جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 15:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تقليد القربان السريانية (امي فدوة لامك)
(امي فدوة لامك) من كلمات اغنية (حبيب امك) للمطرب العراقي العربي (سعد الحلي) فدوة لك عمري - يروح لك فدوة عيني قلبي - صدقة لك. يضحي الانسان الشرقي بحياته و روحه و حياة الحيوانات المسكينة عدة مراة باليوم الواحد لابسط سبب و يساعده القرآن في تحليلها: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. الصدقة التي هي الرحمة في اليهودية جزء من الثقافة الشرقية و جزء من الديانة اليهودية و المسيحية تبناها الاسلام راجع مقالي السابق (صدقة الله اليهود) و دخلت عن طريقها او عن طريق الارامية / السريانية اللغات الايرانية او اربما ان الصدقة فكرة وثنية وجدت طريقها الى الديانات فلدينا عيد الاضحى تقريبا كل يوم.
تحب الكردية كلغة ايرانية التضحية بصورة خاصة و تتفنن في تشويه (الصدقة) اليهودية فمثلا تحولها كردية السليمانية الى (ساقه) كما في (به ساقه ت بم) اي (اموت لاجلك) و خالتي لا تكتفي بتقديم نفسها كقربان لاجلي مرة بل عدة مرات عندما التقي بها (به قربانت بم - ده به رت مرم) اي فدوة لك روحي.
لربما استعارت الكردية كلمة (قربان) مباشرة من السريانية لانها من اصل سرياني و ليست هناك علاقة مع (قرب) العربي كما تعتقد العرب تماما مثل (الصدقة) التي ليست لها علاقة بـ (الصدق) العربي. يقلد القرآن قصص العهد القديم في استعماله لكلمة قربان السريانية. وردت كلمة "قربان" في القرآن ثلاث مرات:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا … (المائدة 27) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (الأحقاف28) الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران، 183)
www.jamshid-ibrahim
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟