حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 00:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أتريد أن تتزوجَها؟
ترجمها عن الإنجليزية
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
قال شاب لأبيه: رأيت فتاة وأودّ التزوج منها، إنها فاتنة الجمال وعيناها رائعتان. بالطبع يا بنيّ، هيا نتوجه إليها لطلب يدها، أجاب الوالد. عندما رأى الأب الفتاة فتن بجمالها فقال لابنه: إنك لا تستحق هذه الفتاة، إنها تحتاج شخصا ذا مراس وتجربة في الحياة ليكون سندا لها، شخص مثلي.
ذهل الشاب من موقف أبيه وقال له: الفتاة ستتزوجني أنا ولن تتزوجك أنت. عندها بدأ الخصام بين الابن ووالده وقررا أخيرا الذهاب إلى محطّة الشرطة لحلّ مشكلتهما.
عندما روى الابن والأب حكايتهما على مسامع ضابط الشرطة طلب إليهما إحضار الفتاة لمعرفة رأيها في الموضوع. في اللحظة التي وقع فيها نظرُ الضابط على جمال الفتاة الفتّان قال للأب وابنه: أنتما كلاكما لا تستحقانها، إنها بحاجة لشخص ذي هيبة وحظوة مثلي.
بدأ هؤلاء الأشخاص الثلاثة بالتخاصم ثم قرروا اللجوء إلى الكاهن لحلّ مشكلتهم. عندما رأى الكاهن الفتاة قال على الفور : إنها تستحقّ الزواج من كاهن مثلي. تناهى الخبر إلى مسمع الأمير فدعاهم عندهم لمساعدتهم في حل المشكلة ولكن لما رأى الفتاة قال: هذه الفتاة ستتزوجني.
تشاجر الرجال الخمسة وأخيرا فتحت الفتاة فاها قائلة: لدي الحلّ، سأعدو الآن ومن يلحقني ويدركني أولا سيكون زوجي. حين بدأت بالركض لحقها الجميع، الفتى وأبوه وضابط الشرطة والكاهن والأمير، فجأة وقع الجميع في حفرة عميقة.
نظرت الفتاة إليهم من الأعلى وقالت: أتعرفون من أكون؟
إني الدنيا، هذه الحياة.
العبرة: يهرول الناس وراء الشهرة والثروة والجمال في هذه الدنيا وهكذا ينسون هدف الحياة الحقيقي إلى أن يصلوا في نهاية المطاف إلى قبورهم وملاقاة الخالق. على الإنسان أن يدرك حقيقة الحياة ويصحح مسار طريقه قبل فوات الأوان.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟