|
الشاعر المغربي سعيد السوقايلي.. في ضيافة المقهى؟؟!
فاطمة الزهراء المرابط
الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 22:37
المحور:
مقابلات و حوارات
- 113-
من مدينة أسفي، مبدع يجمع بين الشعر والقصة والقراءة العاشقة، يعيش لساعات طويلة بين أحضان المقهى، بعيدا عن القيود الاجتماعية والأسرية ليمارس جنون التأمل والكتابة، خاصة وأن المقهى تحيي فيه ذلك الفرح الشعري الحقيقي، صدر له مؤخرا ديوان شعري بعنوان: "مثل وقع قدميه"، من أجل التعرف أكثر على المبدع المغربي سعيد السوقايلي كانت الدردشة التالي..
من هو سعيد السوقايلي؟
ابتذالا أنا إنسان سقط كغيره في هاوية الحياة وملك فمه صرخة مدوية، أظنها كلمة ما، يريد بها شيئا ما، ربما سيحسن ترجمتها إبداعا في ما بعد... على أي كانت هذه السقطة/ الصرخة بمدينة الدار البيضاء، وستكتمل عيشا أخر بمدينة أسفي، هنا ولدت ثانية من أب روحي هو الشعر، وسأشب دون فطام على رضاعته بلا هوادة.
كيف ومتى جئت إلى عالم الإبداع؟
كل واحد منا يكبر وفي دواخله يسكن طفل يحتاج إلى (حليب) ما، طبعا عرفت طفولة قاسية، بفقدان الأب باكرا، فتمثل أمامي العالم بأسئلته الشائكة التي لم أجد إجابات عنها إلا في المطالعة المكثفة لنثار الكتب من هنا وهناك، قوة روحية خفية كانت تجذبني لقراءة القصص والأشعار وحفظ متون كثيرة منها، ربما كنوع من التعويض لأبوة عضوية، فوجدت في ذلك أبوة روحية لكل أولئك الذين بصموا البشرية بأعمالهم... وهكذا شرعت في طرح الأسئلة والبحث عن عالم بديل، بدأت أحبو كتابة وأنا بكامل طفولة تنزع نحو العزلة والتأمل بحثا عن كمال توازني، إلى أن ربيت بداخلي ذلك الطفل/ الشعر الذي يحلم ويحلم بطمأنينة الكلمة.
ما الدور الذي تلعبه الملتقيات الأدبية في مسيرة المبدع؟
طبعا الملتقيات الأدبية تقدم الكثير للمبدع، فهي بمثابة شحنات حماسية ليحافظ على ذلك الخيط الناظم الذي يربطه بتجربته الشخصية، أنا لم أشهد كثيرا هذه اللقاءات والاحتضانات، ذلك كما نعلم فهي تخضع لاعتبارات كثيرة، صداقات أدبية، مصالح متبادلة، محاباة... وطبعا أنا لا أجيد بالفطرة الحبو على العتبات أو طرق الأبواب، فأنا شاعر مسكون بالظل والخلوة، معتكف على سبك تجربتي على نار هادئة... مسألة الملتقيات هي ضرورية مالم تدفع المبدعين، خاصة الشباب، إلى الإحساس النرجسي المبكر بأنهم وصلوا... إنها مهماز ماكر للمبدع، فإما تشحنه بجرعات زائدة لتحسين حالته، أو تضلله وتموهه ومن ثم انتكاسة منذ البداية... أعتقد أن المبدع ملزم أولا بخلوة طويلة الأمد عوض التهافت على هكذا ملتقيات حتى لا تفسد عليه صدق تجربته وعمقها.
ما هي طبيعة المقاهي بأسفي؟ وهل هناك خصوصية تميزها عن باقي المقاهي المغربية؟
طبعا هناك (المقهى الأدبي) بأسفي وهي تجربة مميزة ورائدة في المغرب إلى جانب مقاه أخرى بالمغرب مثل ما دشنته جمعية الشعلة بالرباط من مقهى أدبي بحي المنال، أو مقهى باليما، وأيضا مقهى "القصر الذهبي" بمدينة الدار البيضاء و"لاكوميدي" بفاس ومقهى "الياقوت" بالقنيطرة، وأخرى عديدة في مراكش وتطوان وأكادير، وهذه المقهى الأدبي بأسفي حاضرة بأنشطتها المتنوعة أدبية وفكرية وسياسية، أو استضافة شخصيات وسمت المشهد العام بالمغرب، وتبقى هذه التجربة محترمة مقارنة مع باقي فعاليات المتجمع المدني بالمدينة، فهي تسلك مسارا طيبا... طبعا هناك مقاه أخرى لا تخلو من جمالية تليق بعراقة أسفي العتيقة أو ببحرها، فهي كفضاءات لها من المقومات ما تجلبنا لتجاذب أطراف الأدب والثقافة كلما سنحت لنا اللقاءات بذلك، لذلك أحلم أن تنال قسطها أيضا من تلك التجمعات الأدبية.
في رأيك ما هي الأسباب التي ساهمت في تراجع دور المقهى ثقافيا وأدبيا؟
أسباب ولا شك عديدة وبنيوية، يتقاطع فيها ما هو اجتماعي وثقافي بما هو سياسي واقتصادي... المقهى كفضاء مفتوح للجميع لا يمكن أن يكون كما قلت إلا إذا كانت النية جماعية حاضرة في النفوس، وليس بالضرورة أن تكون نية تجارية استهلاكية فقط، أو تكون المقهى مشجبا نعلق عليه رتابة اليومي، بل يسهم في ذلك المجتمع المدني بتحويلها كفضاء للتلقي الإيجابي وتكسير نمطية ارتيادها للقاءات عادية أو لتعاطي الورق أو الشيشة أو النميمة... وذلك بأن يستثمرها فضاؤها من قبل الجمعيات والشخصيات الرمزية... لترسيخ فكرة القراءة للجميع، وهذه آفة بلدنا، بل السبب الرئيس وراء انحسار دور المقاهي الثقافية، فمتى تحقق حلم كهذا أمكننا الحديث عن هم ثقافي وبالتالي مقهى من ذلك العيار.
هل هناك علاقة بين المبدع سعيد السوقايلي والمقهى وهل سبق وجربت جنون الكتابة؟
طبعا المقهى هي متاعي الأول في ممارسة الكتابة، وهي العرزال الذي أمارس فيه ذلك الطقس، تعرفين أن معظم البيوت المغربية فصلت وقسمت وفق خريطة خطيرة لا تمارس فيها سوى الثقافة الذُهنية بذل الذِهنية، تجد نفسك هكذا في فضاء لا يعرف ما معنى المكتبة أو غرفة المكتب، إن هي إلا مصحنة... هكذا أجدني مجبرا بالبحث عن فضاء أخر لا تمثل فيه لما ذكرت، تعيش لسويعات كأمير والنوادل كخدم وحشم... متخلصا من القيود الاجتماعية والأسرية، تمارس فيه جنون التأمل والكتابة وتحيى فيه ذلك الفرح الشعري الحقيقي.
ماذا تمثل لك: القصيدة، الحرية، الطفولة؟
القصيدة: هي نص مضاد للحياة التي نحياها، ما لم نخرج منها وأنت ضاج بانفعالات وانطباعات خارقة عن الوجود والكائنات والطبيعة، هي ليست بالضرورة تلك القصيدة التي نحلم بها. الحرية: هي ذلك السراب المتلألأ الذي ما إن نصله ونكاد نتلمسه حتى يفلت منا إلى غيره وهو يمعن بعدا، إنها فن الحياة إلى الأمام بامتياز. الطفولة: هي عبقرية مستعادة بحسب بودلير، لطالما نشذبها ونحن نكبر، إنها وجه حياتنا الجميل الذي ننقحه بطبعات جديدة بكل ما أوتينا من مهارات فنية كلما أوغلنا في دروب العمر.
كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
أحلم بمقهى ثقافيا عبارة عن فضاء مركب المرافق، خزانة، قاعة محاضرات مصغرة، أجنحة متخصصة للجلوس العام، للقراءة... بل أحلم بخلق طقوس خاصة كأن يؤتى لك بورقة أو ما شابه رفقة الفنجان... لكاتب اليوم، جدران مؤثثة بلوحات وبورتريهات لكتاب ومشاهير... وأن تنفتح هذه المقهى على المجتمع المدني بكل فعالياته لعل وعسى نكسر نمطية ارتياد المقاهي، بل نربي المجتمع على حب القراءة.
#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاص والشاعر المغربي عبد النور مزين.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة المغربية رشيدة بورزيكي.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
-هديل السَّحَر- إصدار شعري للشاعر المغربي بوعلام دخيسي
-
-الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب- (بلاغ)
-
الفنان التشكيلي والمسرحي المغربي عبد الحفيظ مديوني.. في ضياف
...
-
الشاعر المغربي حسن كريم مولاي.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص المغربي حميد الراتي في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة المغربية سعاد التوزاني.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
إعلان عن مسابقة جرسيف للزجل
-
-مرايا الحنين- إصدار شعري للمبدع المغربي محمد محقق
-
-الشعر العربي المعاصر بالمغرب: جدلية الاختلاف والائتلاف- إصد
...
-
الرباط تحتفي ب-أحزان حمان- للروائي والشاعر عبد القادر الدحمن
...
-
- بين ماءين- إصدار شعري للمبدع المغربي مزوار الإدريسي
-
أصيلة تحتفي بالشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي
-
- شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر- إصدار جديد للشاعرة والم
...
-
- قرارة الخيط- سيرة ذاتية للكاتب المغربي جمال العثماني
-
-جمالية البناء الفني في النقد الأدبي العربي- إصدار نقدي للكا
...
-
- نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب- إصدار جديد للكا
...
-
الشاعر أحمد هاشم الريسوني.. في ضيافة القصر الكبير
-
-شيء يشبه الروح- إصدار شعري للشاعرة المغربية فتيحة أولاد بنع
...
المزيد.....
-
-لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر
...
-
نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
-
لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا
...
-
أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض
...
-
عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا
...
-
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
-
حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
-
من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
-
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
-
اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|