أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟














المزيد.....

ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرصت الأغلبية على تضمين توطئة الدستور عبارة وتأسيسا على ثوابت الإسلام ومقاصده.. ولئن أشار بعض النواب إلى أن ثوابت الإسلام تعنى القرآن والسنة وموضّحا أن «الشريعة» قد تسلّلت إلى التوطئة فإن التنصيص على عبارة «ثوابت الإسلام» يثير فى نظرنا، إشكاليات عدة تتجاوز مسألة ارتباط الدلالة بالشريعة.


فبالعودة إلى آراء «العلماء» فى «الثوابت» ندرك تباين وجهات النظر. فقد أصر البعض على اعتبار القرآن والسنة أصلين للتشريع بينما ذهب آخرون إلى القول إن القرآن والسنّة من بين المصادر الأساسية للتشريع. ورأت فئة أن السنة النبوية يجب الأخذ بها بينما ذهب آخرون إلى أن الطعن فى عدد من الأحاديث الموضوعة واجب. ولم تتوان طائفة عن إضفاء صبغة القداسة على الصحابة فى حين اعتبر آخرون أنهم لم يكونوا معصومين. أما فيما يتعلق ببناء العلاقات فقد ألح العلماء على أنه لابد «أن يعادى أهل الإيمان أهل الكفران، بينما ذهبت طائفة إلى القول بأن موازين القوى اقتضت فى عدّة حالات، التعامل مع «أهل الكفر»، وعقد التحالفات معهم وهدايتهم إلى السبيل بالموعظة الحسنة.


يتضح من خلال عرض بعض هذه الآراء تعدد القراءات وعدم تحقق الإجماع حول هذه «الثوابت» التى توهمنا الأغلبية داخل المجلس التأسيسى، بأنها جلية. ولئن ارتبطت بعض الأصول التى تحيل عليها عبارة الثوابت بسياق تاريخى ثقافى اتسم بالنزاع الداخلى والصراع بين المسلمين وغيرهم فإن الإبقاء على عبارة «الثوابت» فى توطئة دستور صيغ فى بداية هذا القرن يشير إلى مدى ارتباطها بمقولة جهاد «الكفار» من الداخل أو من الخارج، من جهة، وتعارضها مع ما ورد فى التوطئة من إشارة إلى مبدأ المواطنة واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية والقيم الكونية من جهة أخرى.


وثمة تعارض آخر قائم بين «الثوابت» و«المتغيرات» التى يفرضها الواقع المعيش فى عالم سمته التحول غير أن الأغلبية داخل المجلس التأسيسى رأت أن تستأنس بآراء فئة تقول: «يحتم الاجتهاد المقاصدى المعاصر العمل على تأكيد الثوابت الإسلامية، وجعلها غير قابلة للتغيير والتعديل تحت ضغوط الواقع المعاصر».


إن التنصيص على «ثوابت الإسلام» له صلة، فى نظرنا، بما طرح من آراء تدعو إلى تجريم الاعتداء على المقدسات. فإخضاع بعض الأحاديث والنصوص الواردة بشأن الصحابة على سبيل المثال، لقراءة نقدية يعد فى نظر البعض من قبيل التشكيك فى «الثوابت» والنصوص القطعية الدلالة، وهو شكل من الاعتداء على المقدّسات. فلا غرابة، والحال هذه أن يثير «فرسان الثوابت الإسلامية» جدلا حول الحريات، وهكذا ننتقل من جدل حول المقدسات إلى جدل حول «استهداف الثوابت».



لقد أضحت عبارة «ثوابت الإسلام» حمّالة أوجه فى الأدبيات المعاصرة فقد «تدلّ على شموليّة الإسلام» أو «مراعاة حقوق الإنسان». فبأى رأى نأخذ، ونحن نصوغ توطئة دستور نريد أن يكون دقيق العبارات، واضح الدلالات، ومعبرا عن جميع التونسيين؟


بقى أن نتساءل، ونحن على أبواب انتخابات، حول طبيعة الثوابت وملامح المتغيرات داخل حزب النهضة، وحجم الأمور المختلف عليها بين أفراد الجماعة الذين لا يمثلون وحدة منسجمة. وفى اعتقادنا إن تسلل مطلب اعتماد الشريعة من خلال عبارات عديدة فى الدستور يكشف النقاب عن نوسان حزب النهضة بين إرضاء «الحداثيين» من جهة، والسلفيين من جهة أخرى، وعسر الحسم بصفة واضحة.


بيد أن وضع موازين القوى بعين الاعتبار، ومراعاة الضغوط، والوعى بالسياق، تقتضى تنازل الكتلة الممثّلة للأغلبية وأن تكون قاعدة التنازلات المتبادلة عاكسة لإرادة صادقة، وأن تكون مقرونة بجهد فكرى وميدانى بل «ورياض» يجعل كل طرف يعى أهمية تقديم التنازلات وخصوصية مجال التفاوض السياسى.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة
- كتابة الهجرة السرّية من منظور نسائي
- أن تكوني ناشطة حقوقية مستقّلة في مجال حقوق الإنسان للمرأة
- غزة والرابح الأكبر
- النساء بين عنف النصوص وعنف التأويل
- الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة فيما وراء الحُجب
- المفكر العملاق
- تأثير العنف في المشاركة السياسية للمرأة العربية
- من مظاهر ارتداد المجتمعات الإسلامية: -جندرة- الفضاءات


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟