أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غادة عماد الدين حشمت - مصر في مرحلة اقوياء بالعنف ضعفاء بلا عنف















المزيد.....

مصر في مرحلة اقوياء بالعنف ضعفاء بلا عنف


غادة عماد الدين حشمت

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 14:18
المحور: حقوق الانسان
    


تتصاعد ظاهرة العنف في مصر منذ فترة طويلة . الانتحار، القتل، الشجار المبالغ فيه و البلطجة وغيرها من صور العنف المختلفة المتكررة في شوارعنا يوميا بصورة دائمة
.العنف هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس أو ضد أي شخص آخر بصورة متعمدة أو إرغام الفرد على إتيان هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أذى
والجمادات . ويستخدم العنف في جميع أنحاء العالم كأداة للتأثير على الآخرين، كما أنه يعتبر من الأمور التي تحظى باهتمام القانون والثقافة حيث يسعى كلاهما إلى قمع ظاهرة العنف ومنع تفشيها. ومن الممكن أن يتخذ العنف صورًا كثيرة تبدو في أي مكان على وجه الأرض، بدايةًً من مجرد الضرب بين شخصين والذي قد يسفر عن إيذاء بدني وانتهاءً ومن
بالحرب والإبادة الجماعية التي يموت فيها ملايين الأفراد

فالعنف هو إنكار للآخر ولحقوقه المختلفة ابتداء من حقه في الإختلاف عنا وإبداء رأيه , وانتهاء بحق الحياة , وتختلف درجة العنف تبعا لدرجة إختلاف الآخر عن
.
ونعلم جميعا أن العنف يجر إلى العنف , والمعنف سيتحول مع الزمن لشخص عنيف لاريب , ولا يمكن إنكار دور وسائل الإعلام والترفيه في غرس ثقافة العنف في نفوس الأطفال والمراهقين في هذا العصر .

..وللوقوف على الدوافع النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة لا بد وان نبحث عن جذور هذه الظاهرة التي تعكس مدى التراجع الحضاري والتخلف السلوكي.
فالعنف هو آفة البشرية منذ الأزل ، وهي غريزة تلقائية ، وما قتل قابيل لهابيل إلاّ خير دليل ، وما أتت الأديان والفلسفات والتشريعات القانونية إلا لضبط هذا العنف لحماية الفرد والمجتمع وتوظيفه ايجابيا في مجالات الحياة المختلفة من عمل ، علم ، كتابة قراءة ، رياضة ، علاقات اجتماعية بناءه ،.........الخ .
ويتخذ العنف في مجتمعنا ألوانا مختلفة العنف الظاهري من رفع حدة الصوت لأتفه الأسباب ، والشتام ، والخناقات ،والمشاجرات الجسدية ، والقتل ، والانتحار ، والعنف المبطن ( من المماطلة والتكاسل في العمل والوظيفة انتقاما من صاحب العمل ، والتهور في قيادة المركبات ، والإسراف في التدخين ، واللجوء إلى المنشطات والكحول والمخدرات ، وإطلاق الشائعات والتهم والنكات على أصحاب النفوذ كنوع من الانتقام ، وإطلاق العيارات والألعاب النارية بشكل مفرط كنوع من الإسقاط النفسي لما يعانيه الأفراد من التوتر عبر هذه السلوكيات ).
وبالعودة إلى الأسباب الكامنة وراء تصاعد هذه الظاهرة فان الإنسان في مجتمعنا والمجتمعات العربية يعيش حالة من التوتر والقلق المتراكم المزمن نتيجة شعوره بالغبن والإحباط سواء من رب الأسرة ، او المدير ، او أي سلم وظيفي يؤدي به الى جرح نرجسي لذاته يصعب عليه تحمله لفترة طويلة وبالتالي فان ردود فعله سريعة وطاغية لأي مثير خارجي مهما كان تافها .
فهذا العنف الواقع على الآخرين نتيجة للعملية الأولية الدفاعية النفسية( الإسقاط) التي تعمل من خلال المخزون في العقل الباطني لتصريف التوتر بسلوك عنفي يقع على الآخرين او الذات او الممتلكات .
ولعل هذا التوتر المزمن آت ٍ من احباطات وكبت نفسي متنوع المصادر منها ما هو سياسي .و طالما أن هناك ظلم فهناك عنف , طالما هناك فقر فهناك عنف و
ولا شك في ان الإرهاب الاقتصادي من طغيان الضرائب الذي من المتوقع فرضها في مصر ، وغلاء المعيشة ،وارتفاع الأسعار ، والفساد الاجتماعي من انتشار المحسوبية ، والواسطة ،و الرشوة ، التي تنتقص من حقوق الأفراد من مكانتهم الوظيفية والاجتماعية والشعور بالغبن تشكل دوراً أساسياً في تفاقم التوتر وبالتالي العنف .
وفي هكذا وضعية فان الإنسان يعيش إحباطا نفسيا وشعورا بالتبخيس والدونية المزمن ، انه متروك لنفسه ليحمي ذاته، ويتدبر أوضاعه، ويشعر بان القانون لا يحميه ولا يطبق على الجميع ، ولا يسترد حقوقه وان القانون لا يطبق إلا على الضعفاء ، و انه في مجتمع الغاب – يرى الآخرين بأنهم خصوم بدل علاقة التراحم والتعاطف والمشاركة والمواطنة ولذلك يسقط معاناته من خلال العنف لتحقيق أهدافه .

ولعل تصاعد ظاهرة الجرائم والعنف في مصر علي وجه الخصوص بعد ثورة 25 يناير ناجما عن التمحور النفسي تجاه الامور المادية المالية وذلك من خلال ترسخ النظرة بتحقيق الذات بالوضع المالي للشخص والصراع الذي أصبح يشكل ظاهرة توتر صراع نفسي يوقع الأفراد في سلوك عنيف لأبسط العراقيل المالية . وليس تحقيق الذات من خلال الثقافة والفكر والسلوك الأخلاقي فهناك بعدا لا شك فيه عن الالتزام الديني السلوكي مع وجود الالتزام الديني بأشكاله الطقوسية ، ، وكذلك اختلال وانعدام التنشئة السليمة النفسية منذ الصغر ليتعلم الطفل والمراهق كيف يكبح جماح العنف؟؟؟ وكيف يجير هذا العنف بشكل ايجابي ينفعه والآخرين مثل القراءة، والرسم، والرياضة ،والشعر، والموسيقى ،....الخ
.وللتصدع الأسري المتفاقم في مجتمعنا والتنصل من العادات والتقاليد الحميدة دورا كبير في تفاقم هذه الظاهرة .
وبمقارنة العنف لدى الإنسان في مصر ودول العالم الثالث بالعنف عند الحيوان يتضح ويتبين بان عنف الحيوان اقل ضراوة من الإنسان فالعنف عند الحيوانات الفقارية المفترسة ليست بتلك الصورة الدموية والشرسة الموجودة في أذهاننا فهي فقط موجودة بين الحشرات فالحيوانات الأخرى عنفها يؤدي وظيفة دفاعية عن النفس ومن اجل الحصول على الطعام وذلك من خلال حماية منطقة الصيد للبحث عن الغداء والمكانة المرتبية ضمن المجموعة للحماية وتوظيف التوازن والتنظيم بين أفراد القطيع ، وأما التزاوج لديها فالعنف في نفس أفراد الجنس ايجابيا ، فالغلبة للأقوى وذلك لتطور الجنس الحيواني وهناك توازن بين سلاح الحيوان المفترس ودفاعات الفريسة والتي يفتقدها الانسان إنها الغريزة التي أودعها الله ( في امة الحيوان ) وتفتقد الحيوانات لشعور(الحقد) والمترسخ لدى الإنسان المتوتر .
وبالتالي لا بد من وجود كابح لضبط العنف لدى الإنسان وهذا لا يأتي الا من خلال الدين والتشريع والقوانين .
ولعل من يستقرا العنف لدى القبائل البدائية يتعلم منها أخلاقيات العنف وخير مثال على ذلك القبائل الاسترالية التي كانت ترسل المؤن الغذائية والسلاح إلى أعدائها البيض، والهنود الحمر الذين كانوا يتقاسمون بارودهم مع أعدائهم البيض كي تكون الحرب متكافئة. فلا حرب لديهم دون إنذار فأين نحن من كل ذلك ؟؟؟؟



#غادة_عماد_الدين_حشمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج الناجح ليس بان تحب إيجابيات الطرف الاخر ، ولكن في أن ...
- لا يوجد تفاهم بيننا


المزيد.....




-  مقتل واعتقال اكثر من 70 ارهابيا جنوب شرقي ايران
- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غادة عماد الدين حشمت - مصر في مرحلة اقوياء بالعنف ضعفاء بلا عنف