أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - كريم محمد السيد - في عيد المرأه














المزيد.....

في عيد المرأه


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 00:53
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


في عيد المرأه
يروي لي احد الاصدقاء ممن يعملون بجهاز الاحصاء ان ذات مره كان لديهم احصائية تتعلق بأجوبه معدّه سلفا باستمارة بحث معلوماتيه ينبغي ان يجيب عليها من سكنة الصحراء وهي التي تقع خارج حدود الريف بمعزل عن التجمع السكاني الريفي او ما يسمون بـ(البدو) الذين يعتمدون على مواسم العلف الخاص برعاية الجمال, وحين اقبلوا على خيمه بدت من بعيد وكأنها مزروعة في وسط الصحراء فيقول ذلك الصديق: اقتربنا من الخيمه فوجدنا في داخلها رجل مسترخي بينما هنالك مولدة كهرباء تعمل ومبردة هواء وكان الجو فيها حارا جدا, والغريب في الامر ان هنالك امرأه تجلس خارج تلك الخيمه وفي يدها طفل صغير تلتهمها الحرارة بشكل فضيع, ولما اقتربنا اكثر وسألنا ذلك الرجل عن تلك المرأه قال انها زوجته وهذا ابنه!, فسألوه عن سبب تركهما خارج الخيمه فيما هو يستلقي منتعشا ببرودة المكان فأجاب مستغربا: يُبَه هذي حُرمه!, اي انها امرأه!!. تصوروا اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين في عصر الفكر والعلم والتكنولوجيا والحريات وحقوق الانسان فيما يوجد هناك من يفكر بأن المرأه حُرمه ولا يمكنها ان تجلس مجلس الرجال في بيتها.
هذه الحاله تكاد تكون منفرده لرجل يسكن الصحراء فيتطبع بجلادتها وتقاليده التي توجب عليه ان يعامل المرأه بهكذا طريقة, لكن الأغرب ان تبقى هذه الثقافه في عقول بعض الذين اقحموا انفسهم بحياة الحضر ممن لازالوا بكامل قناعتهم بأن المرأه مكانها البيت وحسب ولا يصح لها ان تعمل وتشارك الرجل في حياته العامه. هذه العقليه كانت عقلية حقبة نهاية الثمانينات والتسعينات في الزمن الماضي بينما التحول الجديد في المجتمع العراقي بعد عام 2003 خلق طقسا يفرض خلاف ذلك بعد ان اصبحت ضروف الحياة توجب مشاركة الجنسين معا, وتراجعت افكار الماضي التي كانت تسيطر على طقوسنا فاصبح الزوج يبحث عن مكان عمل لزوجته خصوصا في الوظائف العامة التي تحسن مرتبها كثيرا.
حرمة المرأه ليست خطأ محظ وان صحّت بتعبير آخر على صعيد الاسلام وعلى رأي الدكتور احمد الوائلي (رحمه الله) انها مُنحت حُرمة تقابل حُرمة المساجد بالتقديس, اي ان لحرمتها قدسيه, واي دين يعطي للمرأه تقديسا غير الاسلام؟ ولهذا فأن المجتمع الأسلامي وان كان مجتمعا يوجب الحجاب ويُكره الاختلاط غير المشروع بين الجنسين الا انه اعطى للمرأه مكانه مهمه في مشاركتها للحياة العامة مع الرجل.
المجتمع العراقي مجتمع محافظ, وهو من المجتمعات التي شهدت صراعات حول موضوعة الحجاب والسفور والتي وجدنا اصدائها لحقبة كتب عنها واثرانا بها الدكتور علي الوردي في عدة مؤلفات. اما اليوم فنستبشر الخير بوجد فسحه كبيره للمرأه وهي تشارك في اعلى سلطات البلد بل انها اصبحت تحتل اماكن قياديه في بعض مؤسسات الدوله. كما ان هنالك مؤسسات وندوات ومؤتمرات اصبحت تناقش مشاكل المرأه ونداءات تطالب بحقوقها الموازيه لحقوق الرجل فضلا عن وجود وزارة خاصه بشؤون المراه ودائرة رعاية المراه في وزراة العمل والشؤون الاجتماعيه.
نستبشر خيرا بما وصل اليه العراق من تقدم ملحوظ على مستوى (انصاف المرأه) ولا يمكن للمجتمع من النهوض مالم تكن المرأه جزءا من منظومة النجاح والتقدم, ولازالت هنالك جهود حثيثه لأيلاء اهميه اكبر ومجالات اوسع لمشاركة المرأه. يبقى اخيرا ان نذكّر بأن المرأه هي عمود الخيمه الذي يقف عليه تقدم البلاد ونهضتها حضاريا وهي الاقليم الآخر لدولة الانسان الخالده.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!
- الكذب على الاجيال متى سنتهي؟
- بين مصر والعراق تظاهر وصمت
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية 2
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية
- حرامي لاتصير نزاهة لا تخاف
- خطوه نحو الحضارة
- النظافة من الانسان
- العراق بحاجة لصناعة الانسان


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - كريم محمد السيد - في عيد المرأه