أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعود سالم - لقاء مع الله .. الحلقة الأولى















المزيد.....

لقاء مع الله .. الحلقة الأولى


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 20:17
المحور: مقابلات و حوارات
    


يغمرني إحساس عميق بنوع خفي من الإحباط في هذا الصباح البارد وأنا أراقب الشارع من نافذة المكتب كما أفعل كل يوم منذ سنوات عديدة. وقلت في نفسي بأنه لا بد من أخذ الأمور من زاوية أخرى، الطريق يبدو مسدودا من هذه الناحية أو على الأقل هذا ما يترائى لأول وهلة. يجب الإنتظار وترقب الأمور وهي تتكون والمواقف وهي تتبلور والحياة ذاتها وهي تنمو وتتطور حتى تتوقف فجأة ذات يوم وتبدأ في الخمود حتى تنطفئ مثل عود الكبريت. ومن وراء النافذة ، أراقب المطر وأنتظرالحل الذي قد يأتي أو لا يأتي. ومع مرور الوقت يظهر بوضوح أنه لم يكن هناك طريق ولا معبر ولا ممر ولا نفق ولا جسر من أي نوع ، فهذا الطريق المألوف والذي يمكن تتبعه بكل دقة على الخريطة لا يؤدي في حقيقة الأمر إلى أي مكان، بل أنه ليس طريقا على الإطلاق. إنه مجرد خطوط متعرجة ذات ألوان مختلفة على ورقة مطوية بطريقة يصعب إعادة طيها كما كانت ولا تشكل سوى صورة مسطحة للعالم ولمن يريد أن يتظاهر بالسفر من نقطة إلى أخرى. بقيت واقفا لدقائق أراقب الشارع الذي ما زال خاويا ما عدا بعض السيارات القليلة وبعض العمال المتوجهون لأعمالهم. جلست إلى مكتبي في النهاية ووضعت فكرة السفر في درج المكتب إلى يوم آخر، وطلبت قهوة في إنتظار الإجتماع اليومي للجريدة.
منذ شهرين تقريبا، ظهر رئيس التحرير متبرما كالح الوجه وكأنه سقطت على رأسه صاعقة .. وبدا لنا طوال اليوم غريبا وغير قابل للحوار أو لأي علاقة عمل عادية. وفي صباح اليوم التالي، في الإجتماع اليومي لهيئة التحرير قال لنا بهدوء وهو يحاول الإبتسام: يا جماعة .. الكارثة ليست بعيدة .. الكارثة وشيكة .. الكارثة قادمة لا محالة .. للأسف سنضطر لإقفال الجريدة .. والعطالة مستقبلنا جميعا .. وتوقف عن الكلام ونظر إلى الجميع واحدا واحدا ليأكد أن الخطر يهدد كل واحد منا بدون إستثناء .. وبعد لحظات الصمت الطويلة واصل بهدوء متأكدا من فعل وتأثير أداءه المسرحي: الكارثة هنا أمامنا إذا لم يتغير وضع الجريدة .. إذا لم نتمكن من زيادة عدد القراء .. وعدد الإشتراكات .. والأهم من كل ذلك عدد الإعلانات.. وأخرج كراسة ملاحظاته وبدأ في محاضرة طويلة عن الصحافة وأهميتها في تغيير المجتمع ودورها كسلطة أولية للديموقراطية .. ثم أسهب في تعداد المشاكل الإقتصادية التي تواجهها الصحافة المكتوبة في عصر الإنترنت والصحف الرقمية والتي وصفها بصحافة الهواة مقابل الصحافة الحقيقية .. صحافة المحترفين الذين يحترمون المهنة ويموتون من أجلها .. وانتهى بالكلام عن الفيس بوك وتويتر والمدونات الألكترونية ولعن وجودها وسبب وجودها .. ولعن أبوها وجدها وأصل أصلها. وبعد أن هدأ قليلا وشرب كأسا من الماء ، وجه كلامه إلى كل منا على حده ناصحا بتغيير سياسة الكتابة وتوجهات الكاتب أو مواصلتها والتأكيد على نقاط محددة . كان يبدو أنه متمكن من موضوعه وله خارطة واضحة لكل صفحة ولكل مقالة ولكل باب من الجريدة .. رئيس تحرير يعرف ما يريد .. ويتخيل كل عدد في كل صباح .. وعلينا أن نتفهم ذلك ونحاول تنفيذه حرفيا قدر الإمكان .. لمصلحة الجميع بطبيعة الحال. وحينما وصل إلي توقف أمامي وقال موجها كلامه للجميع : هذا خير مثال لما قلته سابقا ولما يجب أن يتغير في هذه الجريدة. الباب الذي تديره منذ سنوات هو كارثة وفضيحة، من يهتم الآن بالفقراء أو بصراع الطبقات؟ السجن .. بيوت الصفيح .. إضراب الحمالين .. العمال المهاجرين؟ الثورة التي ستسحق البرجوازية في السنوات القادمة، مفاهيم قديمة عفى عليها الزمن، يبدو وكأنك تعيش خارج التاريخ وخارج المجتمع، الفقراء لا يعرفون القراءة وليس لديهم ما يشترون به الجرائد فلمن تكتب؟ .. لقد سميت الصفحة بكاملها " شبردق " والغالبية من القراء لا يعرفون معنى هذه الكلمة .. القارئ يريد أخبارا سارة، مفرحة، مثيرة، مشوقة، ولا يريد أن يتصبح على خراء الدنيا كل يوم .. لا يريد البكاء والنواح والندب على مصير الإنسانية .. القارئ يا عالم ليس مازوشيا.. لا يريد بالضرورة جلد نفسه كل صباح .. وتوقف لحظة يفكر وعلى ملامحه رأيت أنه أدرك للحظة أنه ذهب بعيدا في إنتقاد الصفحة الإجتماعية التي أديرها، وواصل بهدوء هذه المرة: لا أنكر أهمية هذه الأشياء، ولكن الآن يجب تقديمها بطريقة مختلفة.. يجب إيجاد صيغة جديدة .. قالب أكثر جاذبية للقراء .. المقابلات مثلا .. اللقاءات الطويلة نسبيا مع الذين يخدمون المجتمع .. سياسيين ، نقابيين، ناشطين إجتماعيين .. ولم تفاجأني تصريحاته كما لم تفاجئ بقية المحررين الحاضرين، فطوال سنوات عديدة ظل يكرر علينا نفس المحاضرة المملة. وقبل أن يخرج وضع ذراعه على كتفي محاولا إصلاح الأمر كما يبدو وقال لي: أنت تعرف رأيي في نصوصك وتقديري لرأيك السياسي، ولكن الآن هو أمر حياة أو موت الجريدة ، عليك أن تبدل مجهودا إضافيا وتترك أفكارك فيما يخص التغيير إلى فيما بعد.. وقلت له بجد: ولا يهمك أفهم الموضوع جيدا وسأجد بالتأكيد قريبا شيئا يزلزل ويفجر أرقام القراء سأنظم لك محاولة إغتيال للبابا وربما سأحصل لك على مقابلة صحفية مع الله نفسه، وهنا توقف لحظة تم ابتسم ابتسامة واسعة وأشار لي بسبابته قائلا بأعلى صوته ليسمعه الجميع : ذات إز إت ذات إز إت لقد وجدتها والآن إلى العمل .. وضحك الجميع على النكتة السيئة ، غير أنني لم أضحك، لأنني لسبب ما أخذت الأمر بجدية مخيفة، ربما لكي لا أبحث عن شئ آخر وربما ليس المقابلة المستحيلة ذاتها وإنما الفكرة البسيطة المباشرة .. كيف لم تخطر لى على البال من قبل، رغم تواجد الله تواجدا مستمرا في حياتنا الإجتماعية والمهنية، ونتوجه إليه في كل يوم عشرات المرات .. لا يتركنا لحظة واحدة دون أن يدس أنفه المقدس في أمورنا، إنه يحتل عقولنا وقلوبنا وبيوتنا وشراشف أسرتنا ويتدخل في ثنايا كل جزء من حياتنا وفي كل مسامات جلودنا. . هنا بيننا نشرب قهوتنا بهدوء فيرتمي على الطاولة حاضرا بعزته وجلالته حتى قبل أن نجلس: بأسم الله ..الحمد لله .. الله إيخلليك .. الله معك .. لا حول الله .. لا قوة إلا بالله.. يا الله .. إنشاء الله .. على مشيئة الله .. الله أكبر .. الله أعلم .. إنه هنا في كل لحظة كالهواء الذي نتنفسه وملتصق بجلودنا كقملة .. لا سبيل للتخلص منه أو نسيانه ولو للحظة.. فلماذا إذا لا نسأله ونحاوره ونقول له كل ما في صدورنا وكل ما يؤرق حياتنا .. وهو الذي يسمونه السميع المجيب؟ فلابد أنه سيجيب على تساؤلاتنا .. من باب الأدب على الأقل.
في البداية كان علي أن أتخلص من الإستحالة المنطقية لإنجاز هذا المشروع بالنسبة لكل من لا يصدق أولا يؤمن بهذه الخرافة، وعملية التضاهر بمحاورة الله في مقابلة وهمية تدخل ضمنا فيما يسمى بالتضليل الصحفي أو الكذب المبتذل، وهذا في حد ذاته يلغي قيمة كل ما يمكن أن يقال. غير أنه هناك إستحالة أخرى، ميتافيزيقية هذه المرة وتتعلق بالكثير من القراء وربما الأغلبية منهم والذين يؤمنون بالله وبأنه سميع عليم مجيب من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى لايتصل إلا بمن يختاره من المصطفين والمقربين ولا يمكنني كصحفي مغمور من الإدعاء بمحاورة جلالته. وهؤلاء سيتهمونني بالكفر والزندقة والمروق، والبعض الآخر بالسطحية وضحالة الفكر وحب الظهور، وبعضهم سيطالب بإغلاق الجريدة، وبعضهم -الأكثر حكمة- سيقول: من يدري ربما في النهاية سيهديه الله إلى الصراط المستقيم ويرمي بنوره وضياءه في قلبه المعتم. وهناك بالتأكيد عشرات الإحتمالات الأخرى التي ليست لدي القدرة على معرفتها في الوقت الحاضر. فهل هذا مبرر كاف لعدم محاولة المستحيل؟ في الحقيقة لا أدري، ولكن رغم ذلك لا بد من المحاولة أو على الأقل التضاهر بالمحاولة إذا أردنا تخيل أي عالم آخر نسافر إليه لنتنفس بعض الهواء النقي خارج هذه المقبرة.
ومنذ اليوم التالي بدأت في التفكير في بناء برنامج عمل دقيق ومفصل للنجاح في الإتصال بالمعني والحصول منه على الموافقة على هذا اللقاء. وكما هي العادة في مثل هذه المشاريع، بدات بتجميع المعلومات الأولية المتعلقة بسيرة الحياة: تاريخ ومكان الميلاد، الظروف الإجتماعية والإقتصادية للمرحلة التاريخية والعلاقات المتشابكة بينها وبين تطور الشخصية المعنية حتى المرحلة الراهنة. غير أنه منذ البداية واجهتني مشكلة مصادر المعلومات القليلة وعدم دقتها وتناقضها في أغلب الأحيان، نظرا لبعد المسافة الزمنية بيننا وبين تاريخ ميلاد هذه الشخصية المحترمة، ولعدم وجود سجلات ولا بلديات ولا إدارات محلية في ذلك الوقت لتسجيل وتوثيق أحداث من هذا النوع، بالإضافة إلى إشكالية اللغة وتغير الأسماء نطقا وكتابة على مدى السنوات والقرون. استمر بحثي عن أصول الله وجذوره فترة طويلة واختلطت علي الأمور حيث اكتشفت وجود المئات والآلاف من الآلهة والتي يرجع أصلها إلى عدة آلاف من السنين، فهناك الآلهة السومرية والبابلية والفرعونية واليونانية والرومانية ناهيك عن آلهة الهند والصين وأمريكا الجنوبية والآلهة الأفريقية المتعددة. وركزت البحث في النهاية على مكان ميلاد الله الذي يعنينا أي الجزيرة العربية. والأمر أصبح أكثر تعقيدا حيث أن الجزيرة العربية في ذلك الوقت كانت تعج بدورها بالآلهة من كل نوع وكانت القبائل العربية تجمع آلهتها المختلفة في مكان يسمى الكعبة، كان هناك حسب المصادر أكثر من 22 كعبة ووصل عدد الآلهة إلى أكثر من 360 إلها في كعبة مكة وحدها منهم يغوث، إساف، نائلة، دوار، ذو الخالصة، عائم، طاغوت، ذو الشرى، ود، سواع، يعوق، نسر، وهُبَل، وهو أحد المعبودات المهمة لدى العرب القدماء، وكان صنم قبيلة كنانة وعبدته قريش كذلك لكونهم من كنانة، وهو تمثال على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قام العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها. كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح حيث كان العرب يستشيرونه لمعرفة المستقبل. وكذلك مناة واللات والعزى، أما الله فيبدو أنه كان إلها مثل بقية الآلهة إلا أنه كان أكبرهم حسب بعض المصادر وهو إله القمر وسيد الآلهة متخصص في الخلق والرزق والتكاثر والخصب حيث يتحكم في الزرع والمطر وربما لهذا السبب بقى الهلال رمز هذه الديانة وكذلك تقويمها القمري. ولا شك في وجود علاقة بين "الله" و "يهوه" العبراني والذي حرم اليهود نطقه لقداسته ولكونه دليلا على رفض الله لأن يكون له إسما «أكون الذي أكون» وفضلوا كتابة وقراءة كلمة "أدوناي" والتي تعني السيد أو الرب مكان كلمة " يهوه "
في نهاية الرحلة وصلت إلى النقطة التي ابتدأت منها ووجدت نفسي أدور في دائرة مغلقة، ف "الله" هو ال "إله"، أي الإله مضافا إليه " أل " التعريف وفي هذه الحالة علي أن أتعرف جميع الآلهة وأعرف أصولهم وجذورهم واحدا واحدا والعلاقة التي تربطهم الواحد بالآخر. غير أن هذا لم يكن مقصدي في البداية، إنني فقط كنت أريد قراءة نبذة مختصرة عن الله ومعرفة بعض تفاصيل حياته لمساعدتي في إنجاز مقابلتي معه وتوجيه الأسئلة التي يجب توجيهها دون الخوض في التفاصيل الغير مجدية. هناك إذا آلهة متعددة، بل ما يشبه القبائل الإلهية المتناحرة، كل يحاول السيطرة على منطقة من مناطق النفوذ، غير أنه في النهاية يبدو أن أحد هذه الآلهة العديدة تمكن من الإنفراد بالسلطة نهائيا وتخلص من جميع منافسيه دفعة واحدة ، وإن أحتفظ ببعض المساعدين مثل الملائكة والأنبياء والأولياء وأعلن نفسه إلها واحدا وحيدا لا إله إلا هو وتمكن من السيطرة على السماء والأرض وعلى عوالم السر والعلن، على الإنس والجن وعلى الدنيا والآخرة، وهو الإله الذي ما يزال يمارس السلطة حاليا ويمارس سلطانه وجبروته على مئات الملايين من فقراء البشر وأغنيائهم وعلي أن أقابله لأوجه له بعض الأسئلة في إطار عملي الإعلامي. بطبيعة الحال لم أربي لحيتي ولم ألبس جلبابا، فلا أعتقد أن إلها بهذه القوة والمهابة يهتم بهذه التفاصيل المزرية، ولكنني اشتريت قرآنا وإنجيلا ونسخة من التوراة وبدأت محاولات التقرب. بدأت ببيوت الله. لأسابيع طويلة كنت أرتاد الجامع يوم الجمعة والكنيس أو معبد اليهود يوم السبت والكنيسة يوم الأحد، وأقرأ التعاويد والصلوات والأوراد والتسابيح بطريقة منتظمة محاولا قدر الإمكان إيصال الطلب ومحاولة الحصول على رد بالإيجاب لتحديد موعد المقابلة الصحفية التي يعتمد عليها مستقبلي ومستقبل الجريدة والعاملين بها. لم أترك شيئا للمصادفة إذا، وحاولت أن أطرق على كل الأبواب وكل الوسائل التي لها علاقة من قريب أو من بعيد بالمهمة والتي لها ولو جزء يسير لفرصة النجاح. فكتبت بخط يدي ورقة موجهة إلى "الله" وأرسلتها إلى صديق لي في مدينة القدس ليضعها في أحد شقوق حائط المبكى، ولكونه ملحدا ولا يؤمن بهذه الخرافات على حد قوله فقد كلف أحد الحاخامات الذي يعرفه بوضع الرسالة في صندوق البريد. واستمر الإنتظار زمنا طويلا دون نتيجة تذكر، مع مواصلتي للكتابة في صفحتي الأسبوعية "شبردق". غير أنه بدل الكتابة عن البطالة أو المشاكل العديدة التي يعانيها العمال عموما والمهاجرون بالذات من الإستغلاال والعنصرية والفقر وسوء السكن والعلاج إلخ، بدأت سلسلة مقالات عن البيئة، كيفية الحفاظ على نظافة مدننا الجميلة وشواطئنا الرائعة، كيفية تشجيع زراعة الأشجار وأهمية النخلة ودورها في تكوين شخصيتنا، وكذلك موضوعا عن التين الشوكي وأهميته الإقتصادية وكيفية الحفاظ على هذه الثروة وتطويرها، وكتبت أيضا عن الجراد والجرابيع ونبات الحنضل .. إلخ. وفي نهاية الأمر أدركت فشل محاولاتي البائسة وأنه يجب أخذ الأمور من زاوية مغايرة وجديدة. ضروروة إيجاد شخصية ذات يد طويلة كما يقولون، شخص "واصل"، باختصار لن أصل بمفردي وبإمكانياتي الذاتية والمحدودة، ولا بد من استعمال "الواسطة" كما هو متعارف عليه في كل المعاملات للحصول على الموعد المطلوب. وبدأت سلسلة طويلة من الإتصالات ببعض "المقربين" أوالذين يدعون هذا المقام، من شيوخ وفقهاء وأإمة وقضاة وكذلك ببعض رجال الكنيسة والحاخامات، ولم استثني بطبيعة الحال المثقفين والفلاسفة ورجال ونساء الفكر من مختلف الإتجاهات والإيديولوجيات، وذلك بواسطة المراسلات البريدية والإلكترونية وبواسطة الهاتف والمقابلات الشخصية المباشرة أو بواسطة السكايب، لم أترك وسيلة في متناول إمكانياتي لم أستعملها. وللحقيقة، وجدت تعاونا وتفهما عميقا مثير للدهشة ولم أكن أتوقعة من أغلب الذين تمكنت من التواصل معهم، وشجعني الكثير منهم على مواصلة المجهود وعدم السقوط في دوامة الإحباط واليأس، وأكد غالبيتهم على أهمية المشروع وإمكانية نجاحه وأن "الله" مجيب لعباده وعادة ما يحقق طلباتهم مهما كانت عجيبة. وكنت في مكتبي بالجريدة أراجع مسودة محاضرة أزمع تقديمها مساء اليوم التالي في مقر اليونيسكو بخصوص تطور "براد الشاهي الليبي" وإنعكاسات هذا التطور على المجتمع فيما يتعلق بنظرته للمكان والزمان، وذلك في إطار سلسلة من البحوث والمحاضرات وورشات العمل المتعلقة ببعض الأدوات والأوعية والأواني التي صاحبت بعض الشعوب لفترات معينة من تاريخها والمهددة بالإنقراض، عندما وصلتني أخيرا رسالة مسجلة تتعلق بالمقابلة. وصلتني هذه الرسالة في لحظة كدت أفقد فيها الأمل نهائيا، من رجل عجوز وباحث مغمور متقاعد متخصص في اللغات القديمة ويبدو أنه سمع عن المشروع بواسطة أحد المعارف المشتركة. الرسالة قصيرة ومقتضبة وبدون تفاصيل ما عدا تاريخ اليوم والساعة ومكان الموعد. بقيت مصعوقا لعدة دقائق وقلبت الرسالة وقرأتها عدة مرات ، ولم أعرف في نهاية الأمر أن أقرر بجدية الرسالة من عدم جديتها. غير أن الموعد المحدد هو خلال يومين وليس لدي الوقت الكافي للتردد أو دراسة الإحتمالات، علي التوجه فورا إلى هذه المدينة أو القرية والتي لم أسمع بها من قبل ولا أعرف أين توجد على الخارطة‪.




#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الله .. الحلقة الثانية
- ليبيا: الثورة المسروقة .. مرة ثانية
- ليبيا: الثورة المسروقة
- بوادر هزيمة الثورة اللبية
- العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثالثة
- العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثانية
- العدمية وأسطورة الكينونة
- كوكا كولا... إشكالية المثقف
- سفر العدم والجنون
- الخيال
- الخطوة الأولى لفك الحصار... تسريح الجيوش
- الوعي المحاصر
- الله والشاعر والفيلسوف
- عن الأسرة والكراسي
- طبيعة الكارثة
- مناورات لفك الحصا ر


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعود سالم - لقاء مع الله .. الحلقة الأولى