليوم. ومن المسلمات ان يشوب هذه الالة القدر الكبير من الاهمية والحفاوة لانها سوف تعمل على اضفاء الشرعيات وعدمها للممالك والعروش ، وهي ما يسبق طبول الحرب وتحضيرات المعارضة ، وستكون حلقة الوصل بين الحاكم ورعيته. وما كانت تقوم به القصيدة من دور - كونها الجنس الادبي الاكثر وضوحا آنذاك والاكثر جذبا لأذن السامع من فنون الادب الاخرى كالخطابة والرسائل- يكاد لا يختلف عن دور مختلف وسائل الاعلام الحالية التي تصنع من الحبة قبة والشيء من العدم, على ان القصيدة الاعلامية كانت محسورة في جغرافية اقل نطاقا من الوسيلة الاعلامية الحديثة لكن اهدافها لا تختلف عنها ولا تقل اثرا ونتيجه.
وجدت ضالتي اخيرا بمثل هذا الموضوع الذي لطالما شدني بعد ان نثر بذوره الدكتور الراحل علي الوردي في كتابه الموسوم (اسطورة الادب الرفيع) وها هو العنوان بيدي الان بعد ان فاض الشاعر والناقد حسين القاصد منه بما يرضي ذلك الفضول المشروع. ولذا وجدتني التهمه بعد ان اغراني القاصد في مقدمته بمدى موضوعية الطرح وحيادية الرؤيه اذ يقول "لذا جاء هذا الكتاب راصدا للقصيدة الاعلامية في الشعر العراقي الحديث وعوامل انتشارها ومساهمة نقد المؤسسة في الترويج له, على ان المؤلف لم يكن بصدد الوقوف مع او ضد هذا الشاعر او ذاك، ولم يكن مستهدفا لشاعر بعينه بقدر ما كان الكتاب معنيا بتشخيص ظاهرة القصيدة الاعلامية" ولهذا كنت اتتبع فصوله واجد نفسي مسلما بصدق المؤلف ورويته بتقديم الدليل.
جاء الكتاب في ثلاثة فصول ، بحث المؤلف فيها علاقة القصيدة الاعلامية بالتراث وجذورها الاولى، ووقف عند القصيدة المستعملة (وهو مصطلح ثقافي من ابتكارات القاصد )وقصائد المناسبات ، وكان من حسن حظ هذا الكتاب ان يقع بيد مؤلفه - كما يقول - كتاب اسمه قصائد للميثاق فكانت معه وقفة طويلة، بينما تفرغ الفصل الثالث الى ما اطلقت عليه (الزواج المؤقت ) وهذا العنوان مستوحىً من كتاب العلامة د . محمد حسين الاعرجي في كتابه (الجواهري دراسة ووثائق) ، واتخذ منه تأسيسا لقراءة بعض القصائد الاعلامية حسبما يذكر المؤلف.
استهوتني في الكتاب عبارة اجدها شمولية لاستقرائه وعميقة وموفقة جدا ، تعطي تصورا واضحا عن وصف الشاعر الواقف خلف قصيدته الاعلاميه " هناك اكثر من صور للشاعر في تراثنا : صورة المادح الذي جعل من الشعر حانوتا يدور به على طالبي المديح، وهي الصورة الغالبة التي استمرت زمنا طويلا ، نتيجة تعقد العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، وصورة الشاعر اللاهي الذي يغنم من الحاضر لذاته دون ان يعبأ بشيء بعد هذه اللذات، احتجاجا على فساد حاضره السياسي الاجتماعي".
علاوة على ما تقدم واستقراء لأفكار المؤلف ارى ان الأدب والشعر خصوصا لم يكن لينحصر بزاوية الاعلام فقط كسلطة رابعة كما هو اليوم, اذ نجد ان للشعر فيما سبق مفعولا يتجاوز فيه كيفية السلطات المعروفة اليوم بالتنفيذية والتشريعية والقضائية كون تلك السلطات كانت مجتمعة بيد الحاكم وحده ، وهذا ما يجعلنا نطمئن بالقول ان الشعر كان سلطة لوحده سواء كان شعر معارضة ام شعر اعلام كما اثرانا به حسين القاصد بكتابه القصيده الاعلامية.
يبقى ان نشيد بالجهود التي اوصلت هذا الكتاب المهم الينا, ولا ننسى ان الكتاب كان ضمن كوكبة المؤلفات التي طبعت بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربيه.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين المفكر؟
- رفقا ببغداد
- التطاول على المقدس ظاهره مُدانه
- التفاؤل يدحض الخوف من الاتي
- في عيد المرأه
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!
- الكذب على الاجيال متى سنتهي؟
- بين مصر والعراق تظاهر وصمت
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية 2


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كريم محمد السيد - القاصد والقصيده الاعلاميه