|
التطبيع هو تطبيع العقل
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 08:02
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
دون الاسهاب في التعريفات لمفهوم التطبيع ،فهو في التحصيل النهائي يعني ان ننظر لشيء او موقف او سلوك معين على انه امر عادي ودارج ولكن بعد انة تكون نظرتنا له قد تغيرت . فالتطبيع هنا وبالتحديد يعني قبول ما لم يكن مقبولا من قبل .قبوله والتعامل معه على قاعدة القبول والرضى . وفي حالنا الشرقي فان القبول هو المحطة الاولى في التطبيع لأن الشرقيون يطورون تطبيعهم درجات أخرى تصل ابتداءا من القبول وتتدرج حتى الاخلاص لهذا المطبع معه وربما الابداع في الاخلاص والخدمة. والتطبيع مع اسرائيل في الواقع الفلسطيني بدأ من زمان طويل .فمنذ ان أدخل الحزب الشيوعي شعارات الحل السلمي مع اسرائيل قبل وبعد عام 1948 ، ومنذ الهدنة واتفاقات الهدنةالتي عقدتها دول الطوق العربي مع اسرائيل عام 1949 وما بعدها ،أخذت شعارات وتحليلات ومواقف التعاطي مع الوجود الصهيوني تتجه لقبول هذا الوجود على الجزء الذي تم احتلاله عام 1948 واقيمت عليه دولة اسرائيل . لم تكن هذه الشعارات وهذه المواقف تجد اية استساغة في عقل الجمهور الفلسطيني .ولم تكن مطروحة في اوساط منظمة سوى في اوساط الشيوعيين الفلسطينيين وبعد ذلك الحزب الشيوعي الاردني . في نهاية خمسينيات وفي ستينات القرن الماضي ،كرست مفاهيم وطنية وتقدمية وثورية في اذهان جماهير الامة العربية عموما والشعب الفلسطيني خصوصا : الامبريالية ،الصهيونية ،الاستعمار،الرجعية العربية ،اذناب الاستعمار ،الاحزاب الرجعية ،اليمين .كقوى معادية تشمل امريكا وبريطانيا وفرنسا كدول استعمارية . والدول الرجعية تشمل النظام الاردني والسعودي ودول الخليج والمغرب . وكل الاحزاب والقوى اليمينية الحلف الاستعماري ،الحلف الامبريالي ،الدول المعادية لأمتنا وقضيتنا . وترسخ في ذهننا بحق عن الدور المعادي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ،والدور السلبي لقوات الامم المتحدة في القضايا الدولية . وبالمقابل :ترسخت شعارات ومفاهيم : التحرر من الاستعمار وتحرير فلسطين .والثورات الشعبية ، وقوة الجماهير وحركة الجماهير وارادة الشعب وارادة الجماهير التي لا تغلب. واصبحنا نعرف عن الاتحاد السوفييتي ودوره النزيه مع الامة العربية ومساندته لقضايانا في وجه الاستعمار .وعن الصين وماوتسي تونغ .وعن كوبا وكاسترو .. وبعد ذلك ثورة فيتنام التي كانت من اعظم وابرز النماذج الثورية ضد الاستعمار والتدخل الامريكي في فيتنام . وسمعنا عن الاشتراكية بقبول على انها نظام العدالة في صالح العمال والفلاحين والفقراء ... لقد قامت الناصرية ومن موقع معادي للاستعمار والامبريالية ،بالتعبأةضد استغلال الشعوب وظلمها وضد استغلال وظلم الطبقات الشعبية .ومع التحرر من الاستعمار ومع تحرير فلسطين ،كما انها ثقفت الجماهير في دعاويتها العامة بمواقف الاستعمار والرجعية العربية وكشفت عن خيانات النظام العربي الرسمي للقضايا القومية عامة وقضية فلسطين خاصة .وثقفت بحقوق الامة العربية ولعبت دورا استنهاضيا . وكانت احزاب جماهيرية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب وعدد من الاحزاب الشيوعية والتقدمية ،قد لعبت دورا مباشرا على هذا الصعيد من خلال دعايتها وتثقيفها الحزبيين . وبصورة عامة فان موقف الجماهير العربية من خلال طلائعها المنظمة والمتنورة ،قد كان تقدميا ومع التحرر من الاستعمار والصهيونية ومع الاشتراكية بمعناها الواسع .وضد الرجعيات العربية التابعة للاستعمار والمعادية لتطلعات الامة العربية في التحرر والوحدة .ومع تحرير فلسطين وتحرير أجزاء اخرى من الوطن العربي تخضع للاستعمار أو مقتطعة لدول مجاورة أخرى مثل خليج اسكندرونة الذي أُتبع الى تركيا ومنطقة عرب استان التي اتبعت الى ايران على يد النظام الاستعماري العالمي الذي رتب ما كان يعرف بتركة الرجل المريض بعد الحرب العالمية الاولى .وكان فريقا متوسعا من الناس يدرك الدور الرجعي للاحزاب اليمينية المتساوقة مع الانظمة العربية الرجعية ويضعها في خانة الاعداء ولا يرجو منها دورا تقدميا او مساهمة في التقدم والتحرر . وفي الستينات انقسم النظام العربي الرسمي الى دول تقدمية وتشمل كل من مصر وسوريا والعراق وتبعت اليمن بعد الانقلاب على الامام البدر (وهو من بقايا القرون القديمة ). وكانت الاحزاب التقدمية التي ذكرناها اعلاه متنافسة فيما بينها وكان التيار الناصري (وهو غير منظم)يحظى بشعبية واسعة ،وكان اسم عبد الناصر عميقا في نفوس الناس وخطاباته تعبوية وتحريضية ،وكان صوت العرب منبرا عاما للامة والتحرر وكانت جريدة الاهرام كذلك كورا ينفخ في وعي وعقل الجماهير . وخلال تلك الحقبة كانت الامة تواقة للكفاح والتحرر والوحدة وتتسع حركتها ويعلو هديرها من المحيط الى الخليج وخاضت معارك واسعة ضد حلف بغداد واسقطته وضد العدوان الثلاثي على مصر واسقطته بدعم نزيه من الاتحاد السوفييتي ،وساندت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وطردته شرّ طردة وحجمت الوجود الاستعماري كما حجمت الادوار الظاهرية للانظمة الرجعية وحرضت ضدها على المكشوف وعلى ضوء الانقلابات السياسية التي حصلت وعلى ضوء تغير مواقف الكثير من الانظمة العربية والقوى السياسية التي كانت تقدمية وطليعية .كان من الضروري تغيير المفاهيم والعقول . لهذا كله أصبح التطبيع ضروريا .أصبح قلب المفاهيم وتدوير الزوايا والنظرات والتطلعات امرا ضروريا للصف المعادي للجماهير وتطلعاتها . في عام 1967 وبعد الهزيمة طرح النظام العربي شعارين متناقضين : شعار "لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف باسرائيل "وشعار "ازالة آثار العدوان "والشعار الثاني يعني ازالته ربما بالعمل الدبلوماسي وربا دون مفاوضات ،ولكن الاهم من ذلك ما يعنيه هذا الشعار ليس من زاوية التنفيذ ولكن من زاوية ما يفترضه مسبقا :ان اسرائيل عام 1967 قد اعتدت على الامة العربية وحاربتها وانتزعت منها الضفة والقطاع وسيناء والجولان وبعض اراضي الاردن (كانت الضفة الغربية جزء من المملكة الاردنية الهاشمية وقطاع غزة يتبع الدارة المصرية ). ان رد العدوان وازالة آثار العدوان يعنيان في هذه الحالة ان تنسحب اسرائيل رغما عنها سواء يجهد دبلوماسي أو عسكري الى حدودها التي انطلقت منها في خمسة حزيران ،والرجوع الى حدودها في اربعة حزيران . كما حصل جديد آخر قبل الحرب وبعد الحرب :حصل اللقاء بين الانظمة الرجعية والانظمة التقدمية ،وشاركت الاردن في حرب حزيران ،وظهرت السعودية كمشارك في المجهود الحربي حيث ارسلت وحدات عسكرية للاردن !! وتكررت عودة التناقضات والمصالحات ،ورفع الشعارات بين الدول ا لبعربية دون ان يصل تأثير ذلك الى ميدان عقل ومفاهيم الجماهير العربية .وقد ظهر الفدائي الفلسطيني ببندقيته يخرق الجبال والوديان معلنا استمرار القتال ضد اسرائيل ورافضا لشعار ازالة آثار العدوان .لقد حمل الحلم الفلسطيني والعربي الى امكانيات واقعية ،كما ساهم في تعميق التعبأة التقدمية التي مررنا عليها اعلاه فتعمق الرفض للامبريالية والصهيونية والرجعية العربية . السادات بدأ الخطوات الاولى في الارتداد والتطبيع : انه القائد الناصري والذي أعلن تمسكه بالسير على النهج الناصري وكان هذا تعبيرا عن هوية الرجل وبهذا أخذ تأييدا واسعا بصفته خليفة عبد الناصر ومن هذا الموقع بدأ عملية الانحراف والتغيير . كان انقلاب ايار 1971 الذي قام به السادات ضد مراكز القوى – اي ضد الناصرية هو الخطوة الاولي في احداث الانقلاب الشامل على الوعي العربي والقوى العربية المنظمة والجماهيرية .هنا بدأ منهج التعبأة يختلف فالانقلاب ضد مراكز القوى يشمل الانقلاب على الوعي والمفاهيم وأخذ الموقف النقدي اليميني الرجعي من التجربة الناصرية التي كان السادات من ابطالها يشق طريقه شيئا فشيئا . وفي عام 1972 وبدون سابق انذار انهى وجود 17000خبير عسكري سوفييتي في مصر،واخذ يتحدث عن علاقات متوازنة بالغرب وظهر شعار تسعة وتسعين في المئة من اوراق الحل بيد امريكا ،وأخذ يلتقي وفودا امريكية مختلفة المستويات مدشنا مرحلة جديدة من العلاقة بأمريكا ومن المفاهيم الدارجة في عقول الناس تجاه امريكا .وهو بهذا يزيح الضوء شيئا فشيئا عن الاتحاد السوفييتي وصداقته لمصر ودوره معها . .لقد اعلن الخطاب العربي الرسمي االنصر في حرب اكتوبر زيفا ،فهي حرب تحريكية كما وصفت وكان عبور قناة السويس من الجهتين كما توسع الجيش السرائيلي في الجولان. وبوصفه بطل العبور في حرب اكتوبر 1973 م بدأ بالتفاوض مع اسرائيل وكانت البداية مفاوضات الخيمة 101 وفي عام 1974 اعلن سياسة الانفتاح والتي تعني تحويل الاقتصاد المصري تحويلا رأسماليا واطلاق يد الكومبرادور وظهور القطط السمان وضعضعة القطاع العام ...الخ اي الارتداد عن ما كان يعرف بالاشتراكية العربية ورأسمالية الدولة والرأس مال غير المستغل وعن المشروع النهضوي في الاقتصاد والصناعة الذي دشنته الناصرية وسارت فيه خطوات واسعة الىى الامام . وفتح اوسع العلاقات مع الدول العربية الرجعية وعلى رأسها السعودية ،بل ظهرت السعودية كنظام داعم لمصر التي يقودها السادات بطل العبور .وقدمت فعلا مئات ملايين الدولارات لدعم تحول النظام المصري من نظام تقدمي معادي للامبريالية والرجعية الىى نظام بدأ الانخراط في هذا التحالف .وكان التحول تدريجيا .ولكن ظاهرا . في عام 1973 وعام 1974 أخذت منظمة التحرير تعيد تأهيل نفسها بما ينسجم مع واقع الانظمة العربية بعد رحيل عبد الناصر والانقلاب على الناصرية ،فظهر شعار اقامة السلطة الوطنية في الضفة والقطاع ،مما ساعد في دمج قيادة المنظمة في النظام العربي الرسمي الذي أخذ يتشكل بزعامة مصر السادات ومشاركة كبيرة في هذه الزعامة للنظام السعودي بقيادة الملك فيصل بطل قطع النفط اثناء حرب تشرين والداعم المالي الاول لنظام السادات (هو حقيقة يدعم تحوله وانقلابه الرجعي)والداعم الكبير لمنظمة التحرير وهم في الحقيقة يدفعون ويحرفون . تزايد الحديث عن التسويات السلمية وأخذ هذا الحديث يتعمق ويتوسع ،وأصبح هو المرتجى بعد ان أعلن السادات حرب تشرين آخر الحروب وملخص مرحلة السادات "انه قوّض المشروع القومي العربي وقضى على مشروع النهضة الاقتصادية والصناعية ودمّر قيم المجتمع المصري وحيّد الدور الاقليمي المصري ،وأطلق العنان للتيارات الاسلامية "بحث عن السادات والاهم من ذلك اعاد استدخال مفاهيم وقيم وطرد مفاهيم وقيم بما يعيد بناء الموقف الثقافي والوطني وبما مهد لما حصل لاحقا في عهده وعهد غيره في مصر وغيرها . لقد كانت نهاية الناصرية ،وبعد ذلك تصفية ارثها بالانقلاب عليها ابتداءا من ما سمي القضاء على مراكز القوي وبعد ذلك اتخاذ سياسة الانفتاح الرجعية ،واعادة بناء علاقات وتحالفات مصر مع الغرب الاستعماري والرجعية العربية والقوى الرجعية المعادية للحداثة والاشتراكية .كل هذا أثر على الوعي العربي شيئا فشيئا وببطء وباستمرار تكريس هذا التغيير حتى وصل الى مراحل متقدمة والى ما يعرف بالتطبيع . قام السادات بزيارة اسرائيل بشكل مفاجيء للمراقب العربي عام 1978 واعلن في خطابه ان حرب اكتوبر هي آخرالحروب .واعلن استعداده للاعتراف باسرائيل واقامة السلم معها وعقد لاتفاقية كامب ديفد . ثم قدم نفسه على انه صديق لأمريكا ،وجرجر معه انظمة واحزابا اخرى .وشيئا فشيء اصبحت مصر جزءا من النظام الرجعي العربي في الاصطفاف والمواقف والسلوك . وفي المقابل لم يتمكن احد من الحكام الوطنيين العرب من احتلال موقع مناظر لموقع السادات ويجتذب الجماهير والقوى التقدمية ويقودها قيادة تقدمية وطنية يبشرها بالحرية والانعتاق والوحدة والاشتراكية . لم يكن الموجودون على هذا المستوى ولعبوا على الاكثر دورا معيقا للانهيار يبطيء ويؤجل ولكن لا يحول دونه .ومع تكريس موقف المنظمة بالمطالبة باقامة دولة على اراضي الضفة والقطاع وعدم المطالبة بتحرير الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948.لم يعد هناك حديث عن تحرير فلسطين من النهر الى البحر سوى علىى لسان المعارضة الفلسطينية التي اصبح صوتها ضعيفا امام الظروف الجديدة. لقد تراجع دور القوى التقدمية في الوطن العربي (لأسباب عديدة)وظل دورها في حدود الممانعة والرفض او رفض الحدود القصوى التي تطالب بها الامبريالية والصهيونية ،ولم تعد طليعية وتعبوية وتحريضية امام الجماهير كما اهتزت ثقة الجماهير بها مع الايام [ان لم تتقدم فانك تتراجع] جاء كامب ديفد وبعده تراجعت القوى الوطنية اكثر فاكثر وطردت المقاومة الفلسطينية من لبنان وجاء مؤتمر مدريد للسلام وبعده وادي عربة واوسلو :هذه خطوات صاحبها ارتداد عقل المقدمين عليها عن المواقف الوطنية وتقبلهم لما كان مرفوضا من قبل الكثير منهم ومن قبل الجماهير التي يمثلونها ، وتدل على سيادة الموقف اللاوطني وسيادة القوى الرجعية والمرتدة .لقد ساهمت القيادة الفلسطينية المتنفذة وبوصفها قيادة تاريخية ولها رموزية عالية عند الشعب الفلسطيني والجماهير العربية .ساهمت هي الاخرى في الانقلاب في المفاهيم والمواقف وتكريس حالة الانقلاب ، ولم تتمكن قوى الرفض الجدية وغير الجديةة منها من وقف التدهور او منع الانزلاق او تكريس الممانعة . حاليا :سوى سوريا لا توجد دولة عربية واحدة تجاهر بمواقف معادية للامبريالية والصهيونية . ولا توجد دولة عربية واحدة تناهض الرجعيات العربية على المكشوف سوى سوريا في ظرفها الراهن . ولا توجد دولة عربية واحدة ترفع شعار تحرير فلسطين من النهر الى البحر أو تذكر خليج اسكندرونة او اقليم عرب ستان او مواقع اخرى ولا دولة واحدة ترفع شعار الوحدة العربية ولا توجد دولة عربية واحدة ترفع شعار الاشتراكية والتحرر والانعتاق من التبعية السياسية والاقتصادية للدول الاستعمارية الامبريالية . لقد تعمق الارتداد الذي بدأه انور السادات منذ بداية السبعينيات وتكرس وأصبح هو الحال السائد . في ظل هذه المناخات تم ويتم التطبيع وتتحقق بعض النجاحات في المفاهيم والمواقف ويعكس نفسه على سلوك القوى وعلى سلوك الجماهير التي ليس من مصلحتها حقيقة مثل هذا الانقلاب . ان ابرز ما تحقق ان النظام العربي وهو نظام رجعي وموالي للغرب الاستعماري ،هذا النظام يمارس دوره على المكشوف ودون حرص أو خجل ,ويكرس موقفه ودوره علانية محاولا جعل المواقف تبدو طبيعية وعادية او ضرورية ولا مناص منها (مرسي يقترض من اجل ان يطعم 85 مليون نسمة اليس هذا ضروريا ) ان اوسلو كان ممرا اجباريا ليفضي في النهاية الى تحرير فلسطين وربما تحرير امريكا . الهجوم على الكفاح ضد اسرائيل واعتقال المقاومين مصلحة وطنية عليا ومبررة ولا يهم ان لم يفهمها الناس فالقيادة هي التي تفهم وهي التي تعرف المصلحة الوطنية العليا ... لقد تحقق تفهم المصالح الاسرائيلية في الامن والاستيلاء على الاراضي واقامة المستوطنات وشق الطرق ...كما تحقق تفهم موقف اسرائيل من رفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين "لأن قبولها بذلك يعني الانتحار وهي لا يمكن ان تقبل ان تنتحر"بل تحقق تفهم حق اسرائيل في الوجود على حساب الشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني . وامريكا صديقة بل ان مندوبها يتربع على سدة الحكم كمندوب سامي ومستشار امن ومال وغير ذلك وامريكا صديقة العرب والثورات العربية وتدعم اسقاط الحكام الديكتاتوريين بالقصف وكل اشكال الدعم بل ان السذج يلومونهالا لعد م قيامها حتى الآن بالتدخل العسكري ضد النظام السوري .وانتقل الموقف من امريكا من دولة تقف على رأس الحلف المبريالي الرجعي الصهيوني المعادي للامة العربية الى دولة داعمة للربيع العربي [طبعا هي تتدخل لمصلحتها وبعد ان تتمكن من حرف الحراك الجماهيري عن مساره الثوري] ما كان هذا الانقلاب ممكنا لولا انطلاقه ابتداءا في ظروف ملائمة وبوسائل ملائمة بدأت من تطبيع العقل العربي بمشاركة الدول العربية الرجعية في اللوحة السياسية وكأنهم مساندون للحرب ضد اسرائيل [الملك سعود تقدم بطلب رسمي لأمريكا لتجعلها تدفع اسرائيل لضرب مصر عام 1967] واليوم يتدخل الدين ومن خلال القوى الدينية لتعميم التطبيع مع اسرائيل وامريكا وكل ما كانت الامة العربية تناضل ضده من سياسات وممارسات ومواقف .وهذا ظاهر للعيان في مصر محمد مرسي . فهو ابتداءا اعلن التزامه بكل المعاهدات والاتفاقات التي ابرمها السادات ومبارك ,ونسج افضل العلاقات مع امريكا واسرائيل وهذا سوف يعكس نفسه على مواقف المريدين من كل شاكلة وطراز بل انهم سوف يتحملون مسؤولية الدفاع عن مواقف مرسي والاخوان من تلقاء انفسهم وبلغتهم الخاصة كما فعل من قبلهم انصار فتح في الدفاع عن الهبوط وحتى عن اتفاق اوسلو . ان المريدين سيتحولون الى جوالة بين الناس دفاعا عن مواقف النظام الامصري وهم بأنفسهم سيطبعوا انفسهم وهم يختلقون الاعذار والاسباب والتفسيرات والمبررات من تلقاء انفسهم حبا وانسياقا قطيعيا .وبالطبع بعضهم سيقبض المال مقابل الوطن والمواقف الوطنية المريدون يعتبون اليوم على امريكا لأنها لا تسارع بانهاء النظام السوري كيفما اتفق حتى ان بعضهم يقول "ليتدخلوا ويخلصوا سوريا بسرعة فبدلا من ان تستمر الازمة شهورا عديدة يتم حسمها في شهور اقل والضحايا سيكونوا اقل " اي لا يهمه الضحايا وانما تهمه المقاولة وان امريكا يسرها الله لعباده الصالحين لتقوم بضرب الشيطان في سوريا من أجل تسليم الحكم للاسلام كما فعلت في ليبيا . ان رجال الدين والدين والفتوى الدينية وسيلة قوية ومتيسرة بيد المطبعين والمريدين بعقلية ساذجة ورجعية . كما ان قوى سياسية فلسطينية وعربية تم تدجينها شيئا فشيئا او تخويفها او تقبيضها اموال سوداء، ارتدت واخذت تشارك في الجوقة NGOs كما ان منظروا ال: ومعهم انصاف الساسة وانصاف المثقفين والكتبة والصحفيين يبادرون بالتنظير والتحليل والتبريرتكريسا للمواقف المرتدة وتمهيدا لارتدادات جديدة انها الردة التي اخذت طريقها في عهد السادات وظلت تكرس نفسها حتى يومنا هذا وبمشاركة حكومات وقوى واحزاب مرتدة ومشاركة منظمات ال ان جي اوز ومن خلال اعوان لاسرائيل والغرب الاستعماري لقد تمكنت الجهات المعادية وبالتعاون مع انظمة الردة والرجعية العربية وجيش من العملاء والمجندين والقابضين بالدولار والدينار والدرهم والريال ،تمكنت من طمس المواقف الثورية والتقدمية معتمدة على عجز البعض وتدجين البعض وتخويف البعض ومن خلال السعي لاستدخال الهزيمة واستدخالها فعلا ،تمكنت من اخماد الكثير من المفاهيم والرؤى التحريضية والتي تشكل اداة معرفية وتحريضية ضد العدو . في محاولتها لاخماد جذوة الثورة في الامة العربية وحرف طلائعها عن اهدافهم وبرامجهم في التحرر والوحدة واقامة المجتمع الاشتراكي العربي لا بد من اعادة صياغة ودراسة التجربة بعقل نقدي واشاعة ثورة في العقول ضد كل ما تراكم في وعي الناس من مفاهيم وقيم معادية واحياء القيم الثورية وذلك من خلال الدعاة التقدميين وبقيادات تقدمية تعيد الحياة لحراك ثوري تحرري عربي .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتقال من العبودية الى الاقطاع
-
مرسي يبيع مصر
-
الانطلاقة المجيدة الى اين؟
-
من نحن ومن اعداؤنا
-
سوريا: من مع سوريا؟
-
الثورات لا تهزم
-
الكنانة والمناعة المستحيلة
-
كتاب فلسفة المواجهة وراء القضبان لكاتبه محمود فنون
-
ثنائية -سن القوانين وتطبيقها-
-
علاء الاسواني يستنطق الموقف الاخواني
-
آدم وحواء والتفاحة
-
ذكرى الانطلاقة الخامسة والاربعون
-
المجتمع الانساني هو مجتمع طبقي
-
هدوء مقابل امارة
-
مصر لا تستطيع ضمان تطبيق الهدنة من الجانبين
-
المهم الحقيقة .هل اسرائيل تخرق الهدنة حقا ؟
-
علامات على مسارات غامضة
-
ما معنى هدوء مقابل هدوء؟!
-
الاحتلال يخرق الهدنة
-
هنية يتناسى الخلافات مع القوات اللبنانية
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|