أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - حكومة العراق الغريبة العجيبة















المزيد.....

حكومة العراق الغريبة العجيبة


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العراق حكومة غريبة عجيبة ، اقل ما يقال عنها انها اغرب حكومة لدولة في الكرة الارضية . انها حكومة تستحق ان تكتب في اول صفحة من كتاب غينيس للارقام القياسية في تكوينها وغرابتها وشدة وتناقضاتها .
حكومة العراق تأسست بقرار الحاكم المدني الامريكي بول بريمر وليست بارادة وطنية ، حكومة لملوم لشخصيات واحزاب متناقضة في ايديولوجيتها ومفاهيمها ، لا يجمعها سوى حب التسلط والهيمنة وسرقة المال العام والانتقام من الخصوم .
اراد بول بريمر (المندوب السامي الامريكي) في العراق ان يؤسس حكومة تجمع المتناقضات والمختلفين من التطرف الديني الاسلامي الشيعي الموالي الى ايران و الحزب الاسلامي للاخوان المسلمين السني السعودي الولاء، و الحزب الشيوعي وحفيد الملكية الدستورية و الرجعية العشائرية وغيرها كي يزرع بذرة فرق تسد في العراق تدوم الى امد بعيد ويثبت الطائفية التي يعرفون جيدا تناقضاتها الايديولوجية والعقائدية وعدم تلائمها وانسجام اتباعها قلبيا بل ظاهريا فقط ونزاعاتهم المتأصلة عقائديا منذ فجر الاسلام .
اي حكومة في العالم تجمع هكذا متناقضين وتستطيع استمرار العمل الجماعي ؟

لنلقي نظرة على حكومة دولة العراق لنرى ما فيها من غرائب وعجائب

رئيس جمهورية العراق ...الكردي جلال الطالباني
الشعب لا يعرف شيئا عن مصير رئيس جمهوريته العليل منذ شهور ، و مجلس رئاسة الجمهورية لا يصدر عنه اي بيان رسمي يشرح للشعب ماذا حل برئيس الجمهورية وتطور حالته الصحية .... الصمت المطبق هو سيد الموقف.
حكومات العالم المتقدم تضع في دساتيرها وقوانينها ان غياب رئيس الدولة اوعجزه عن اداء عمله لمدة شهر او شهرين لأي سبب كان يعفيه من منصبه ويُنتخب بديلا عنه لأدارة امور الدولة حتى ولو كان رئيسا فخريا .
اما في العراق ، فرئيس الجمهورية ان غاب او عجز عن اداء عمله الدستوري ستة اشهر او سنة فلا احد يهتم ، فرئيسنا ان حضر لا يُعد وان غاب لا يُفتقد .
اي رئيس دولة بالعالم مثل رئيسنا ؟ ..... لا احد .

نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي
من الحزب الاسلامي السني المذهب ومخالف لرئيس الوزراء على طول الخط سياسيا ، ولعدم انسجامه مع رئيس الوزراء في ادارة شؤون البلاد ، فلابد للرجل القوي للحكومة ان يزيحه من منصبه ليستفرد بالسلطة .
وهكذا تم ، فقد الصق خصمه اللدود رئيس الوزراء نوري المالكي به تهمة ممارسة الارهاب والقتل واحيل الى القضاء المسيس والمحاكم الموالية للحاكم الاوحد وادين بالارهاب وحكم بالاعدام خمس مرات !، هرب المسكين الى خارج الوطن نافذا بجلده طالبا حق اللجوء السياسي في تركيا لينقذ عنقه من حبل المشنقة.
اي نائب لرئيس جهورية في العالم يدان لدعمه الارهاب ضد شعبه ؟
فقط تجد هذا في حكومة العراق العجيبة الغريبة .

رئيس مجلس الوزراء في العراق نوري المالكي
متشبث في كرسيّه لا يغادره حتى لو احترق العراق او قتل نصف شعبه . كثير من دول العالم التي تحكم بالديمقراطية يستقيل المسؤول فيها ان لم يقم بواجبه خير قيام او اخطأ او خالف القوانين او تربّح من خلال استغلال منصبه او لم يقدم خدمة جيدة لشعبه او لم يفلح في توفير الامن لهم ، وقد يحال للمحاكم ويدان ان ثبت عليه التقصير او يقال من منصبه كما حصل لرئيس الولايات المتحدة الامريكية ريتشارد نيكسون عند ثبوت تورطه في فضيحة ووتر كيت عام 1974.
اما رئيس مجلس وزراء العراق نوري المالكي، فمنذ اول يوم تسلم منصبه ولحد الان رغم انه امضى سبع سنوات في مناصبه الحكومية والامنية ، لم ينجح في تخليص شعبه من عصابات الارهاب والقتل والجرائم والتفجيرات، ويوميا يقدم شعبه من الابرياء والفقراء ضحايا ويسفك دمه بدم بارد دون ان تهتز له شعره او يندى جبينه او يقدم استقالته معترفا بعجزه عن مكافحة الارهاب رغم انه القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الامن القومي ورئيس اجهزة الاستخبارات والمخابرات بانواعها وتحت امرته اكثر من مليون وربع عسكري .

وبعد ان قدم الشعب الاف الضحايا الابرياء على مذبح الارهاب والتهجير والخطف يرغب رئيس الوزراء نوري المالكي باصرار في تجديد ولايته للمرة الثالثة دون خجل او حرج من الشعب.
رئيس الوزراء العراقي هذا ، يتستر على كبار الفاسدين وسراق المال العام ، ويسهل هروبهم خارج العراق من مطار العاصمة وتحت الحراسة دون حسيب او رقيب ولا يطالهم الحساب والقضاء رغم وجود الادلة الجنائية التي تدينهم .
فقد هرب الكثير من الوزراء الفاسدين بعد سرقة ملايين الدولارات واستلام عمولات عن مقاولات وعقود دون ان يطالهم اي عقاب ومنهم المتهمون او المدانون ايهم السامرائي وكريم وحيد وزيري الكهرباء السابقين، وعبد الفلاح السوداني وزير التجارة ، ووزير الدفاع الاسبق حازم الشعلان والفريق عبد القادر العبيدي وعدد من مسؤلي عقود التسليح والتجهيز في وزارة الدفاع والداخلية .

نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك
سني المذهبي ، من قيادات القائمة العراقية المنافس الكبير لحزب وائتلاف رئيس الوزراء رشح نفسه لانتخابات البرلمان أتّهمَ من قبل رئيس الوزراء انه من رجال البعث وطلب ان يتم شموله بنظام الاجتثاث والعزل ومنعه من حق الانتساب للبرلمان، وتم ذلك بالفعل ، ولكن بعد عقد الصفقات السياسية عاد نائبا في البرلمان عن القائمة العراقية ، ثم اصبح نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات دون ان يطبق عليه قانون الاجتثاث وطوي الامر مؤقتا لحين تدبير خطة جديدة لاقتلاعه .
اما طاقم الحكومة العتيدة من الوزراء فهي طبخة سياسية وتوزيع مناصب تحت اشراف الحكومة الامريكية . لم يحدث لها مثيل في العالم .
الكرد يختارون الوزارات السيادية التي تعجبهم وتسهل تنفيذ مصالحهم . والاسلاميون من حزب الدعوة والمجلس الاعلى والفضيلة يختارون ويتنازعون ثم يتقاسمون بقية الوزرات .
وزارة الدفاع من حصة العرب السنة ، والداخلية والامن القومي من حصة العرب الشيعة ، ولكن في الحقيقة اما ان يشغلها وزير فاسد وسارق او لايشغلها اي وزير لأن رئيس الوزراء لايرضى لتلك المناصب ان تطير من تحت يده ولا يفقد سلطانه عليها لأنها مصدر قوته في البلاد ويده الضاربة على العباد ، فيضع مواصفات خاصة للوزراء بحيث لا تنطبق على اي احد ، فيكون هو المسؤول عن كل تلك الوزرات وتدار بالوكالة منذ عدة سنوات وحتى انتهاء فترة ولايته الثانية رغم تدهور الامن في البلاد واستمرارنزيف الدم لشعب العراق دون ان ينصّب وزيرا لها او يقيل وزيرا فاسدا او غير كفوء..

الوزراء الكرد
بعد تدهور العلاقات مع الكرد ، انسحب الوزراء ونواب البرلمان الكرد وجلسوا في اقليمهم متفرجين على استمرار تدهور البلد دون مراعاة لخدمة شعبهم مادامت مصالحهم مهددة .
وما يهمهم هو تصدير النفط الى تركيا دون موافقة الحكومة المركزية واستلام العائدات المالية دون ان تمر على الخزينة المركزية . اي حكومة متمزقة هذه ؟

عداء المالكي للوزراء السنة
وزير المالية الدكتور رافع العيساوي
استقال وزير المالية السني الدكتور رافع العيساوي بعد الاحداث الدموية في الفلوجة واضطراب الاوضاع مع العرب السنة في المحافضات الغربية ، ولعدم استجابة حكومة المالكي لطلبات المتظاهرين السنة ورفع التمييز ضدهم ، وبعد ان كشف محاولات سرقة مليارات الدولارات من خزينة العراق وقدم المستندات والوثائق الدامغة لرئيس الوزراء شخصيا دون ان يستجيب الاخير لواجبه الوطني ويتحرك للتحقيق في هذا الموضوع .
ولذلك الصق المالكي به تهم الارهاب وسرقة المال العام وطلبه للقضاء المسيس .
وزير التربية محمد تميم
من المذهب السني ، استقال من منصبه احتجاجا على قتل الجيش 38 رجلا من ابناء عمومته وعدد اخر من اهالي الحويجة المتظاهرين ضد تصرف الحكومة .
وزير الزراعة عز الدين الدولة
سني المذهب ومن القائمة العراقية ، استقال من منصبه احتجاجا على قتل المتظاهرين في الموصل .
وبقية الوزراء يهددون بالاستقالة !
هل يوجد في العالم حكومة عجيبة غريبة غير منسجمة مثل حكومة العراق ؟
الا تستحق هذه الحكومة ان تحصل على المرتبة الاولى في كتاب غينيس للارقام القياسية في غرابتها ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على الشيخ احمد القبانجي حول المنهج الاجتماعي والاخلاقي ...
- بغداد مغارة علي بابا والاربعمائة حرامي
- مولد المسيح رسول السلام
- نقد افكار ستيفن هوكينج حول خلق الكون
- نصائح الى الامير ..... نيقولا ميكافيللي
- لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس ولاترموا درركم الى الخنازير
- الزمان والمكان في النظرية النسبية لأنشتاين
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة .. الجزء الث ...
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة - الجزء الثا ...
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة
- الشيخ السلفي ابو اسلام وحرق الانجيل
- ويسألونك عن الروح
- مؤامرة الانتخابات المصرية
- رسالة الى الرئيس المصري محمد مرسي
- سقوط برلمان مصرستان الاسلامية
- شئ من تاريخ الاخوان المسلمين
- ايها المصريون ، لاتضيعوا مستقبل مصر
- المتكلمون في القرآن
- المسيحية دين ودنيا
- مصر تتجه لنظام حكم طالباني سلفي


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - حكومة العراق الغريبة العجيبة