فريد الحبوب
الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 20:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دوافع الصلاة في محراب المحافضة
ألهمتني اليافطات والملصقات التي تملأ الشوارع شكل صراع الأحزاب الدينية الكبيرة التي سيكون لها الغلبة في نيل المجالس في بغداد وبقية المحافظات التي ستزيد من نكوص الواقع الاجتماعي وحائلاً دون خلق مناخ طامح تتألف فيه المساعي من قبل الجميع ولا سيما الديمقراطيون والوطنيون والمتحفزون لتغير اجواء القلق والحيرة التي انتابت الحياة الاجتماعية الغارقة بالأزمات وقلة الخدمات. وما سيكون عليه عدد المستقلين من ثلاث أو أقل، يدفعنا لعدم الحاجة للكلام عنهم لأنهم سيمارسون دور الوسيط وأيجاد تسويات لحل ذلك الصراع. إن هاجسي الذي يرصد شكل صراع ألايام القادمة في محافل المؤتمرات والاجتماعات التي ستعقد بكثره داخل أروقة المحافضة، بدى لي صراع عقيم بين موظفين أقزام تُستلب أرادتهم قبل قبولهم وتعليقهم على الملصقات، وقبل إن تباركهم أيادي الولاة الصلفة وتلبسهم بردة الحزب والتيار والجبهة والتحالف والكيان الفلاني " الديني"، التي سيعانون على أثرها من نقص لا يناسب ولون بدلاتهم الجديدة، وهي تمنحهم نبضة ثقه مهزوزه في الصميم، سيكون هناك تلاسن وتراشق وثرثرة لا يعرف بالظبط الأمر الذي يتوخون أيجاد الحل له، وما لا اساس له سيكون له اساس، ومشاكل المدينة تبقى مطوقة بالصمت مكتوفة اليدين لا أحد يصافحها، لذلك في اغلب الظن ستظل قضاينا طائفة فوق حماسة متفق عليها، لأنهم يرزحون تحت بطش رموزهم المدججه بركام أهداف ورؤى عشوائية في بعضها ومنتمية لأجندات تخريبية ومنفعية في بعضها الآخر. صراع جديد للأستلاب والهيمنة في مرحلة ميتة ومنكوبة في نفوس الشعب العراقي.... الصراع سيكون "ثرثة غمان"، سيسافرون كثيراً ويحضرون المؤتمرات وسيحظون بوجاه، كما سيؤدون دورهم الأساس في العمل كسماسرة للشركات ومن يدفع اكثر سيمنحوه لقب "حبيب الله الأوحد". هكذا كما يعلم الجميع تتقوى الأحزاب بالمال وهذا مبرر رئيسي لوجوده في يافطة.
انا لا اسدي النصح إلى من ننتخب ولا أثير الاشجان وانما أكتب لمن لا أرى الدموع في عيونهم، ولست في عجلة ولنرجئ الحديث إلى وقت ليس بالبعيد ولكن الصراع سيكبر على قدر كبر الميزانية والمصالح والاستحواذ.
أصحاب الملصقات واليافطات سيكون مثلهم مثل اللذين انتخبوهم في السابقات لا يخبئون شيئاً جديداً، ولن يكون لهم عطاء نافع، ولكن الأموال ورضى الولاة هي من ستكون وراء دوافع الصلاة في محراب المحافضة.
#فريد_الحبوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟