أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - ساديزم















المزيد.....

ساديزم


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 08:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله "
الله – إذا كان هناك كائن بهذا اللقب في مكان ما – يحب القتل، وليس فقط يحب القتل، بل أنه يحب من يقتل، أي أنه يتلذذ بالقتل، ويقرب من يقتل منه ويختصه، لذلك لن تجد غريباً، أن يكون المسلمون فقط، منذ القرن السابع الميلادي وحتى الآن، إرهابيون، لا يحترمون الحياة ولا يقدسونها، ومتعطشون للقتل والدمار والدم، لسبب بسيط، وهو أن اللّهَهُم هذا، يحبهم لأنه يقتلون في سبيله، أيُ سبيل هذا؟ ولماذا هو دوما محفوف بالقتل والدمار والدم؟ ألم يكن هذا الله الكلي القدرة المطلق المعرفة الذي ليس كمثله شيء – لو أنه هناك - بإمكانه أن يجد سبيلا شريفا ونبيلا وخالي من القتل والتدمير والدم!

" قاتلوا الذين لا يؤمنوا بالله، حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون"
الله؛ ثانية، يتلذذ بالقتل، بل ويأمر به، ويأمر من؟ فريق من الناس – المفروض أنه خالقهم – أن يقتل فريق آخر من الناس – المفروض أيضاً أنه خالقهم – ولا يكتفي بقتلهم فقط، بل يجب أن يكون بالقتل سادية ومذلّة " وهم صاغرون " ومن هم؟ هم أهل الكتاب وهو القائل فيهم " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" قمة التناقض والسادية!

والقتل عند المسلمين، أسلوب حياة، والمصدر الرئيسي الوحيد للحياة، فتلك الآيات السادية، نزلت أو جاءت على لسان الداهية الجاهل بن عبد الله، لتلغي نظام النسيء، وهو نظام حرك الأشهر الحرم القمرية أو الهجرية لتدور مع الأشهر الشمسية أو الميلادية، حتى تتوافق رحلتا التجارة – الشتاء و الصيف – مع موعد المحاصيل والرياح الموسمية في بحر الهند، وهي الرياح والمحاصيل التي تسير وفق المجريات الشمسية أو الزمن الميلادي!

وكان معنى ذلك خراب ديار قريش وساداتها، وتوقف التجارة ودمار الأسواق، بل وتراجعا بالعرب جميعا عن مركز دولي متميز، حققوه من ذلك النسيء التجاري الديني، فأمسكوا بعنان تجارة العالم، ولكي لا يخسر الداهية بن عبد الله قريش ودعمها، ولكي لا يخسر أيضا أموال التجارة وما يستتبعها من هبات وهدايا وصدقات وزكاة، فقد تفتقت قريحته عن مزيدا من الهراء الديني " وإن خفتم عيلة، فسوف يغنيكم الله من فضله " كيف؟ بمزيد من الهراء الديني السادي، على لسان ذلك الكائن الخرافي الذي لم يراه أحد والمدعو الله " قاتلوا الذين لا يؤمنوا بالله من أهل الكتاب، حتي يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون"!

ولأن أهل الكتاب في الجزيرة قد أنتهي أمرهم إلى الذبح أو الجلاء أو الجزية، فماذا كانت تقصد الآيات المحمدية؟ وإلى ماذا كانت تشير؟ كانت الآيات تقصد هناك وتشير إلى بعيد، إلى الإمبراطوريتين العظيمتين صاحبتا الكنوز العظيمة، لتعويضهم عن الخسائر الكبيرة بتوقف تجارتهم، ولكي يفهموا أيضا سر كل ذلك التضييق عليهم؟ لقد بات عليهم التحول عن التجارة إلى القتل! عن العمل إلى السرقة! أي أن الآيات جاءت لتؤكد الجهاد كبديل أفضل من التجارة، أي أن الغزو والقتل والسطو – وكل معاني الجاهلية السابقة – قد تلبست برداء ديني مقدس، وأسماء جديدة براقة، تحت سمع وبصر ورضا ومباركة بل وحب الله!

لقد جاءت القرارات أو الآيات الأخيرة، لتخل تماما بنظام التجارة العالمي أو منظومة العمل الضخمة، التي كانت قريش تشرف علي إدارتها، والتي بذلت فيها الوقت والمال والجهد لترسي قواعدها وأمانها وسلامتها، والتي وإن لم تكن وفرت الوفرة أو الرغد أو المساواة للكل، إلا أنها لم تتخذ من الغزو والقتل والسطو آلية أو وسيلة أو أسلوب حياة للبقاء والعيش، فحتى في عهد الداهية الأمي كان هناك فقر وعبيد وتفاوت، وفي عهد الفاروق كانت هناك مجاعات قاتلة، جعلته وهو الإنسان، يعطل حدود الرب، ذلك الرب الخرافي، الذي يعطي المؤمن بلاءه على قدر غباءه!

ومع فرض الإسلام على كل العرب، أصبحت هناك استحالة في تقديم آفاق غنائم جديدة داخل جزيرة العرب، وآن الأوان لتحقيق وعد الأب الروحي للجريمة المسلمة المنظمة بكنوز كسرى وقيصر، وهذا الوعد أو الهدف كان ولا زال الطريقة الوحيدة التي يمكن بها الحفاظ على وحدة القبائل، بتقديم هدف مألوف لها، وهو البحث الدائم عن الغنائم، وهو ما قامت عليه الدولة النبوية ذاتها حتى حينها، والهدف أصبح ذلك العالم المفتوح أمامهم على مصراعيه.

لقد أصبح مطلوبا من العرب، بصفتهم الجديدة كمسلمين – شاءوا أم أبوا – بناءا على أوامر من الأب الروحي للجريمة الإسلامية المنظمة، وأبيه الأعلى الروحي الذي يحب القتل والقتله، أن يتحولوا من سادة تجارة العالم، ليصبحوا سادة هذا العالم نفسه، عن طريق نشر الهراء الديني المقدس بالجهاد والسيف والجبر والقتل – أسلم تسلم – أو تدفع الجزية رغما عن أنفك وأنت صاغر، أو نقتلك ونسبي زوجتك وأبنتك، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام وأحبنا لأننا قتله، ونقتل الناس في سبيله، بغض النظر عن ساديته وساديتنا، وبغض النظر عن قناعتنا وقبولنا وفهمنا لمعني ومغزى وهدف القتل في سبيله!

أما بقية العربان الذين ارتبطوا بأسواق مكة، فقد باتوا يعانون من الخراب نفسه، ولم يعد أمامهم سوى الانخراط في الدولة الجديدة الغازية المجاهدة، للحصول على نصيب من الغنائم المنتظرة، ولعمري؛ كما يقول العرب، لو أن هذا الأمي الداهية المدعي، لم يحلل الغنائم على لسان اللّهَهَ، لما دخل عربي واحد في دولته – وليس دينه – ولكنها وثائق غار حراء المقدسة أو ما يعرف بالقرآن، وسيطرة الخرافة، وشهوة التملك وسهولة وكثرة الغنائم، كل هؤلاء مجتمعين، هم من ساعدوا ذلك الداهية على جمع كل هؤلاء العرب والعربان بخندق ديني واحد، ودفعهم دفعا إلى اعتناق الإسلام وإلى التوحد والتوجه خارج الجزيرة!

حتى الصلاة، تلك الفريضة الغبية المملة، والمفترض بها الصلة أو الوصال أو التواصل والروحانية، تمت صياغتها بشكل هزلي، بين محمد وموسي، هي عبارة عن تمرين يتضمن ترديدا لآيات القرآن، حتى تعتاده آذانهم، وحتى تشهد لمحمد بالنبوة في كل مرة، وتعودهم على الانتظام في تشكيل عسكري صارم، وإرغاما للأنف العربية المتأبية المتكبرة على السجود، وإخضاعا لسلوكها اليومي لمؤسسة دقيقة مرتبة، تخرج بهم عن عشوائية القبيلة وتشظيها إلى المنظومة الموحدة، وعندما أرغمهم عليها محمد، كان ردهم الصريح " سنؤتيكها " وأبدا لم يقولوا سنأتيها لله، لأنهم كانوا يدركون أنها ليست لله، بل خضوعا لسيد الدولة الجديد، ورغم ذلك استمروا يقولونها بجرأة شديدة " سنؤتيكها ولو كانت دناءة "!

والثقفيون عندما سبقوا رسل محمد لهدم اللات، لما جاءوا قومهم تلقوهم، فسألوهم ما وراءكم؟ فأظهروا الحزن، وأنهم إنما جاءوا من عند " رجل فظ غليظ قد ظهر بالسيف، يحكم بما يريد، وقد دوخ العرب "

الله ومحمد، وجهان لعملة واحدة، دكتو جيكل ومستر هايد، وكل الهراء الديني اللذان أتيا به، لا زال ينخر في جسد العالم، وخاصة العالم المسلم، فأنت لن تجد حتى اليوم، جماعات من البشر تتخذ من وثائق كُتبت من أربعة عشرة قرنا، قانونا وشريعة وناموسا، فيخرج منهم جماعات تحكم مصر وتدمرها، وجماعات تنفصل عن سوريا وتدمرها، وكان الأولى بالله السادي، لو أنه موجود وحقيقي وحكيم أن يقول " إن الله يحب المحافظين على الحياة في سبيله ".



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطر الأسلحة
- علماء مُلحسون
- الجنس ليس حرام
- سمّن كلبك يأكلك
- لو كان الرَبُّ رجلاً لقتلته
- بطُل السحر يوم حنين
- نكسة الحُديبية
- حقيقة الخُدعة
- كتاب الفوضى السماوي
- الرب كافر
- الله و الحب
- أحسن تقويم
- شرّ الله
- اللوح البلورى
- متلازمة الدين والسلطة
- أم الملحدين
- ماهية الدين
- أسباب النزول
- التجليات لابن عفيفي
- غير الموجود


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - ساديزم