أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - العراق والشام من دون المسيحيين ...!














المزيد.....

العراق والشام من دون المسيحيين ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 01:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


العراق والشام من دون المسيحيين ...!

نعيم عبد مهلهل

قبل أعوام في ظل موجة تكفيرية طالت الكثير من مسيحي وكنائس العراقي وتضامنا مع هؤلاء المنتمين للعراق وطنا قبل الكثير ممن يدعون اليوم احقيتهم بأمتلاك الاصالة العراقية وتكريماً لاصدقائي المسيحيين الذين عاشوا معي ايام الخدمة العسكرية كتبت في الحوار المتمدن والزمان اللندنية مقالا بعنوان ( مسيحو سهل نينوى ) والذي استعدت فيه تلك الالفة في سحر الذكريات مع اناس صنعتهم البساطة والطيبة والذكاء والتعايش ومنهم اكتشفت وأنا أزور قراهم ويستضيفوني في بيوتهم أن المكون المسيحي وذاكرته تمتلك عمقا تأريخيا وحضاريا في التراب العراقي ونسيجه الاجتماعي منذ الاديرة النصرانية في النجف والكوفة ونينوى وحتى اليوم الذي اعلن فيه الاب عمائوئيل دلي أن المسيحيين لن يفرطوا بعراقهم لأن العراق لن يفرط بهم.
رؤية العراق من دون مسيحييه تفقده الكثير من ملامحه وخصوصيته فهو في حقيقته التاريخية لم يكن وطنا لمكون واحد غير ان الرؤية العرقية المتطرفة والتي صبغت برؤية دينية ظلامية ارادت ان تسوق فكرة ان العراق المسلم هو العراق الذي ينبغي ان يعيش عليه المسلمين فقط . وهذه الثقافة الجاهلة هي ثقافة تكفيرية مستوردة نشطت في رؤاها من بعض الافكار السلفية المتطرفة التي ظهرت لاول مرة في بيانات القاعدة ثم جرى ادخالها الى العراق في اوج الصراع الطائفي على شكل سيارات مفخخة وانتحاريين ومسدسات كاتمة ، وفي خضم ذلك الهوس دخلت حسابات السياسة والمصالح والمزايدات في هذا الأمر وفي المحصلة كان الاذى قد اوغل كثيرا في النسيج المسيحي داخل العراق وكأنهم يريدون من هذا الاغتيال الممنهج الى تهجير المسيحيين من العراق ، وبالفعل هاجر الكثير من العوائل المسيحيية .غير ان التحصن والتواجد المسيحي ظل قويا ومتماسكا في وجوده في مناطق سهل نينوى واربيل وكركوك ودهوك فيما ضعف هذا التواجد في بغداد والبصرة وبقية مدن العراق حيث كان للمسيحيين حتى ثمانينيات القرن الماضي كنائس في مدن جنوبية غير البصرة مثل الكوت والعمارة على ما اظن.
نفس المنهج وبذات المواصفات والدوافع والثقافة يراد تطبيقه على مسيحي سوريا ويقع الأمر داخل اشكاليتين .الأولى يصنعها العقل والفكر والممارسة التكفيرية داخل بعض فصائل الثورة السورية والذين يعتقدون ان سوريا مسلمة بأمتياز الارض والوجود كونها العاصمة الازلية للدولة الاسلامية الاموية وهم يريدون محو الذاكرة التاريخية للمكان من ان اقدم كنائس الشرق هي التي اقيمت على ارض سوريا ، وبذلك هم يلتقون مع نضال اخيهم التكفيري القادم من قندهار ويمارسوا ما كان يمارس على مسيحي العراق ، غير أن الاذى على مسيحي سوريا في هذا الجانب لم يمارس بشكله المخبيء والمكنون بسبب طبيعة العمليات العسكرية وان اغلب مسيحي سوريا مازالوا يعيشون في مناطق يتحصن فيها الجيش والدولة السورية .والاشكالية الثانية ان المسيحيين هم بعض الاوراق الرابحة في يد الدولة السورية ونظامها لاشعار العالم بالمخاطر التي تهدد المكون المسيحي .والحق ان مسيحي سوريا عاشوا في ظل الدولة السورية منذ نهاية الانتداب والى اليوم بأمان والذي يزور منطقة باب توما وسط دمشق سيرى صورة رائعة للتعايش عندما يكون الجامع مجاورا للكنيسة .
ملخص الرؤية لعراق وشام من دون المسيحيين هو فقدان لطعم المكون الحضاري والجغرافي والروحي لهذين البلدين ، لأن المسيحية كما الاسلام والمندائية واليهودية والايزيدية وبقية الديانات تجانست في الرؤية والمحفز والتكاتف في بناء المكون المجتمعي لهذين البلدين منذ ايام بابل والكنعانيين وحتى اليوم والتفريط بوجود هكذا مكون من خلال الحاق الاذى به وتهجيره عن مكان عيشه الازلي هو بمثابة ابادة جماعية توازي تماما ما فعله هتلر بيهود اوربا . وعلينا ان لاندعها تتكرر...!

دوسلدورف في 10 فبراير 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!
- كتابات
- أكتشاف كوكب جديد ..أسمه ( مسماية *) ..!
- الريف يعزف لثياب الأناث بصوتِ نبي..!
- نوح وتايتانك والمطر ...!
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟
- يسيلُ العسل والشفاهُ آنيتهْ ..!
- من الأجمل ..الوردة أم العولمة ؟
- مازن لطيف ..وأنموذج الناشر المثقف.....!
- هل ارئيل شارون طائر العنقاء..؟
- الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه
- صيد الفراشات ...!
- قصائد بقلم رجل انتحاري
- )Western nion( الويسترن يونيون
- العطر في تذكر النخلة والنهر وكولمبس...!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - العراق والشام من دون المسيحيين ...!