مهند زكي
الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 10:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما نتصفح مجريات الإحداث التي ألمت بتاريخنا وكيف أصبحنا دولة راعية للجهل والتخلف والفساد لا نستغرب من كون أئمتنا يحاربون العلم والتقدم, عندما يمر علينا أثير تاريخنا الإسلامي الغير مشرف بعد الخلفاء الراشدين نعرف سبب إدمان المواطن على خطب المشايخ والسادة عندها نعرف جيدا لماذا يمجدوا ويتذللوا لكل من يعتلي المنبر الديني . عندما نرى أن شخصا يدعي انه شفي بماء بصق به الشيخ لا نستغرب من ذلك ... لا نستغرب من الشخص الذي يعالج زوجته العاقر عند شيخ ولا نستغرب الذي يصيبه صداع ويطلب أن يكتب له الشيخ (( راجيتة )) ألاهية ... لا نستغرب من كل هذا الهراء لأن كل هذا مع للأسف يحدث في مجتمعنا وهذه هي السياسة التي ينتهجها أهل دين اليوم ...من بدع وسخافات لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق , هنا يكمن معنى (( العلم نور والجهل ظلام ))
العلم ... غياب العلم من بيوتنا وأروقة حياتنا هو السبب, غياب العلم والثقافة والوعي جعل المواطن يميل إلى خرافات المشايخ والسادة ولا يعمل إلا ما يقوله السيد أو الشيخ.... فعندما يغيب العقل وتسجن حرية الفكر في دهاليز مظلمة لا يبقى مكان إلا للخرافات والبدع والهرطقة الدينية السخيفة .
في بلادنا أصبح الدين لا يعبر عن وحي الله ولا عقيدته وإنما يعبر عن المتأسلمين ودعاة الدين . يصفون الدين بأنه حاله ألاهية تتجسد من خلال القران الكريم... وفي نفس الوقت لا نرى من هذه الحالة التي يصفونها سوى الخراب والقتل والتكفير , ولا نرى هؤلاء يطيعون الله أو يمجدون كلامه بقدر تمجيدهم لفتاوى الشيوخ أو السادة أو آيات الله , لا يمجدوه بقدر تمجيدهم لصحيح مسلم والبخاري أو نهج البلاغة أصبحت بلادنا تدار من قبل عقيدة تعبر عن معممين لديهم انحطاط فكري وأخلاقي .
فقد غرقت بلادنا بفتاوى تدل على الإمراض النفسية والعقد الجنسية التي يروج لها أهل الدين. فلو دققنا في فتاوى أو فقه ما يسمى شيخ الإسلام واسميه محرف الإسلام أو المنحرف في الإسلام, فقد كفر اغلب المذاهب الإسلامية واحتوت فتاواه على التكفير والقتل والجهاد والحد والردة... وصار هذا (( المنحرف )) هو القدوة و المنهج الذي احتذى به مشايخ اليوم
التاريخ الإسلامي يكاد يكون لا يختلف عن التاريخ الأوربي والمسيحي تحديدا أيام محاكم التفتيش , واعتقد إن الكل يعلم ما حصل في تلك الحقبة , فقد استخدمت أبشع أنواع التعذيب وتفننت بأساليب القتل فقد كانت هذه المحاكم تعذب وتقتل كل من خالف سياستها أو أفكارها أو معتقداتها , فقد قتلت من الفلاسفة والعلماء إعدادا ليست بالقليلة ... فقد قامت بدفن أبحاث ونظريات العالم الفلكي الذي خلد بعد ذلك العالم نيكولاس كوبرنيكوس وتكفير جوردانو برونو وسجنه لثمان سنوات وقطع لسانه وبعدها حرقوه حيا , محاكمة جاليلو بتهمة الهرطقة لأنه قال إن الأرض ليست مركز الكون و إخراج رفات العالم الثيولوجي جون ويكليف وإحراقها وطحنها ورميها في النهر وإحراق كتبه . كل هذا باسم الدين والمحافظة على سماحة الدين والطمأنينة التي ينشدها أهل الدين !!
إما تاريخنا الإسلامي لا يقل وحشية ولا همجية ولا يختلفون عن هؤلاء بشيء فكلهم يعتقدون بنفس المعتقد ومصالحهم نفس المصالح وغاياتهم هي نفس الغايات , فتاريخنا اسود كذلك فابن المقفع كان يحمل الثقافة العربية والفارسية والفلسفة اليونانية قتله سفيان بن معاوية بأمر من الخليفة المنصور بعد إن قيده واخذ يقطعه عضوا عضوا ويرميه في التنور ويكرهه على أكل جسده مشويا حتى مات , والحلاج الذي اتهمه الخليفة بالكفر فقطعت يداه ورجله وضرب عنقه وحرقت جثته ورمي ما بقى منها من تراب في دجلة , وكذلك المفكر الفلسفي الاشراقي السهروردي الذي قتل بأمر صلاح الدين الأيوبي بنفس طريقة قتل الحلاج , كذلك الرازي ضرب بكتبه وفقد البصر وابن رشد حرقت داره وكتبه ونفي واتهم بالكفر وابن حنبل تم حبسه وتعذيبه وفيلسوف العرب الكندي جردوه من ملابسه وجلد إمام أعين وتهليل العامة واتهم أيضا ابن خلدون وابن سينا بالكفر وغيرهم وهذه الاتهامات ورمي الفلاسفة والكتاب بالكفر والزندقة والإلحاد لم يقتصر على الماضي فحسب بل عصرنا الحديث لا يخلو منها فالكل يتذكر فرج فوده كيف تم اغتياله ونجيب محفوظ وطه حسين كيف منعت كتبهم وتم اتهامهم . فالدين اليوم لا يعبر عن الفكر ولا عن الثقافة ولا عن قيم الإبداع بل يعبر عن التخلف والانصياع خلف تخاريف الشيوخ وأكاذيب السادة والمعممين المنتفعين. فقد اختزلوا دين الله بست آيات عن تعدد الزوجات و تطبيق الحد والرجال قوامون وإتباع أولي الأمر... وفتاوى القتل والتكفير وإباحة زواج الصغيرات والتمتع بالرضيعات.
فقد أجازوا زواج الصغيرات تحت سن العاشرة والتمتع والمفاخذة بالأطفال , اذكر لكم نص الفتوى في كتاب الخميني (( تحرير الوسيلة / الصفحة 221 المسألة 12 / وإما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة )) يعني بعمر السنة والنصف أو السنتين !!!!!
...كما يدرس اليوم في الأزهر فتوى تجيز قتل شارب الخمر وتارك الصلاة ويحق لك بعد قتله إن تشويه وتأكله !!!!! (( في كتاب الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع / للصف الثالث الثانوي صفحة 256 ))
اقسم بالله لم يبقى لي عقل ....... هل هذا هو ديننا ؟؟ هل رأيتم الأفكار العفنة التي تسيطر على مجتمعنا ؟ هل رأيتم إي أناس مرضى يسيطرون على بلادنا ؟
هل يوجد أكثر من هذا العهر الأخلاقي ؟ هل يوجد أكثر شذوذا ووحشية من هذا ؟
إن بلدنا اليوم يسيطر عليه من هو تابع لحكم السعودية وإيران , يسيطر عليه ممن يدعون أنفسهم علماء ومشايخ وآيات الله وسادة الذين أفرغت عقولهم من العلم والحقيقة وامنوا بنظريات بول البعير وقتل تارك الصلاة واللطم والتطبير .
بلدنا في غنى عن بدعهم وسخافات أئمتهم وأساطير عقيدتهم ... الدين الذي يتكلمون عنه أو بالأحرى العقيدة التي يتمسكون بها لم تجلب لنا سوى الخراب والقتل والجهل ... قتل الشيعة في السعودية باسم المذهب والدين , قتل السنة في الاحواز في إيران باسم المذهب والدين , الحرب الطائفية في لبنان كانت باسم المذهب والدين , القتل الطائفي في العراق كذلك باسم الدين والمذهب , وكله هذا تحت اسم وشعار السعودية وإيران ... فأين الوطن في كل هذا ؟
أين انتمائنا, أين وفائنا, أين حق الوطن علينا... هل أصبحنا اليوم نعبد السعودية ونسجد لإيران ؟
هل أصبحنا اليوم جنود شطرنج تحركها أصابع السعودية وإيران ؟
أين الولاء لبلدكم... أين حق العراق عليكم ؟
هل نسيتم العراق ؟ العراق الذي يعلو على إلف كعبة وألف قبلة
العراق الذي أعظم من كل تاريخ إل سعود ودولتهم اللقيطة
اسم العراق وحده يشرف كل ملالي إيران وارض إيران وتاريخ إيران
دمعة ام عراقية طفل عراقي تشرف السعودية حكاما وشيوخا و أرضا وتاريخا
هذا العراق الذي لا يتجرأ إن يصل مقامه دينا أو مذهبا أو أرضا
العراق أول من سن قانون عندما كانت الشعوب لا تعرف القانون...
العراق هو أول من اخترع الكتابة عندما كانت الشعوب تغرق في أميتها وجهلها
العراق أول من بنى الزقورات .... العراق أول منيكتبون.لبطارية قبل إلفي عام
نحن علمنا الناس ... ونحن جعلناهم يكتبون .... ولقانوننا يمثلون
نحن الحضارة بكل معانيها... وبكل أمجادها....
هذا إنا العراقي... يهوديا ومسيحيا ومسلما ... عربيا وكردينا وتركمانيا
يزيديا وصابئيا ... هذا هو العراق وهذا هو تاريخي وحضارتي ...
فمن انتم ... وكم عمركم .... وما هي حضارتكم
مهند زكي
#مهند_زكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟