|
د . صباح نوري المرزوك ... قلم لا ينفد مداده !!!
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 11:42
المحور:
سيرة ذاتية
د . صباح نوري المرزوك ... قلم لا ينفد مداده !!!
عام 67_ 1968 أنهيت دراستي الإعدادية وأصبحت أسير حلم وواقع ، الحلم أكمال دراستي الجامعية وتحديدا اللغة العربية لحبي للشعر ونوادره ، والواقع الحالة الاقتصادية لعائلتي التي أنا أكبر أبنائها ، وبدأت الشيخوخة تسري لأوصال والدي - رحمه الله - لتجعله رهينٌ للبيت ، تغاضيت عن حلمي ودخلت الكلية العسكرية لأتخرج منها ضابطا برتبة ملازم عام 1969 م واستلم مهام والديَّ وأخوتي ، وحبي للثقافة يدفعني لمتابعة النشاطات الثقافية العراقية التي تحمل لواءها مدينتي الفيحاء الحلة بإكبار وأحقية ، وأحببت الثقافة لأسباب كثيرة منها أن أخوالي شعراء للفصحى والعامية ، وأبناء خالتي يملكون مكتبات منزلية متواضعة سمحوا لي بقراءة ما أريد ، فقرأت القصة والرواية والمسرحية ، ولا أنسى الصحف اليومية ، والمجلات الدورية ، بداية السبعينات وأعتذر عن عدم حفظي للسنة تحديدا أسست ( ندوة عشتار ) من نخبة من مثقفي بابل ، الدكتور عدنان العوادي ، الدكتور حازم سليمان الحلي ، الأديب جعفر هجول ، الأديب وحودي سلمان وغيرهم ، وبدأ نشاط هذه الندوة متخذة من مبنى دور الثقافة الجماهيرية مقرا للأمسيات التي أصبحت شبه أسبوعية ، دعاني قريبي الراحل ( جعفر هجول ) رحمه الله لأحد الأمسيات ، وهناك وجدت من هم بسني ، ومن هم أكبر مني عمرا ، اختلطت بهم ومعهم وتهيأت فرصة التعرف أليهم بسبب أن وحدتي العسكرية كانت في معسكر ( المحاويل ) ، ولذا لم أضيع حلمي وانتظمت بكلية الآداب فرع اللغة العربية بالجامعة المستنصرية القسم المسائي مع زملاء كثر أبرزهم ( د عبد الآله الصائغ ) الذي كنت أجده أيضا بندوة عشتار الحلية ، ومن ضمن من تعرفت أليهم شاب أنيق طالب بكالوريوس لغة عربية دائم الحضور ودائم المشاركة والتعقيب والإيضاح والاستيضاح من المحاضرين ، وهذا الرجل هو ( صباح المرزوك ) ، لم أجرأ بسؤاله عن سبب عاهةٍ برجله اليسرى ، ويعاني صعوبة في السير بسببها ، ومع ذلك لم تكن تلك العاهة معيقة له بالحركة والتنقل حيث ما يشاء ، لاحظت هذا الرجل وهو يحمل قصاصات ورقية تملأ أكمامه ، يكتب ملاحظاته عليها ، ولم أسأله عن سر ذلك أيضا ، وافترقنا كثيرا هو ( لأنقره ) ، وأنا حيث المعسكرات في المدن العراقية والحروب التي زجّ بها البلد وناسه المساكين ، مبكرا أحلت على التقاعد لأسباب يعرفها النظام السابق وكان ذلك عام 1988 م ، عدت أدراجي للحواضر الثقافية التي أبعدت نفسي عنها مجبراً ومخيراً فوجدت ( المرزوك ) يحمل شهادة الدكتوراه ومن الأسماء المهمة في ساحة الثقافة والتأليف العراقي ، وعدنا كما بدأنا أصدقاء وأخوة ، وبدأت أنشر في الصحف المحلية وكنت أحتاج الصديق ( المرزوك ) بسؤال توثيقي أو ثقافي ما فأتوجه له فيفتش بتلك القصاصات الورقية الصغيرة التي كان ولا يزال يكتب فيها ، وعرفت الجواب لتساؤلي عن ذلك ، وتجرأت وسألته عن عاهته ؟ ، وقال لي سؤال أستغربه منك ، يفترض أنك تعرف جوابه لأننا أصدقاء منذ سبعينات القرن الماضي ، وعرفت أن سبب هذه العاهة حادث سيارة وليس عاهة ولادة ، عام 1964 م وبصف الأول متوسط وهو خارج من مدرسته مع مجموعة من أقرانه داهمتهم سيارة رعناء وارتطمت بهم جميعا وأكثر من أصيب بذلك الحادث التلميذ ( صباح ) لأنه سقط على رصيف الشارع الكونكريتي فكانت إصابته أبلغ من الجميع ، للدكتور المرزوك طريقة خاصة بإلقاء محاضراته سواء في الأمسيات الثقافية أو في قاعات الدراسة الجامعية ، أسلوب تعليمي محبب يعتمد طريقة إيصال المعلومة للمقابل دون عناء وجهد ومتابعة من المتلقي ، يبحر ببطون الكتب من أجل تلك المعلومة ، يعرف أغلب العائلات الحلية وربما أعده نسابة بذلك ، له من المؤلفات ( 36 ) عنوانا فيهن أكثر من جزء ، وأهم منجز يحبه الدكتور المرزوك ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين ) عام 2002 م بثمانية أجزاء ، وهو جهد يخلّد صاحبه ما حيينا ، ويحب المرزوك أيضا مؤلفه ( البابليات ) أو تكملة البابليات بأجزائه الثلاثة لأنه جاء مكملا لجهد الراحل العلامة ( محمد علي اليعقوبي ) ، المرزوك صديق لا تمل صحبته وأحاديثه ومتابعته ، رافقته بسفرات للمرابد ، والمجالس الثقافية النجفية وغيرها ، محب للخير والعلم والناس ، له علاقات واسعة بمثقفي العراق والدول العربية ، أحب أساتذته وأحب طلابه وبذل من أجلهم الكثير ، يعكف على الأطروحة الجامعية لطلابه ويسدد كتاباتهم بما يمليه عليه ضميره التعليمي ، وأخيرا ولمن لا يعرف المرزوك قبل إصابته بقدمه محبا للرياضة ورئيس فريق كرة قدم وله ذكريات بذلك ،ولا أدري ما أقول بهذا ، هل ألعن ذلك السائق المتهور الذي أصاب المرزوك وجعله يعاني من عاهة جسدية ترك بسببها الرياضة ؟ ، و ماذا كان سيجني من الرياضة ؟ ، هل سيكون هدافا ؟ ، أم بطلا للساحة والميدان ؟ ، سرعان ما تنسى البطولات وتركن الكؤوس على الرفوف ، أم أشكره – السائق - لأن بسببه جلس المرزوك بداره قارئا ومؤلفا ومترجما لحياة الكثير من المبدعين العراقيين والحليين ، يكتب المرزوك بكل ولكل شئ ، ولا ينسى الثقافة الشعبية عموما فهو متابع ونهم لمعرفة كل شئ ، العمر المديد للكبير الأستاذ الدكتور ( صباح نوري المرزوك ) ولتهنأ بابل بأعلامها ومفكريها ومؤلفيها وأبناءها البررة . صباح ببلوغرافيا ----------- صباح نوري المرزوك ت 1951 بابل / الحلة حصل على البكالوريوس من جامعة بغداد قسم اللغة العربية عام 1972 م الماجستير عام 1985 م أنقره دكتوراه 1989 أنقره حصل على الأستاذية عام 2009 م م يزال أستاذا لمادة الأدب العربي بجامعة بابل
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منتدى النخبة الثقافي و ... الشعر رسالة وقضية !!!
-
منتدى النخبة الثقافي و ... الشعر رسالة وقضية !!!
-
إضاءة / الحملة الوطنية العليا لهدر المال العام !!!
-
إضاءة / أحسان الحلي وطن مغترب !!!
-
إضاءة ( هواي الصوِّر وشويه الحياطين )
-
قصيدة ( أبيع الصوت )
-
إضاءة ( من لم يمت بالسيف مات بقندره )
-
إضاءة / عبد الكريم قاسم ونوري المالكي !!!
-
معمل سجاد الحلة اليدوي ... أنتاج نوعي مميز !!!
-
( لا دار أله ولا لحد )
-
إضاءة / دار ..دور ..السياسة الطائفية !!!
-
( سوله بينه ) الى قلبي الذي رحل !!!!
-
إضاءة / حذارِ من دعوات الشيخ الإبراهيمي !!!!
-
الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق يشكر السيد طاهر الم
...
-
غرفة تجارة بابل تخرج عن ما تألفه الغرف التجارية !!!!
-
إضاءة / سوريا والذبح الإسلامي !!!
-
إضاءة ( بايدن ) ومشاريع التقسيم !!!!
-
إضاءة / السونار وفضيحة العصر !!!
-
( غيرة الصندوك )
-
إضاءة / ( ذكّر أن نفعت الذكرى )
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|