علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 16:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*صورة و صورة*
يتابع الناس صحة الرئيس في بلدانهم, وهذا شيء مهم وحضاري و مرتبط بكثير من الأمور, فصحة الرئيس تعني الكثير بالنسبة للشعب. إذ ذلك أولا يرتبط بأمر إنساني و هو التعاطف الوجداني فالكل يتعاطف مع الضعيف و المريض, فوجدت تعبيرات كثيرة منها زيارة المريض و تقديم الزهور و منها التبرع بالدم و حتى التبرع بأجهزة حساسة مما يساعد على أعطاء الحياة للمريض. لكن صحة الرؤساء تكون غالبا سرية و أمراضهم قد يتستر عليها لفترات طويلة لأسباب قد تكون لعدم إشاعة البلبلة في البلد أو لعدم أعطاء أشارة سلبية للدول المخاصمة للنظام أو الدولة.
كما حدث في التاريخ و خاصة في أمريكا و الاتحاد السوفيتي السابق, لإعطاء القوة للنظام من خلال شخص الرئيس.
بهذا تكون الأنظمة متشابهة في أمر صحة الرئيس. لكن الشعوب تريد أن تعرف فهذا من حقها أيضا. أن تكون صحة الرئيس جيدة! فالرئيس مُهم في أمر قيادة الشعب و في إصدار القرارات المهمة في البلد. إذ هو منتخب من قبل الشعب فحين يمرض, فعدا اهتمام الناس و تعاطفهم معه يكون هناك قلق و تغَيَر, فالرئيس يكون في وضع شاذ لا يمكن أن يكون ذلك الشخص و بعينه عند الانتخاب, أقصد أن يكون قويا و جريئا و مرحا هزيل عفوا أقصد هزليا يمشي ملكا, و القرار يكون قراره و ليس لمن يقوم نيابة عنه من أشخاص أو أعضاء في الدولة و الأحزاب.
تكتم الروس عن صحة لينين فترة قصيرة للخوف على وحدة الحزب و لحمة الشعب, و تكتم الأمريكان على صحة رؤسائهم من اجل الظهور و الحضور الدولي بقوة, فقوة الدولة من قوة و صحة الرئيس, و تكتم الروس عن صحة برجنيف و أمر سرطان الفك لسنين طويلة, كما التكتم عن صحة رؤساء أمريكا.
أما في الدول الدكتاتورية تكون صحة الرئيس, و زيارته للطبيب من الأسرار المهمة و كشف أي خبر عن صحة الرئيس يؤدي إلى السجن و التعذيب, كما حصل في مصر و أزمة حسني مبارك الصحية, وحتى قبلها إذ كان جمال عبد الناصر يخضع لعلاج سري لا يعرف الكثير عنه شيء, أما أمراض الرئيس العراقي المقبور صدام حسين لا يعرف عنها أحد, و لا حتى عن مرض أبنه عدي الذي كان يعاني من مرض(عُصابي) أعصاب قوي جدا, نسبة إلى أبيه الذي هو الآخر كان يعالج قلقه العصبي بالكحول و حبوب المهدئ و المكوث في البراري, فالرجل قتل أغلب رفاقه فصاحبه الأرق و فارقه النوم. يُقال أن صدام حسين كان يذهب لرؤية ضحاياه الرفاق المعدومين ليلاً, للتأكد من موتهم ليستطيع النوم. لكن هناك بعض التساهل في أمريكا بعد أتساع دائرة المعرفة بصحة الرئيس, ليتم تغطيت أخبار صحة الرئيس و زياراته للطبيب, كما حدث مع الرئيس رونالد ريغان و أجرائه للعمليات.
أما الرئيس فينزويلا الحالي فخلافا للمعهود, إذ صار مرضه أمر تعاطف جماهيري فالشعب ينزل للشارع و ليهتف بصحة الرئيس و حبهم له, و لنرى كيف هو التعاطف مع الرئيس و أمل الشفاء من المرض العضال (السرطان), و من المستشفيات الكوبية تنطلق الأخبار سواء السلبية أم الإيجابية, و أخيرا سمعنا بتصريح للرئيس أنه سينتصر على السرطان.
و أخيرا جاء الخبر اليقين و أترككم مع الخبر" أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز امس الخميس / 20اكتوبرالحالي/ أنه شفي من مرض السرطان لينهي معركة استمرت أربعة أشهر مع الورم الخبيث.
وصرح تشافيز أثناء زيارة لولاية تاتشيرا بجنوب شرق فنزويلا قائلا "تحررت من المرض" مستندا إلى نتائج فحوص طبية خضع لها في كوبا وأظهرت أنه لا توجد إشارات على أية خلايا خبيثة في جسده. وأضاف قائلا "عاد تشافيز جديد إلى فنزويلا ... تشافيز سيكون مجددا مع شعبه".
احتشد آلاف من مؤيدي تشافيز (57 عاما) في الشوارع ترحيبا به بينما كان في طريقه لحضور طقوس دينية في إحدى الكنائس بولاية تاتشيرا حيث أعرب عن شكره للرب لتعافيه.
خضع تشافيز لعملية جراحية بكوبا في يونيو المنقضي لإزالة ورم سرطاني، ثم مر بأربع جولا ت من العلاج الكيميائي من يوليو إلى سبتمبر الماضيين وأعلن أطباء كوبيون أنها كانت جولات "ناجحة".
وذكر تشافيز أنه يعتزم متابعة العلاج حتى "الشفاء التام"، كما من المزمع أن يخضع لفحوص طبية أخرى لضمان عدم عودة الخلا يا السرطانية.
تجدر الاشارة إلى أن تشافيز ينوي خوض الإنتخابات المقررة في أكتوبر 2012 سعيا لتولي فترة رئاسية أخرى.
انتهى الاقتباس!
لكن على الجانب الآخر في العراق لنرى صورة كالحة أخرى هلامية بائسة فمن فترة يعاني و يصارع الرئيس العراقي جلال الطالباني المرض, في أفخم المستشفيات الألمانية.
اترككم مع تصريح الأطباء الألمان!
"لوفيغارو": الرئيس العراقي "جلال طالباني" ازدادت حالته الصحية سوءا
2013-1-4 | خدمة العصر
نقل مراسل صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في المنطقة العربية "جورج مالبرونو"، عن مصادر سياسية كردية، أن الرئيس العراقي، جلال طالباني، "يواجه الموت السريري" في مستشفى برلين حيث يعالج.
وأفاد مراسل اليومية الفرنسية أن الحالة الصحية للرئيس العراقي تزداد سوءا في أحد مستشفيات برلين التي يعالج فيها لأكثر من خمسة عشر يوما عن السكتة الدماغية.
وكشف المراسل استنادا لمصادره الخاصة، أن الأطباء الألمان للرئيس العراقي يرون أنه "مريض جدا إلى الحد الذي لا يمكنه فيه استرداد عافيته" من السكتة الدماغية التي أصابته قبل ثلاثة أسابيع في العراق.
وما يفعله حاليا الأطباء الألمان، أنهم يحاولون إبقاءه على قيد الحياة، كما كشفت عن ذلك مصادر كردية، والتي أكدت أن الزعيم الكردي القديم، البالغ من العمر 79 عاما، يواجه "الموت السريري".
ووفقا للدستور العراقي، فإن رئيس الجمهورية يتمتع بسلطة محدودة، وتتركز معظم السلطات في أيدي رئيس الوزراء، نوري المالكي.
وفي حال وجود منصب شاغر، فإن نائب الرئيس يتولى مؤقتا شؤون الرئاسة. وأحد نواب الرئيس، هو خضير الخزاعي، ويُتوقع أن يملأ هذا المنصب الشاغر، والثاني، هو طارق الهاشمي، وقد لجأ إلى تركيا بعد أن حكم عليه بالإعدام غيابيا لخمس مرات. و يجب على البرلمان انتخاب رئيس جديد خلال ثلاثين يوما من وفاة الرئيس.
وبالنظر إلى تدهور صحة طالباني، فإن وفاته قد لا تفاجئ الأوساط السياسية في العراق، حيث تستعد لخلافته. انتهى الاقتباس!
الفرق شاسع بين متابعة الناس في فينزويلا و رئيسها هوغو تشافيز و متابعة الناس في العراق و رئيسها جلال الطالباني, وكذلك المؤسسات الحكومية من ديوان و أمانة عامة للوزراء و الأحزاب الرسمية و جهاز الأعلام و فضائياته. فصمت مُطبق! ليس للتكتم بل إهمال إذ الإنسان بلا قيمة. لكن الإعلام السلطوي و الأحزاب, كل الأحزاب و فضائياتها بارعة في العراق في نشر الفضائح و التشهير بالآخر, لكن لا لخبر إنساني ليُثير المحبة و ليذكر بخير سواء بصحة الرئيس أو صحة الناس و الوطن.
أقول أن كان هذا هو حال الرئيس العراقي, و في أعراض الدولة و الناس عن التعاطف مع صحة الرئيس, فإذا هي سلبية المؤسسات تجاه صحة الرئيس جلال الطالباني. فكيف يكون اهتمام السلطة بصحة البشر و الإنسان العادي في العراق؟
فهذا هو تحصيل حاصل دولة الفساد الشامل, فإهمال رجال السلطة لمعالجة أوضاع الشعب و العناية بأمنهم و صحتهم و تطور بلدهم, فهكذا يكون رد الشعب مناسبا لمثل هذا رئيس و وزراء و هكذا دولة.
و كالعجائز تعالوا لنقول سوية, فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و إنا إليه لراجعون!
ألهي ( فذ نفر كاهي من رأس القرية في شارع الرشيد مع كلاص شربت زبيب حجي زبالة) فكم هو بائس و مُقرف واقع الرئيس و السلطة العراقية!
لا, ثم لا لأحدا ليأتي و يتجنى على الشعب, و يقول الشعب العراقي شعب خشن و غير واعي و متخلف, أو متعود على كره رؤسائه!
بل القادة هم المثال الأعلى وهم من ينتج القيم.
و لأقول هنا!
من يزرع الشر يحصد عواقبهُ الندامة!
من يزرع شر يحصد شر!
من زرع حصد!
فعن و فاء الشعب العراقي لرئيسه, أذكرُ قُتل رئيس ومحرر العراق من الانكليز,عبد الكريم قاسم, اغتيالاً على يد القوميين و البعثيين في شباط 1963, فبكى الشعب العراقي دما و لم يصدق الناس مصرعه رغم الصور المرعبة التي قدمها التلفاز, بل راح الناس تنظر إلى القمر لترى هناك وجهه قاسم حيا باسما شامخا!
و عن حقد الشعب العراقي على المجرم صدام حسين رئيس عصابة البعث, تركت الشعب السلاح و لم يقاوم الغزو, و بصق الشعب على وجه صدام حين طل على شاشة التلفاز, من حفرة بوجه بائس حقير و لحية تيس شيطانية!
الشعب واعي رغم غبار رمال الصحراء صيفا و طوفان مجاري المدن شتاءاً و مع الانقطاع الكهربائي الدائم و المستمر و في كل فصول السنة و على مدى 10 أعوام, و ليسهر الشعب بل ليكون عين ساهرة على نوم الأحزاب, كل الأحزاب في بحبوحة الحزام الأخضر و بعيدا عن المفخخات و الأحزمة الناسفة. لكن لا يعرف شيء عن صحة الرئيس جلال الطالباني.
معذوراً, أنت يا شعب لهذا الإهمال غير المقصود و المتعمد, إذ العتب عل الراديو!
فالفنان الراحل (عزيز علي) أكد على أهمية الراديو قبل أكثر من 60 سنة, في أغنية الراديو!
إذ قال و غنى!
الراديو صوت الأحرار الراديو!
فبعد نصف قرن من الزمان صرنا بلا راديو, فضاع جلال في ظلام ساهو!
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟