|
هل يعلم السيد نائب وزير التعليم بمكناس بما يحدث..؟
زهير اسليماني
الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 22:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك أن الوزير الوفا –ممثلا لسياسة الحكومة في قطاعه- قد رفع شعار إصلاح التعليم، وقطع دابر الفساد، من خلال الشعارات التي تُرجِم الكثير منها إلى أفعال، في هذا الوقت، ترفع الكثير من مؤسسات التعليم الخصوصي شعارها الخالد: "المال ولا شيء غير المال" غير مبالية بكل إخطارات الحكومة وتوعداتها، ما دامت هذه الأخيرة لم تجرؤ –لحد الآن- على المساس الحقيقي بمصالح هذه المدارس.. وإجبارها على الخنوع لشعار الإصلاح الذي رفعه المغرب، والانخراط فيه معنويا وماديا، قلبا وقالبا، شكلا ومضمونا.. يتعلق الأمر ببعض مؤسسات المضاربات، التي لا هم لها إلا تحقيق الربح السريع والهائل، دون مراعاة للشروط الموضوعية والخصوصية الظرفية التي يمر بها مغرب ما بعد التعديل الدستوري، الذي اتخذ عنوانه بالبند العريض: "الإصلاح ولاشيء إلا الإصلاح"، فكيف بإصلاح يمس الدستور واختصاصات جلالة الملك، وصلاحيات رئيس الحكومة، ولا يجرؤ أن يمس أو يتماس مع حدود مجال حساس وحيوي ألا وهو التعليم، التعليم بمنكبيه العمومي، وقد لامسنا فيه بعض التطورات. والخصوصي الذي لم يزد طينة التعلم ببلادنا إلا بلة. بمكناس، بعض المدارس، أقول بعض المدارس، التي تأسست على منطق المقاولة والمضاربة، يَهَالك رصيد صاحبها البنكي، الذي يجني ما يجني من أرباح خيالية، تبعث على الريبة والقلق، ما مصدرها؟ ما كل هاته العبقرية التي خططت لها؟ وبأية سبل حصدتها؟ ويكفي للإجابة عن هاته الأسئلة وغيرها أن يسأل أحد السادة المسؤولين –في الخفاء- تلميذا عن الوضع.. لكي يمطره بالشكايات والانتقادات، وكيف تم تسجيله ومقابل أي مبلغ؟ فالنقط تباع بالمال في بورصة بعض هذه المؤسسات.. مثلا يستقبلك المدير البشوش، ويسألك عن معدل الامتحان الجهوي للسنة الأولى باكالوريا الذي حصله ابنك في التعليم العمومي، وأن تجيبه 05/20 مثلا فيخبرك بالمبلغ الشهري الذي عليك بدفعه كي يحصل ابنك على 17/20 في معدل المراقبة في الثانية باكالوريا. أي أن المال سيتكلف بتعويض ما أُهدر من نقط. وقد يأتي ولي آخر يرغب في تسجيل ابنه بقسم الثانية باكالوريا، وهو حاصل على معدل 12/20 في الجهوي فيكون الثمن مغايرا، اللهم إذا كان المطلب هو تحصيل معدل 17/20 في المراقبة في الثانية باكالوريا.. ألا يعرف المسؤولون هذا؟ ألا يتساءلون عنه: لماذا يختلف واجب زيد الشهري، عن واجب عمرو رغم كونهما يدرسان بنفس المستوى والفصل؟؟ ومن المستفيد من هذه الوضعية إضافة إلى بعض أصحاب المدارس الخصوصية؟ وفي هذا المقام نشيد باحترامنا لزمرة من المدراء المحترمين، الذين يتحملون رسالة نقل العلم والتعليم وتوفير الظروف المناسبة، قبل ما سواها من الغايات.. عودة إلى المؤسسات المقصودة، نتساءل عن معايير تشييد هذه المؤسسات داخل أحياء سكنية، والمشكل أن هناك مؤسسات كانت في الأصل عمارة، فصارت الشقق أقساما، وأنت تدخلها لتدَرس أو تدْرس تكاد ترى ملامح المطبخ هنا وبقايا الحمام هناك، وغرفة النوم علقت على جدارها الخلفي السبورة، والصالون ذو الهالة الواسعة والنافذة المطلة على الشارع.. وأنابيب الماء وقنوات الصرف الصحي تكاد تقطر من فوق رأس التلميذ على الدفتر أو المقرر.. فمن يُهندس هذه المدارس؟ ومن يرخص لها بأن تصير بين عشية وضحاها مدرسة؟ أليس هناك جهات مراقبة ومتابعة؟ أم أن المعنيين القانونيين بالأمر لم يستوعبوا بعد مضامين الإصلاح ولم ينخرطوا فيه لحدود الآن؟ نكتب هذه الأسطر بحرقة بالغة وآسى عميق، عن واقع مرير، نحاول تحريك مياه مستنقع راكد.. لَما تُختبر مياهه، ونحن نعلم صدق وجدية لجنة الحسابات المُعسكرة بمكناس هذه الأيام وأهمية إنجازاتها التي حبذها واستحسنها المكناسيون.. نكتب عن مدارس، تطل من جدران حجرات الدرس بها أسلاك كهرباء ذات توترات عالية.. وتتدلى من سقوفها خمائل العناكب، وتغطي أرضيتها أتربة ترسبت لعصور.. ويشتغل بفضاءاتها طلبة لما يحصلون عن شهاداتهم.. وأساتذة قد يتركون وظيفتهم العمومية، وواجبهم الوطني، جريا وراء مدخول هزيل لساعات التعليم الخصوصية.. عمالا –كما يسميهم بعض المدراء تهكما واحتقارا للعلم والمعلمين- وأُجراء –كما تسميهم مدونة الشغل- يشتغلون دون عتبة الحد الأدنى للأجور بالمغرب، ودون عقود الشغل.. ودون ضمان اجتماعي أو تأمين على حوادث الشغل.. (المادة 24 من مدونة الشغل). فإذا كان هؤلاء المدراء –المقصود البعض- يستفيدون من عدم تمتيع الأجراء بكل حقوقهم القانونية والدستورية أمرا مفهوما.. فغير المفهوم هو الصمت الذي تدثرهم به الجهات المعنية.. الإصلاح واجب وطني، والانخراط فيه واجب أخلاقي، والمساهمة فيه إلزامية، ولو بالكتابة وذلك أضعف الإيمان..
#زهير_اسليماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا أيها الشاعر المحترم.. أساتذتنا يقرأون.. يقرأون كثيرا. -تع
...
-
ن.و.ت.ع.م.. وكل حروف الهجاء
المزيد.....
-
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة
...
-
وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني
...
-
سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
-
هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال
...
-
المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ
...
-
اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن
...
-
أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة
...
-
بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة
...
-
-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية
...
-
للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|