أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - الموازين لم تعد فقط في أميركا وروسيا














المزيد.....

الموازين لم تعد فقط في أميركا وروسيا


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



زيارة وزير الخارجية الأميركي لروسيا، ليست في مجمل الأحوال أول زيارة لمسؤول أمريكي لهذا البلد الذي بات اليوم يفتح في أذهان الشعب السوري تاريحاً من الجراحات، يبدأ من صدى التراث الاشتراكي لهذه الدولة في نفوس السوريين، ومن بينها أنه كان أحد دواعي وصول الرئيس السوري السابق حافظ الأسد - كما غيره من الأنظمة الشمولية إلى السلطة - و احتكاره لها في سوريا لمدة ثلاثين عاماً، ومن ثم توريثها لابنه، روسيا اليوم من جديد تعود لتفتح ذاكرة من جروح في مخيلة الإنسان السوري، وهي تدعم بلا هوادة نظاماً يشن الحرب على كل من يخرج عن طاعته، بدءاً بالرصاصة وانتهاءً بصواريخ سكود و حمم الطائرات .
زيارة الوزير الأمريكي والتي وصفت بأنها زيارة الفرصة الأخيرة لإجراء حل سياسي للأزمة في سوريا، وكما سبقتها محاولات كثيرة لم تتكلل بالنجاح، ستنتهي لا شك بالفشل، وأول دواعي هذا الفشل أن روسيا نفسها التي تناقش الأمريكيين حول إتفاقية جنيف والعودة إليه تصرح بأن رحيل الأسد أمر لا يمكن قبوله، ووضعه في سياق المفاوضات، و يصرح الوزير الأمريكي في نفس الوقت بأنه لا مكان للأسد في أي حل سياسي في أي عملية انتقالية في هذا البلد ، فمن أين ستبدأ جنيف باتفاقيتها؟
روسيا، وإن كانت في الخفاء قد اتفقت مع الأمريكيين على رحيل الأسد، وهوشرط أمريكا المؤخر، وشرط المعارضة السورية لبدء الحوار مع حكومة دمشق، فإنها بذلك تكون قد فقدت ولاء حاكم دمشق لها، وأمريكا وإن كانت تتحدث بلسان المعارضة، ودون استشارتها، مع الروس، في إتفاقية جنيف، فإنها بذلك لن تستطيع التحدث باسم كامل المعارضة التي لن تتفق لا في حوار مع حاكم دمشق ولا حكومته، فأين ستنتهي جنيف في هذه الاتفاقية ؟
إن مقولة: إن الحرب في سوريا ماعادت سورية، استنتاج منطقي على ضوء مايجري الآن، فكما تشهد جبهة المعارضة العسكرية وجود أجانب في صفوفها، فإن جبهة النظام ومنذ انطلاقتها كانت تشهد وجود إيرانيين في صفوفه، وذلك قبل استفحال الأمر وقدوم الشيعة من كافة أصقاع الأرض لمؤازرة هذا النظام ، هذه الحرب التي خرجت دوائر قيادتها عن الجغرافية السورية من الصعب التحدث بلسانها، فهناك دم أريق على الأرض، دم أكثر من 100 ألف سوري معارض للنظام، ودم ما لايقل عن 50 ألفاً من موالي النظام ،وذلك حسب تصريح أحد إعلاميي النظام لقناة تلفزيونية، وهذه الدماء تحتم أن يكون الحل في أحد جوانبه من داخل سوريا، وإلا فإن أي حل يفرض من خارج جغرافية سورية سيكون عسيراً، ولن يجد النور .
كما أن القول بحلول سياسية اليوم، وبعد مرور ثلاث سنين على عمر الثورة السوريةـومثلما كان مستحيلاً في بدايتها، سيظل مستحيلاً إلى آخر لحظة في عمرها، فما تطلبه المعارضة هورحيل النظام بكل أزلامه وبطانته وقيادته، لا بل محاكمتهم، وما يطلبه النظام هو بقاء حاكمه كل قادته ورجالاته ناهيك عن استحالة قبول محاكمتهم لأن نظام الأسد كما لم يكن يوماً ملكاً لغير الأسد الذي يعينهم ويعفيهم من مناصبهم، فلن يكون خيار بقاء منظومته إلا بيديه، وهومن يقرر مصيرهم لا أن تقرر حكومته ورجالاته ذلك..!؟
لن يكون هذا الاجتماع الدولي المرتقب في نهاية الشهر الحالي، وفي مجمل الأحوال، إلا تمريراً للوقت، لغاية إشغال ثوار سوريا ومعارضيها بموضوع آخر سيكلفهم آلاف الضحايا من جديد.
إن وافقت روسيا على قبول إتفاقية جنيف مع إجراء تعديل يشمل تغيير رأس هرم النظام السوري بشار الأسد، فلن يقبلها الأسد، وسيخوض مع إيران وحزب الله ومع ماتبقى من شيعة يصفون إلى جواره هذه الحرب إلى آخر أوزارها.
وفي مقابل ذلك في حال وافقت أمريكا على مباردة جنيف مع تعديل لا يطال حاكم دمشق، فلن تقبله المعارضة، إذاً، فنحن سنكون على موعد في تغيير في موازين اللعبة، كما يقول ذلك الأمريكيون مؤخراً، مادامت المعارضة ستقطع آخر خيوطها مع أمريكا، وبهذا سوف ننتقل إلى معادلة جديدة في الثورة السورية، وهي أنه ماعادت روسيا وإيران تمثلان طرفي المعادلة بالنسبة للثورة السورية، بل ننتقل معهما إلى المركز في هذه المعادلة، ألا وهما: النظام والمعارضة في سوريا، وهما اللذان يخوضان الحرب على الأرض، وبهذا فإنه سوف يتضح بشكل جلي،لا يمكن إنكاره، بعد الآن، أن الحرب لن تنتهي،إلا بنهاية طرف على حساب طرف آخر، ومادام أحد طرفي هذه الحرب هو غالبية الشعب السوري، فلا شك هو الذي سيكسبها، لا النظام، لأن التاريخ لم يبق للأنظمة.



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد سوريا،أزمة السياسيّة
- كُرْدُ سوريا وأزمة الهوية
- فقاعات السيد الرئيس بشار الأسد
- لا للمساعدات الإنسانية في سوريا
- خطوط حمراء بلون أخضر
- في الانشقاق المتأخر
- أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار
- قراءة الإنسان لونياً
- ممنوعون من الصرف في الرياضة السورية
- ننتظر
- هكذا أحيا ..هكذا يموت الرصاص.....!.
- تركيا : الشعب ،و العسكر، وأتاتورك، والخارطة وأمية الضمير
- حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون
- خشية أنّ تستيقظ صحيفة الوطن ذات يوم على حلم دومريّ
- كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السوري ...
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - الموازين لم تعد فقط في أميركا وروسيا