أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟














المزيد.....

ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 19:23
المحور: المجتمع المدني
    


1. في نفس اللحظة على تويتر كتب الداعية المصري عمرو خالد:
"ربما نزهة قصيرة مع عائلتك تحل لك كثيـرًا من المشكلات .. فلا تنس حق عائلتك عليك".
وكتب الداعية السعودي عائض القرني:
"العجب أنك تجد الكثيرمن الناس في المجالس والمكاتب وصالات الانتظار والطائرات يقرأون كل جريدة ومجلة وليس عندهم وقت لقراءة القرآن كتاب الله عز وجل".
فما الأهمية الفكرية لما قاله الرجلان كي يجنيا بفضله ملايين الدولارات وتهلل لهما الفضائيات، ويدافع عنهما ملايين الناس؟

2. إذا تأملنا كلام عمرو خالد، فهو نصيحة ساذجة "ما تنساش تبقى تفسح المرة والعيال". نصيحة لا تقول فكرة ولا تحلل أزمة، ولا تبحث لماذا يعجز المواطن البسيط عن الترفيه عن نفسه وأسرته؟ وأين الأماكن الصالحة للتنزه؟ وماذا قدمت الحكومة لتوفير تلك الأماكن مجاناً؟ وهل يسمح دخل المواطن "الموجهة إليه النصيحة" له بالترفيه؟

3. وإذا تأملنا ملاحظة القرني، فهي أكثر من مجرد نصيحة فارغة المعنى، هي توجيه ضمني للمسلم "الصحيح" كي ينشغل في كل وقت بالقرآن الكريم. ولا بأس أن ينصح داعية بذلك، لكن خطورة النصيحة أنه يضعها في مقارنة مع قراءة المجلات والصحف، فبدلاً من أن يثني على رغبة الناس في الإطلاع والمعرفة وقراءة الكتب والصحف، يعتبر ذلك ـ فيما يبدو ـ مضيعة للوقت، ويختزل كل المعرفة في "القرآن الكريم" وهو ما يتنافى مع دعوة القرآن نفسه للقراءة والنظر واكتساب المعارف.

4. فما الذي يريده الإسلامي مني كمواطن عربي، عدا هذه النصائح الجوفاء والمقارنات التضليلية؟ ربما هو ـ على أقل تقدير ـ يعبد الله أفضل مني، ويريدني أن أعبد الله أيضاً. لكن ذلك ليس دقيقاً تماماً، فهو يريدني أن أعبد الله كما يتصور هو شكل ومفهوم وكيفية العبادة. لا يتخيل أن تكون عبادتي مختلفة عما يريده لي، وأنني قد أكون في حال عبادة وأن أقرأ كتابا أو صحيفة وليس فقط القرآن.

5. ربما يريد باعتباره داعية إلى الله، أن يهديني إلى الصراط المستقيم. لكن لو كان الأمر كذلك فيكفي أن يبين لي الحق من الباطل، ثم يترك لي حرية الاختيار. لكن نصائح الداعية لا تنتهي، بل تتدخل في كل شيء، في نزهة عائلتي ووجودي في المطار وعدم تهنئة جيراني المسيحيين بأعيادهم.. وهكذا باستمرار سأكون تحت سيل من النصائح والتوجيهات المبطنة والفتاوى، بهدف السيطرة علي وبرمجة دماغي.

6. على ما في خطاب هؤلاء من سذاجة وتناقض وتضليل، لكن نسبته إلى الدين يعطيه دفعة تأثير هائلة، إلى درجة تعطيل العقل عن كشف فساده وخطله.

7. وبعدما عشت كمواطن عادي أمارس حياة طبيعية، وأهنأ جيراني المسحيين وأتزاور معهم، وأواظب على الصلاة ثم أمارس آثاما صغيرة كمشاهدة مباراة برشلونة وريال مدريد أو فيلم لعادل إمام. أجد نفسي شيئاً فشيئاً ضحية هذا الخطاب، فإذا ارتديت العمامة الهندية يأمرني داعية آخر بإلزام زوجتي بالنقاب، فإذا التزمتْ يحثني داعية ثالث إلى إلزام بناتي الصغيرات بالنقاب، ويدعوني رابع إلى عدم تعليمهن والاكتفاء بتعليمهن القراءة والكتاب في البيت بانتظار الزواج متى بلغن المحيض، ويدعوني خامس ألا أنشغل في المطارات والانتظارات إلا بتلاوة القرآن، وسابع يطالبني بعدم السفر في طائرات صنعها العدو.

8. قد تبدو الصورة هزلية، لكن إذا أعدنا تجميع كل ركاكة ومبالغات وتناقضات خطابات معظم رجال الدين، سنصل إلى صورة نموذجية مطابقة لصورة بن لادن هائماً في كهوف أفغانستان، وكأنهم يصرون على استنساخ نموذج موحد على طريقة الشرير في الأفلام الأميركية الذي يرغب في التحكم في قدرات البشر واستسناخهم في هيئة كائنات آلية، بلا عقل ولا إرادة، كائنات منذورة لحرب مجهولة.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
- خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
- الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط
- إيجى راجح.. أهلا وسهلا
- من مواطن مصري إلى الرئيس الأسد
- نهاية مأساوية لرجل متفاءل


المزيد.....




- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
- 4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر ...
- أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا ...
- الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق ...
- كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
- هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعو ...
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
-  مقتل واعتقال اكثر من 70 ارهابيا جنوب شرقي ايران
- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟