أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - على شكشك - عملية استشهادية














المزيد.....

عملية استشهادية


على شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 14:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



هو خيار إرادة الحياة، ذلك أن الإرادات المهيمنة على ظهر البسيطة منذ بدايات القرن الماضي اجتهدت بكامل العنف الكامن فيها وكامل التراكمات التي شكلتها وكامل المضمر في جيناتها، اجتهدت مع سبق الإصرار والترصّد لفرض هذه الهيمنة وضمان ديمومتها على هذه البسيطة، وقد تصادف أن تكون منطقتنا العربية هي سرّة هذه البسيطة وحجر الزاوية فيها بما نعرف وما لا نعرف من حيثيات هذا التوصيف وبما تحدّث عنه الاستراتيجيون والشعراء وخبراء الجيولوجيا، وما النفط والشمس والمكان والمقدس إلا بعض تلك الحيثيات،

وقد كان قدراً وتقديراً أن تتوسط فلسطين وبلاد الشام هذه المنطقة العربية، أن تتوسطها في المكان وأن تكون وسطها في المقدس وقبلتها وثالث مَشدَيَ رحالها وآيةً في كتابها، ولقد راكمت فلسطين على مدار تاريخها آثارَها في وجدان العرب حتى أصبحت وطناً وسكناً ورمزاً لمعانيهم العالية وعلماً على هويتهم ونبضة القلب في حيويتهم وتاج الدليل على رفعتهم وصحة بنيتهم ومؤشراً على عافيتهم الحضارية،

وقد كان على تلك القوى التي هيمنت على البسيطة أن لا تكتفي بمجرد الهيمنة على فلسطين كباقي مساحات المنطقة العربية، وكان يجب أن تختطف فلسطين بمطلق معنى الاختطاف، وليُبتدَع شكلٌ كاملٌ جديد لمعاني الاستعمار التقليدي، شكلٌ لم تعرفه خواطر المستعمرين من قبل، فتجاوز في شراسته أنواع الاستعمار الاستيطاني إلى الإحلالي الذي عمد إلى إعدام الشعب التاريخي واستقدام شعبٍ آخر، بل لقد تجاوز ذلك إلى إعطاء بعدٍ زمانيٍّ إلى حالته تلك بإنكار وجود الفلسطينيين في التاريخ الفلسطيني وإدّعاء وجودهم هم أي اليهود زماناً في هذا المكان، وقد توسّل في سبيل ذلك كل همته ومكامن قوته ومكره وبراعة محاولاته في توظيف مراكز الدراسات التاريخية ووسائل الإعلام ووسائط تشكيل الوعي، وقد تعقدت واشتبكت الحكايا وتوغلت، وتجاوز الأمرُ التوقف عند التدقيق في صحة الإدعاءات أمام منطق فرض وعي سمعي بصري لا يأبه بأصول الحقيقة ولا يدقق في أسانيد الصورة،

ولكن الأهمَّ أيضاً كان إسناد هذا المشروع بترسانة تحميه دولياً وتحصن وجوده وتحافظ على ما يستر عواره أو يهدد عاموده، سواءٌ في المحاذير الدولية التي تعاقب من يشكك فيه أو الالتزامات بأمنه المطلق من القوى ذات الصلة والمصلحة التي هيمنت على تلك البسيطة،

كما عمد الكيان الإحلالي الذي اخترعته الإرادات المهيمنة إلى إسكات الصوت الفلسطيني وتاريخه وصورته، وكان أن حرصوا على تطهير الوثائق الدولية من أيّ وثيقة قد توحي برائحة الحياة أو تشي بشرعية ما، فكان الحرص على استبعاد المقررات الدولية السابقة من كل الأطر التي رافقت صراع المرحلة، وحرصت أيضاً على استبعاد المنظمات الدولية راعيةً للآفاق المتوقعة للحلول المرجوة، لكي يُصار الناتجُ إلى هباء، ولكي تتآكل الحالة بفعل انعدام الإحداثيات والمرجعيات ولكي يكون معيار المزاج هو الضامن المطلق لتحقيق المضمر الكامن في العميق من نوايا القوى المهيمنة على ظهر البسيطة وهو التحقق الكامل لمشروعها مجسّداً في ذلك الكيان كما تشتهيه هي وكما يشتهيه الكيان للكيان، وهذا يفسر فزع القوى المهيمنة الكبرى الذي لا يضاهيه إلا فزع ذات الكيان من كل محاولة لاستدعاء أي مرجعية لتكون مؤثرة في مآلات الصراع، حتى ليصل الأمر إلى أن تخرج تلك القوى عن طورها في سلوك لا يكاد يجد تفسيرا لحجم التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور إن جرُؤَ صاحب الحق على الاستغاثة بالضمير الإنساني أو المنظمات الدولية،

ولكن هي إرادة الحياة التي تدفع المحاصَرَ أن يُخرج الاستغاثة المحاصَرَةَ في صدره ولا يأبه بشيْ،
حتى لو كان الذهاب للأمم المتحدة شيئأ أشبه باقتحام أرمادا الدول الكبرى المهيمنة على البسيطة، فماذا سيخسر المحاصَرُ من كلِّ صوب في المكان ومن كل صوب في الزمان غير أن يصيب محاصِرية بضجيج الصبر فيه، فقد تكون نتيجةُ الانفجار تمزيقَ أغطيتهم وفضحَ زيفهم وإيلامَ ضمائرهم، كاشفاً لجبنهم حين تنهار تهديداتهم أمام إرادة الحياة فيه فليكن المشهدُ في الجلسة الكاملة للجمعية العامة أشبه بعملية استشهادية دبلوماسية تميتهم وتُحييه.



#على_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موشي ديّان 56
- ضمير غائب
- إنهم شهداء
- حقبة جديدة - صوت القدس والأسرى من الجزائر
- أول نوفمبر رصيد إنساني
- فلسطين قابِلةُ العالم الجديد
- أبجدية جديدة
- تحررت الجزائر، فهل تحرر الغزاة؟
- سطرٌ في كتاب التاريخ
- المبتدأ والخبر
- جرح التاريخ
- في المصالحة
- المصالحة في مفردات العالم السيمفوني وتحقق الإنسان
- جسر العودة
- فى الأسر
- مزاج
- السؤال
- تفكيك الأسر
- أسيرها
- جدل


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - على شكشك - عملية استشهادية