أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ضد مؤسسة














المزيد.....

احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ضد مؤسسة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 21:38
المحور: الادب والفن
    


احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ضد مؤسسة
عن انسان مفعم بحب الحياة ولكنه لا يستطيع التعامل معها
من المعروف أن هذا الفيلم ذائع الصيت حقق للمخرج كل شيء،فمن خلاله حقق الشهرة العالمية وان كان معروفا في الأوساط الأدبية من خلال أفلامه التي حققها قبل ذلك،،لكنه بالضبط حقق من خلال هذا الفيلم ما يدعى بالمعادلة الصعبة وهي ارضاء الجمهور والنقاد معا...
كما أن الفيلم حقق كل جوائز الأوسكار الخمسة الرئيسية من جائزة أفضل صورة وافضل ممثلة في دور رئيسي وأفضل مخرج وأفضل سيناريو،والفيلم من بطولة جاك نيكلسون،ومن الصعب أن نحكم على نيكلسون على أساس بأنه-أي الفيلم-هو أفضل أفلامه لأن نيكلسون أمتعنا في تلك الفترة وحقق أفلاما لا تنسى ولا تقل مستوى عن هذا الفيلم، على شاكلة فيلم (قصة الحي الغربي مع البولندي رومان بولونسكي) كما أنه حقق مع أنتيوني الفيلم الذي اعتبر آخر فيلم عظيم لأنتونيوني(المسافر-المهنة مخبر) ولا ننسى فيلم اللمعان مع ستانلي كوبريك.
الفيلم في سرديته واهدافه عبارة عن قصة أدبية مقتبسة ومحكية باسلوب اخراجي لميلوش فورمان،وهذه القصة لا يحملها المخرج أي كناية سواء كانت سياسية أو اجتماعية على شاكلة أفلامه الأولى من مثل حب الشقراء أو كرات رجال الاطفاء،وأول ما نقوله عن هذا الفيلم بأنه اعتمد أحيانا استخدام الكوميديا التي تختلط أحيانا بين الكوميديا السوداء والكوميديا الصافية،لكن وإن كان الفيلم ينحو احيانا نحو الكوميديا ولكن البعد الدرامي للفيلم هو النزعة الأقوى بين أي نزعة أخرى موجودة في الفيلم.
النزيل الجديد (مكمرفي-جاك نيكلسون) القادم أصلا من قسم البوليبس متهم باغتصاب قاصر،يبدأ بالتعرف على زملائه نزلاء مصحة المجانين باسلوب عفوي وتلقائي...مجموعة من الاشخاص(تشيف)الهندي الاطرش والاخرس والشاب بيلي الذي يتأتأ بالكلام.
ملفه وعن معلوماته فهو يدعى ب(رندل باتريك مكمرفي 38 عاما)،شخص متهم بالعراك الدائم والكلام دون اذن،يكره العمل وكسول،والسبب الحقيقي لارساله إلى هذا المكان هو وضعه تحت المراقبة ليقرروا إن كان مريضا عقليا حقا....
يسأله الدكتور: لماذا يتصورون عنك ذلك؟
حسب اعتقادي لأني اتعارك مع الآخرين وامارس الجنس كثيرا....
اتهمت خمس مرات بالاعتداء...؟روكي ماسيونو فعل ذلك 40 مرة وهو الآن مليونير...
إذا من الوضح بأننا أمام شخصية عفوية متمردة تحلق بجناحين خاصين بها،وليس للتحليل النفسي أي دور في هذه القصة،فميلوش فورمان لا يخضع شخصياته أبدا للتحليل النفسي ولا يجعلنا نهتم بهذا اصلا...
المعضلة الأساسية في الفيلم،وهي العقدة الأساسية التي يجب التركيز عليها، هي كيف ينظر مكمرفي إلى العالم،وهو يحتقر العالم وعليه الاندماج مع مجتمعه الذي يعيش فيه خاصة بأنه تلقائيا هو الشخص المؤهل للقيادة،وطريقته في الاندماج والادارة لاجقا سوف تؤدي إلى عنف ولكنها سوف تحرر النزلاء من الهموم الداخلية ومن الكبت،أي انه سوف يوصل الجميع إلى طبيعة المشكلة الحقيقية....
ولكن علينا أن لاننسى أو نتاسى بأنه عبارة عن فرد سوف يحلق لاحقا ضد مؤسسة...
مبدأيا هو الوحيد الذي يتكلم مع الهندي (تشيف) ويتجاوب معه، فهو يبتدع اسلوبا للعلاج (غير مقصود طبعا) أفضل من اسوب الاطباء أنفسهم...وهو يطلب من كل انسان أن يكون طبيعيا...أي أن تأخذ الطبيعة مجراها.
يحاول تنظيم النزلاء من أجل لعبة لكرة السلة لكنه لايستطيع،ولكنه لازال في مرحلة الاندماج وفي مرحلة القبول سوف يحدث هذا،وهو ليس مجنونا أبدا بل هو فقط غاضب...
يتنصل من شرب الأدوية ويطلب منهم اخفاض صوت الموسيقى ويراهن النزلاء أو بالأحرى الآن هم (الزملاء)،بأنه سوف يصيب الممرضة بالجنون...
السيد مكمرفي سوف يحين دوره في جلسات الافصاح،أي التنفيس عن النفس،فيطلب تغيير الروتين ومشاهدة الرياضة وفي تصويت آخر ينجح لأن تشيف يرفع يده بالقبول متجاوبا معه،ولكن التصويت انتهى...
والمفاجأة بأنه يستطيع الخروج معهم في رحلة لصيد السمك بل ويجلب لهم عاهرة...
بعد المراقبة لمدة 4 اسابيع لايرون فيه أي علامة للمرض النفسي،وهذا واضح فهو يستطيع الاندماج وتحقيق القبول في هذا المحيط أكثر فعليا من المحيط الخارجي،ربما لأن المجانين فهموه أكثر من العقلاء،كما أنه يعيش الحرية لأنه ببساطة مجنون فلن يتلقى أي تبعيات اجتماعية على أي عمل غير شرعي سوف يفعله...
إذا تعاطفنا مع مكمرفي،ومن المستحيل من يشاهد الفيلم أن لا يتعاطف معه،يكون الفيلم عند ذلك يطرح اشكالية كبيرة ولكنها مكررة في نفس الوقت:من هو العاقل فعليا ومن هو المجنون فعليا...
راتشد،الممرضة القاسية،تطلب منهم أن يبقوه في المستشفى بدلا من تحويله إلى السجن،أي تحويل مشكلة برمتها إلى شخص آخر...بينما مكمرفي يستطيع تنظيم لعبة لكرة السلة بل أن تشيف يحصد هدفا،ويستمر مكمرفي في الاكتشاف لأن العديد من زملائه قد دخلوا المشفى بارادتهم وليس على سبيل الاجبار مثله وبعض الآخرين.
حتى لو كانت اساليبه غير عاقلة فأنه حقق لهؤلاء المرضى-الذين لانعرف إن كانوا بالنسبة إليه بعد أن حقق القبول نزلاء اختياريين أم قسريين-المحبة كما أنه جعل من تشييف شخصا ناطقا.
تحدثنا عن أداء عالي من كل المستويات،وعن حنكة مخرج ،وعلى الرغم من نهاية الفيلم(الاحتفال) شيء خارج عن العقل ولا يمكن تصديقه،إلا أن النهاية بحد ذاتها متكاملة وحققت التكامل للفيلم كله،والقوة السردية أبعدت الفيلم عن سقطات ميلودرامية كان بامكانها اسقاط الفيلم بكامله...
وإن كان الفيلم يعتبر أحيانا من افضل 100 فيلم في تاريخ السينما الأمريكية ،ومن الممكن أن ينافس على العلامة الكاملة ولكن هذا الأمر لا ينفي وجود بعض الهفوات في الفيلم...
احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق هو فيلم عن انسان مفعم بالحياة ولكنه لا يستطيع التعامل معها،وإن كان قد وجد نفسه وحقق سيطرته واشبع تمرده ولكن هذا الشخص ليس مكانه مستشفى المجانين أبدا...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تش ...
- حب الشقراء 1965(ميلوش فورمان):مراجع فكرية كبيرة من دون رؤية ...
- التوت البري(انغمار بيرغمان)1957:البساطة عندما تصنع فيلما خال ...
- مانهاتن 1979(وودي الن): سيرة ذاتية مختصرة عن شخص مشوش ومضطرب ...
- Annie Hall 1977وودي الن): رومانسية عصبية عن شخص لا يقبل الان ...
- ابتسامة ليلة صيف 1955(انغمار بيرغمان):بحث في علاقات متشابكة ...
- آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير ...
- Dream 1955(حلم) لانغمار بيرغمان:متاهة خلقها بيرغمان ولم يعرف ...
- ضد المسيح-المسيح الدجال 2009(لارسون فون تراير): رؤية ذاتية ل ...
- لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها روا ...
- أفول المهرج 1953(أنغمار بيرغمان): رؤيا شاملة لعناصر سيقولها ...
- الإمبراطور الأخير 1988:برناردو برتولوتشي:رواية للتاريخ من خل ...
- صيف مع مونيكا 1953(أنغمار بيرغمان):ميلودراما تذكر بالبدايات ...
- عن ستانلي كوبريك وسبل المجد1957:
- حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي و ...
- كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن ...
- ساراباند 2004: دراما معقدة لعلاقة ناقصة
- مشاهد من الحياة الزوجية 1974 لانغمار بيرغمان: قصة انتهاء زوا ...
- الظمأ(ثلاثة قصص حب غريبة) 1949 لأنغمار بيرغمان:نموذج لأمرأة ...
- TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناس ...


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ضد مؤسسة