حيدر فوزي الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 20:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سياسة حافة الهاواية سياسة يجيد لعبها اللاعبون الكبار ولكن الخطورة تكمن عندما يتدخل اللاعبون الصغار.. فالكرد معروفون بنزعتهم القومية ومحاولتهم تشكيل الدولة لهذا كانوا دائما في تصادم مع الحكومات المركزية في الدول المتواجدون بها ولكن في العراق كان الكرد دائما في موقف الدفاع فقط ولم يكونوا في موقف هجوم ، و تشكيل قيادة قوات دجلة ووضع ضابط من نظام هدام على قيادتها (عبد الامير الزيدي) والذي شارك سابقا في عمليات ضد الكرد قد ينظر اليه كموقف استفزازي للكرد على الرغم من ان هذا القائد دخل بطلب من الكرد انفسهم (مسعود البرزاني) عام 1996 لاسترجاع اربيل وفض الاشتباكات بين الكرد المتناحرين على السلطة وقتها.
وبدء الكرد بتشكيل قيادة قوات حمرين ردا على قوات دجلة هو استفزاز اكبر للحكومة المركزية وهذا ينذر ان الفريقين بدأوا بسياسة حافة الهاوية وان عليهم الحذر من الوقوع فيها.
رغم تصاعد الخطاب الاعلامي الانفصالي للكرد الا انهم يعلمون جيدا انهم لا يستطيعون اقامة هذه الدولة حاليا وحتى ان استطاعوا اقامتها ففرص بقائها ضئيلة لأسباب امنية واقتصادية لا تتعلق بالعراق فقط بل تتعلق ايضا بالدول المجاورة وخصوصا ايران وتركيا، ومن ناحية اخرى لو تشكلت هكذا دولة فستكون تحت رحمة جيرانها لعدم وجود منفذ حدودي مستقل لها لهذا فان وضعهم الآن افضل بكثير من حالهم اذا تشكلت دولتهم الموعودة .
لهذا يحق للحكومة المركزية تأكيد سيادتها على كل الاراضي العراقية ومنها كردستان وخلط قواتها الامنية مع القوات العراقية ولكن لا يتم ذلك بالتلويح باستخدام القوة لأن هذا قد يؤدي الى نتائج عكسية كما يحدث الان وكان من الممكن استخدام الحلول السياسية لمثل هذه النزاعات من خلال المناقشات الثنائية واستخدام الوسطاء وحتى تدخل البرلمان ان لزم الامر.
#حيدر_فوزي_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟