رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم صحيح انه لمجتمع محافظ على التخلف والعنصرية والرشوة والمحسوبية، نعم مجتمع محافظ، على تقديس الأشخاص وانتهاك حقوق الضعفاء واستعباد النساء، نعم صحيح إنه مجتمع يعيش في وهم الماضي، ومحافظ على ذلك بجدارة، مجتمع مشغول بالغيبة والنميمة، مجتمع محافظ على الغش والتزوير وتدهور التعليم، مجتمع محافظ على وجود فقراء بالملايين وقلة تستحوذ على ثروات البلاد، مجتمع به كل هذه الصفات ويري نفسه أنه مجتمع محافظ وأنه مجتمع من أفضل المجتمعات، كيف ينصلح مجتمع يقتل فيه الأبرياء من أجل بقاء حاكم ظالم؟!.. مجتمع تنتهك فيه حقوق الإنسان وما زالت الناس تقدس فيه تجار الأديان، مجتمع تعيش فيه الأقلية مهددة وتسخر منها الأغلبية بسبب فكر أو معتقد، مجتمعات تم تغيبها وتجهيلها بسبب عدم الاحتكام للعقل والسير وفق السنن الكونية، أصبحت هذه المجتمعات تسير بالعكس وترى الظلم شيء عادي طالما هناك مافيا تجار الدين تروج لحكام ظالمين وتخدر في الناس، اصبر يا أخي الفقر مش عيب اصبر يا أخي الفقراء سوف يدخلون الجنة بغير حساب لم يخجلوا من أنفسهم هؤلاء الذين صدعونا بالقول نحن في مجتمع محافظ، نعم حتى هذا المجتمع محافظ في عنصرية العمل والمهن فلا يعمل في كذا ولا يعمل في كذا دون النظر والتعقل أن جميع المهن تكمل بعضها البعض وليس هناك مهنة أفضل من أخرى وأن الأفضلية لأي شخص يعمل بإخلاص في أي عمل مجتمع محافظ على جدال الأديان حتى أصبح جيعان عريان، مجتمع نعم محافظ على العيش على الفتات وتعظيم السارقين لثروات البلاد من سياسيين وتجار دين، هذا هو المجتمع المحافظ من وجهة نظر كثير من كتاب ومثقفين في مصر مع الأسف وكل أسف على أمثال هؤلاء الذين يمجدون الظلم، وأن كلمة مجتمع محافظ لا تمشي مع واقع الحال في دولة مثل مصر يوجد بها من يأكل من الزبالة وينام في القبور وتحت الكباري وفي نفس الوقت يوجد من يسرق وينهب الملايين جهاراً نهاراً ونحن هنا نصحح مفهوم كلمة مجتمع محافظ، إن المجتمع المحافظ هو الذي لا يظلم فيه إنسان ولا تضيع فيه حقوق الأقلية ولا تقديس فيه لشخص سواء كان حاكم أو محكوم، أن المجتمع المحافظ فيه الناس تحترم القوانين ويسود في هذا المجتمع العدل والحرية ولا مجال في المجتمع المحافظ إلى المحسوبية والتزوير أو الغش، هنا يصبح المجتمع محافظ على الأخلاق والإنسانية.
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟