أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الحسن زهور - تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد















المزيد.....

تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد


الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 23:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الحملة الارهابية التي يتعرض لها حاليا المفكر و المناضل الامازيغي السيد احمد عصيد من طرف القوى المحافظة و المتشددة ببلدنا المغربي لا تخرج عن السياق الارهابي الذي دخلت فيه القوى المتطرفة في شمال افريقيا لفرض نموذجها المجتمعي الانغلاقي . فمع الانفتاح على الديموقراطية التي شهدته المنطقة حاول هؤلاء استغلال الوضع السياسي لفرض هيمنتهم على أجهزة الدولة و اقصاء القوى الثورية التي قامت بالثورة كما في مصر و تونس ، و السعي بكل الوسائل بما فيها الارهابية لإسكات معارضيها
وتهديدهم بالتصفية الجسدية كما يقع الان في ليبيا حين هدد السلفيون فيها المناضل الامازيغي الليبي السيد فتحي نخليفة بالتصفية الجسدية، أما في تونس فقد انتقل اسلاميوها المتطرفون ( السلفيون) الى الفعل الاجرامي باغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد .
و في المغرب يتعرض حاليا المفكر و المناضل الامازيغي أحمد عصيد لحملة عنيفة و منظمة ذات شعب متعددة و متنوعة منها ما ترافق مع صدور فتوى المجلس العلمي الاعلى الذي أجاز فيها قتل المرتد عن الاسلام، و منها ما هو صادر من رموز التشدد الديني في المغرب ممثلا في رموز السلفية المتشددة. شعب متعددة و متحالفة من أجل اسكات هذا الصوت الديموقراطي في وقت تراجعت فيه شخصيات فكرية يسارية و ديموقراطية عن النضال الفكري أمام مواجهة القوى التي تروم الاجهاز على المكتسبات الفكرية المتنورة التي حققها المغرب، أما خوفا أو مهادنة لتمر العاصفة مدمرة ما تم تحقيقه لعدة عقود.
بدأت هذه الحملة التي تريد اسكات هذا المفكر المتنور قبل اقرار الدستور الجديد و استعرت الحملة بعد التصويت عليه سنة 2011 في محاولة من بعض القوى المحافظة في السلطة و بعض القوى المحافظة اسلامية كانت أو غبر اسلامية لجم طموح القوى و الفعاليات الديموقراطية الرامية الى نقل المجتمع المغربي نحو الديموقراطية الحقة و تثبيت دولة المواطنة و حقوق الانسان، و يتمثل هذا التقارب إن لم نقل التحالف بين هذه القوى المحافظة المتعددة الأشكال و المشارب في التأييد الحار و المبالغ فيه من طرف رموز القوى السلفية للفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الاعلى بالمغرب مؤخرا يجيز فيه قتل المرتد.
هذه الحملة العنيفة إن لم نقل الارهابية التي تروم اسكات الصوت الديموقراطي و الفكر التنويري ببلدنا ممثلا في المناضل احمد عصيد هي رد فعل لا أخلاقي على المواقف الشجاعة التي أعلنها سواء ما تعلق منها بتحطيم الاساطير السياسية التي حاولت "الحركة الوطنية" سابقا مدعومة من المخزن التقليدي الاعتماد عليها كأسس لتثبيت الدولة المغربية المعاصرة بعد الاستقلال، كأسطورة بداية التأريخ للكيان السياسي المغربي بإمارة الادارسة مشطبة بذلك آلاف السنوات من تاريخ الامازيغ، و كأن المغرب كان أرضا خلاء، و أسطورة العروبة و الاسلام التي سعى فيها حملتها من تلك القوى منذ الاستقلال الى اليوم تشطيب جل القوانين و الاعراف الامازيغية المبينة على نوع من التميز يقترب من العلمانية بخصوصيتها المغربية والتي كان يحتكم اليها الشعب المغربي لتنظيم حياته الاجتماعية و السياسية و الثقافية، إضافة الى مواقف أخرى فكرية و حقوقية، الشيء الذي دفع بالقوى المحافظة المخزنية منها و الاسلامية المتشددة الى شن حملة عنيفة و غير أخلاقية وصلت عند بعض رموز السلفية المتشددة الى تكفير المناضل أحمد عصيد.
في هذا المسار الذي اتخذته و سلكته القوى المحافظة في هجومها على الفكر المتنور بالبلد، لا يمكن أن نفهم موقف الجانب الشبه الرسمي المحافظ الذي كان وراء الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الأعلى، و التي جاءت جوابا على سؤال تقدمت به وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية لهذا المجلس ، والفتوى تفتي بجواز قتل أي مغربي مسلم مرتد. حسب ما ورد في الصفحة 285 من كتاب "فتاوى الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء 2004 - 2012"،
والتي أثارت ردود فعل المجتمع المدني ممثلا بجمعياته المدنية و الحقوقية، و الفتوى بذلك تحريض على القتل وسيف مسلط على رقبة كل مخالف لأفكار هذه القوى المحافظة. ضبابية فهم هذا الموقف الذي أصدرته مؤسسة دينية شبه رسمية يثير الكثير من التساؤلات من قبيل : هل المجلس لم يطلع على الدستور الجديد بعد، و لم يستوعب التحولات الديموقراطية و الحراك الاجتماعي و السياسي الذي انخرط فيه البلد؟ لماذا يراع المصالح العليا للبلد ( التي يعتمد عليها المذهب المالكي كمذهب رسمي للبلد) في وقت يتعرض فيه المغرب لحملة أمريكية الداعية الى اسناد مراقبة حقوق الانسان لقوات المورنسو في الصحراء المغربية؟ أم أن أمر الفتوى لا يعدو تهديدا و ابراز أنياب المجلس العلمي في وجه الفاعلين الديموقراطيين؟
فإذا كانت القوى المخزنية المحافظة قد أطلقت سهمها على شكل فتوى عامة قالت عنها بأنها رأي فقهي، فإن السلفية الاسلامية المتشددة ممثلة في رموزها المعروفة ب " شيوخ السلفية " ( مع أن مفهوم الشيخ في الثقافة المغربية عكس مفهومه في الشرق الاوسط ، يدل بمفهومه السياسي على أمغار أي شيخ القبيلة أو بمفهومه الديني على الولي الصالح الميت) إضافة الى حزب " النهضة والفضيلة " ذي التوجه الديني دخل بدوره على الخط ، فقد تجاوزالطرفان ( أي الحزب و رموز السلفية) حدود اللياقة ليكشفا الوجه المتشدد لكليهما و المعادي لحرية الفكر :
بالنسبة لحزب " النهضة و الفضيلة " ذي التوجه الديني الذي غير جلده مؤخرا من الاعتدال الذي يروج له أصحابه نحو التقرب الى الفكر السياسي السلفي محاولة منه لكسب هذا التيار و استقطاب عناصره لادخالهم ضمن اللعبة السياسة، و هي تكرار لتجربة حزب "الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية " بزعامة الراحل عبد الكريم الخطيب الذي استطاع ادخال جزء من الاسلاميين الى هذا الحزب الذين حولوا اسم الحزب فيما بعد الى حزب " العدالة و التنمية " الاسلامي الحاكم اليوم. نفس المسار هو ما يحاول حزب " النهضة و الفضيلة" سلوكه لاستيعاب أنصار التيار السلفي بالمغرب، و لا يمكن أن نفهم البيان الذي أصدره هذا الحزب ذو الخلفية الدينية ضد المناضل احمد عصيد، والذي استنجد فيه الحزب بالمؤسسة الرسمية للتدخل و " التصدي بيد من حديد لهذه المحاولات اليائسة، باعتبارها تصرفات تشكل خطرا على واقع البلاد ومستقبلها"، و المحاولات التي يقصدها الحزب المذكور هو ما قام به المناضل عصيد من تحطيم أسطورة بداية الكيان السياسي المغربي بإمارة الادارسة، و دعوته للقطيعة مع عهد استغلال النسب الشريف لنيل الحظوة و الامتيازات الاجتماعية و الاقتصادية، و اعتبارالمواطنة هي الاساس و ليس النسب. .
بالنسبة لرموز السلفية في المغرب الوجه الاخر لهذه الحملة الرهيبة على الاستاذ عصيد كان الموقف متجانسا مع فكرهم المتشدد، ذلك الفكر الذي يكفر و يطلق الاحكام التي لا تراعي الاخلاق و أدب الحوار و الاختلاف ، و هو نفس الفكر الذي أزهق آلاف و آلاف الارواح من المسلمين في شتى البقاع الاسلامية و دمر المآثر التاريخية الاسلامية في مالي و غيرها من البلدان الاسلامية التي زحف اليها هؤلاء. ففي جريدة الصباح المغربية عدد 4052 ليوم الخميس 25 ابريل 2013 أطلق السيد الكتاني أحد رموز السلفية المغربية على المناضل السيد عصيد نعوتا أقل ما يقال عنها بأنها منافية للدين و للقيم الاخلاقية المغربية التي تومن بالتعدد و الاختلاف، فحسب الجريدة فقد: " كفر الشيخ حسن الكتاني احمد عصيد رئيس المرصد الامازيغي لحقوق الانسان و الحريات، إذ وصفه ب : " عدو الله" و المجرم، لآنه حسب قوله تجاوز كل الحدود ". دعوة صريحة الى حل الاختلافات الفكرية بالقتل و اراقة الدماء ، و هي نفس الدعوة التي أطلقها سابقا فقيه آخر من فقهاء التطرف في مدينة وجدة المغربية ضد الصحفي " مختار لغزيوي" من جريدة "الأحداث المغربية" و التي جرت الفقيه الى المحاكم. زعيم آخر من رموز السلفية بالبلد والذي حاول تسويق نفسه كسلفي معتدل خرج من عباءة الاعتدال ليكشف عن عباءته الاصلية ( و قد تبرأ منه أبوه سابقا لأن الأب الاكثر تشددا من ابنه لم يطق أفكار ابنه المعتدلة في نظره) و ليطلب من السلطات الرسمية محاكمة المناضل عصيد ، ففي جريدة "المساء" المغربية عدد 2048 ليوم الخميس 25 ابريل 2013 ورد ما يلي:
" دعا محمد الفزازي أبرز الوجوه السلفية بالمغرب الى محاكمة السيد عصيد و دعا الى تحريك المتابعة القضائية ضد عصيد بتهمة زعزعة عقيد مسلم في محاضرة ألقاها عشية أول أمس بكلية الاداب و العلوم الانسانية في جامعة ابن طفيل في القنيطيرة"، و المضحك و المبكي في نفس الوقت أن يحاضر أمثال هؤلاء في كليات الاداب و العلوم الانسانية التي من المفترض فيها أن تكون للأدب و العلوم الانسانية و ليس للترويج للفكر الديني المتشدد.
رسالة التيار المحافظ و المتشدد في البلد تستوجب رد نضالي و فكري من القوى الديموقراطية و من هيئات المجتمع المدني ( و هو ما نلاحظه من خلال بينات الاستنكار للجمعيات الثقافية و الحقوقية و المدنية)، لأن السكوت عن هذه التهديدات و التلكأ عن التصدي لها سيشجع القوى المتشددة على نقل تهديداتها الى باقي فعاليات و مكونات المجتمع المدني مثلها مثل بقعة زيت ملوثة، كما يقول المثل الامازيغي: " ئنا ووشن: تاوالا كا تگا لوقت".


ملحوظة:
الرجاء تغييرمصطلح " المغرب العربي" كمصطلح سياسي اقصائي لمكون أساسي من سكان شمال افريقيا الامازيغ بمصطلح ديموقراطي متداول حاليا في المنطقة و هو " المغرب الكبير".



#الحسن_زهور (هاشتاغ)       Zaheur_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطينيوا الثورة و فلسطينيوا الثرثرة


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الحسن زهور - تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد