|
إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء
نادين البدير
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 23:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الخليج فزع من الإخوان. الخليج فزع، ويفزع مواطنيه من الديمقراطية وحكم الأغلبية ومن إخوان الخليج بعد الربيع. والرؤية غير واضحة أمام الأغلبية الساحقة من المواطنين. فكل ما يعرفه المواطن البسيط هو أن بيانات مطلبية تكتب وتنشر هنا أو هناك، وأن تظاهرات عددها لا يوحى بالقلق تحتشد فجأة بتلك الطرقات وتطالب بالإصلاح والانتخابات والإفراج عن معتقلى الرأى.. إلخ كلها أمور لا تخيف المواطن لكن الباعث على القلق هو الأخبار التى تصدرها الداخليات الخليجية مؤكدة على خلايا ومؤامرات تحاك إخوانياً وعربياً وغربياً ضد أمن الداخل، فى بيانات حكومية تربط بين هذه المؤامرات والتظاهرات والمطالبات التى اعتقد المواطن أن بها إحياء للنهضة ومحاولة لتحسين معيشته. نبدأ الآن بالاستماع للعنات المواطنين على الديمقراطية والحرية وكل من اخترع مبدأ المشاركة السياسية. التخويف السياسى الدارج يشير للشوارع العربية بابتسامة «تشفٍّ» عريضة: انظروا إلى ما حدث فى مصر. انظروا لما أصاب تونس. تجيب بأن التحول الديمقراطى يتطلب وقتاً فيأتيك الرد: لن يخرج الإسلاميون من الحكم إلا بعد عشرات السنين، حينها يكون الإنسان قد انتهى من هنا. ثم انظروا للقسمة فى ليبيا. لا أريد ثورة تفتت الأرض وتعيد قسمة العشرينيات من جديد، كأن قدرنا أن نموت كل مائة عام.. لكن السؤال: هل الأرض أغلى من الإنسان، أم الكرامة أغلى من كل شىء؟ وإن حياة بلا كرامة لا تليق بإنسان. سيحيا العربى بين كرامة وأمن واستقرار يوما من الأيام .. أما متى فذلك فى علم الغيب ومتروك لقدره مع الحكومات القديمة والجديدة ومع الاستعمار المزمن ومع أشياء مهلكة أخرى. أعود للفزع الخليجى، عدا القطرى بالطبع الذى يحتضنهم ويدعمهم كما يدعم الثورات، وما يهمنى هو التخويف من حكم الإسلام السياسى «الإخوان» فى بلد حكمته مؤسسات الدين عشرات السنين. فهل تكون هذه يقظة أخيرة؟ «طبعا لا يتم التخويف بشكل علنى إنما عبر مقالات الصحافة والإعلام وغيرها من قنوات الحكومة الدارجة». فهل ترغب السعودية فى الخلاص نهائياً من التطرف السائد؟ وهل هذه بداية للتحرر من الحكم الدينى «السلفى»؟ أم أن المقصود هو تنظيم الإخوان بغض النظر عن أيديولوجيتهم؟ وهنا تبرز قصة أخرى، فالسعوديون يصرون على أن الإخوان هم سبب النكسة الثقافية والردة الحضارية التى نعيشها فى الداخل السعودى. الرواية التاريخية تقول إنه حين استقطب النظام الإخوان المضطهدين من حكوماتهم السورية والمصرية وغيرها، عهد لهم بســذاجة سياسية بمقاليد أهم أبواب الحضارة والتنشئة وهى التعليم، إضافة طبعا لمناصب مهمة أخرى، لكنهم بمكرهم ودهائهم أمسكوا من خلال التعليم بزمام الأجيال القادمة بتنظيم محكم، تحكموا فيها وأخرجوا ماردا متوحشا هو خليط من السلفية والإخوانية، وعنه تفجرت النزعة الإرهابية. وما أعرفه من أبى وجدى والناس الذين عاشوا النصف الأول من القرن العشرين أن البلاد كانت ترزح تحت السلفية لكنها لم تكن تعانى التطرف مطلقاً. حتى التفاصيل الصغيرة التى حُرمنا منها اليوم كانت موجودة وبشكل طبيعى فى المدن والقرى وغيرها. حتى دور السينما كانت موجودة فى الرياض وجدة. وكانت المذاهب الأربعة تدرس فى الحرم المكى جنبا إلى جنباً بأجمل أنواع التعايش. وكان أبى يرى فى طفولته فى أربعينيات القرن الماضى نساء بلدته متجهات للحقل دون غطاء يكسو الوجه. لم نكن واجهة حضارية متقدمة، كانت بيئة بسيطة لكنها متحررة بشكل حضارى متصاعد. هذه القصص والأمثلة على الحرية المجتمعية فى الماضى السعودى يتداولها كثيرون لإثبات أن الإخوان هم سبب التعصب والدمار الفكرى الذى نعايشه اليوم ويكاد يخنقنا لحد الموت. فهل الحذر من الإخوان مشروع؟ وإن كان الحذر منهم لمجرد مواقف سياسية تبنوها فى أوقات مختلفة كحرب الخليج وأفغانستان وغيرها فهل الحذر الآن مشروع؟ أنا مواطنة وأريد أن أضع نهاية للفزع؟ مخاوفى ليست كمخاوف المصريين. أنا نشأت بمكان يضطهد حتى صوتى، لذا فتساؤلى بعيد عن صلاحية الحكم السياسى الإسلامى من عدمها، سؤالى لمعرفة ما نهاية الفزاعة: أهى انفراجة حضارية أم قمع دينى جديد؟ سؤالى مبنى على ردة فعلنا الماضية بعد الثورة الإسلامية بإيران وحركة جهيمان بمكة، فقد ارتمينا فى حضن رجال التطرف والشدة. فهل سيعاد الخطأ اليوم، أم أن استرجاع التاريخ القريب جداً سيوقظنا من سباتنا المريض؟ أريد أن أعرف لأنى سئمت سياسة الصمت. ومللت من عرض الأخبار المخيفة بإيجاز وترك التخمين للمواطن كما أحاول التخمين اليوم. هل إخوان الخليج مسلحون؟ ما أعدادهم؟ هل لهم ارتباط بمنظمات إخوانية عربية؟ هل تسعى قطر بالتعاون مع الإخوان لانقلابات فى السعودية والإمارات؟ هل تجسد قطر عدواً جديداً؟ وهؤلاء الذين يتآمرون من الداخل، ما أشكالهم؟ ما أسماؤهم؟ كيف يحاكمون؟ وما تهمتهم؟ وللحديث شجون.
#نادين_البدير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نجاة.. لا تموتي
-
الشرفاء كلهم خونة
-
رسالة إلى حماس.. انتبهوا
-
عيون المباحث
-
انسوه واغفروا
-
فى نادى الكذب الثورى
-
الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
-
أبى.. أريد وقتاً إضافياً
-
القابض على دينه
-
ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
-
ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
-
ثقافة السيقان العارية
-
شىء سماه العرب ربيعاً
-
حرام يا أخضر حرام
-
اسرقوا حسابات الإسرائيليين
-
نهاية الأوطان
-
احلم.. احلم.. احلم
-
منافق.. خائف.. خائن.. محايد
-
من مصر ٢
-
رسائل أول السنة
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|