|
لوكان المالكي مخلصا ونزيها ؟!
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمات -427- طارق حربي لوكان المالكي مخلصا ونزيها ؟! بعد حوالي عشر سنوات من سقوط صدام ونظامه الاجرامي!، هاهو العراق يخرج عن سياقات الفساد المعروفة في العالم إلى أبعد منها كثيرا، ضاربا مثلا عجيبا في نهب وسرقة ميزانيات دولة بكاملها، حتى أننا لم نعد نلحق بخطاه المتسارعة نحو الهاوية!، أما في مجال الارهاب ومهما ادعت الحكومة والاحزاب بإستتباب الأمن والأمان، فإن المبادأة ماتزال بيد الارهاب وامتداداته اقليميا ودوليا، أصبح الارهاب والفساد ومنذ التغيير حتى اليوم بمثابة الحصانين الذين يجران عربة العراق إلى الهاوية!
خلافات سياسية حادة وإرهاب ممنهج وفساد متواصل وتراجع في الميادين كافة، ومازاد في الطنبور نغمة حملة منظمة لإبعاد النزيهين من مراكز القرار وكان آخر ضحيتين مدير مفوضية النزاهة العامة ومدير البنك المركزي، ناهيك بتخبط مثيل له في اتخاذ القرارات كما في الغاء البطاقة التموينية الذي صوت عليه مجلس الوزراء مؤخرا، وأثار سجالا وامتعاضا شعبيا واسعا، ورئيس وزراء يحسن فن المناورة في ظل تحالفات سياسية مستمرة، وكان أفلت قبل أشهر مما عزم عليه معارضوه من سحب الثقة من حكومته التي شكلها قبل حوالي سنتين، في هذه الاجواء لاتنتظروا أحداثا أو وقائع كبرى تجري في البلاد، تعدل مسارات العملية السياسية الهشة، أو مبادرات بتقديم تنازلات واستقالات فردية أو جماعية، كما جرى ويجري في تجارب الشعوب المختلفة، ففي منعطفات السياسة وأخطائها الجسيمة في العراق الجديد ثمة انفرادات لاتنبع من شعور وطني بل ديني أو طائفي!، فربما يقدم بعض الوزراء استقالاتهم نزولا عند رغبات مراجعهم الدينية والحزبية!، لا من أجل مصلحة الشعب والوطن أو مطالبات العراقيين بمحاسبة الفاسدين، كما حدث مع وزير الصناعة مؤخرا حيث قدم استقالته إلى زعيم التيار الصدري بدلا من رئيس الوزراء، بعد موافقته و(ندمه) فيما بعد على قرار إيقاف الحصة التموينية الفاشل في جلسة مجلس الوزراء!
ليس خافيا على أحد بأن العراق ومنذ سنوات شهد ومايزال تدفق ثروات هائلة من مبيعات النفط سالت لها لعاب الاحزاب الدينية!، تذكر بما اصطلح عليه بـ (الطفرة النفطية) في فترة السبعينيات من القرن الماضي وأدى إلى ازدهار الاقتصادات في العراق والخليج، تربت على الثروات وبرعاية المالكي والاسلام السياسي والاحزاب الكردية الانفصالية مافيات في ظل سكوت شنيع من قبل رئيس الوزراء لإرضاء تلك الاحزاب والفوز بولاية ثالثة!، وبإقرار التموينية مؤخرا الذي وافق عليه المالكي نفسه، كان بمثابة المسمار الاخير في نعش الحكومة وطلاقها البائن مع الشعب!، في إطار تبادل الاتهامات حول من كان سببا في موت حكومة الشراكة الوطنية!، وكان من بين (بركاتها) اليوم استشهاد وجرح 200 مواطنا بريئا في بغداد وبابل وكركوك وديالى وغيرها!، وكان حريا بالمالكي وحكومته وضع استقالة جماعية بين أيدي الشعب العراقي مثل كل السياسيين والزعماء الذين يحترمون إرادة شعوبهم ومصلحة أوطانهم!
إن مايزيد الاوضاع في البلاد سوءا وهي على كف عفريت أن لاشعور وطنيا لدى أي من الساسة الجدد والرجال الاقوياء في الحكم، للوقوف أمام النفس وحسابها وتقديم تنازلات للخروج من النفق الطويل المظلم!
لكن لاتنتظروا تغييرا ربما حتى موعد الانتخابات سنة 2014 ! فيوما بعد يوم تؤكد أحداث العراق الساخنة، أن المالكي الذي لايحتاج خصومه في البرلمان إلّا إلى غالبية بسيطة لاطاحته دستوريا وعدم تمكينه من ولاية ثالثة، لايقبل وحكومته الفاشلة بأقل من استمرار نهج سياستها وتوافقاتها مع استراتيجيات السياسة الايرانية، سواء في تصاعد مؤشرات الهيمنة الاقتصادية حيث وصل إلى أكثر من 25 مليار دولار سنويا!، بما انضم إليها من شركات إيرانية وهمية أو متلكئة أو مرتبطة ببازار المحسوبين على شيعة العراق!، أو فيما يتعلق بتوحيد المواقف أزاء قضايا إقليمية ودولية ملحة مثل الثورة السورية وتطوراتها الميدانية، أو حزب الله والسجين في العراق (دقدوق) الذي ضاق به صدر الحكومة حتى تحدت به عرابها الامريكي!، متوسلة ثغرات في القانون العراقي لإطلاق سراحه وهو المتهم من قبل واشنطن نفسها بعمليات إرهابية!
ففيما ترمي الكتل السياسية بعضها البعض بتهم الفساد، تشهد الثروات نهبا منظما ومتواصلا، أما المالكي الذي لاهم له (إلا الفوز بولاية ثالثة) فيناور مطيحا بكل الآمال بإجتراح معجزة تقديم استقالته كآخر مطاف لعجزه التام عن إدراة دفة الحكم في العراق، بدستور ملىء بالالغام وكان هو أحد كتبته!
إن صفقة الاسلحة الروسية الفاسدة الاخيرة كشفت عورة المالكي بالقائمة التي سلمها له بأسماء الفاسدين الرئيس الروسي بوتين خلال زيارة الاول إلى موسكو قبل فترة قصيرة، وفيها أن موسكو قامت بدفع عمولات بلغت 195 مليون دولار لمقربين من المالكي!! من أصل 4،2 مليار ثمن الصفقة!!، صفقة ربما تحتاج إلى تظاهرة شطرية كتلك التي مرغت أنف حكومة المالكي بالاوحال قبل ثلاثة أيام، بعد قرار التموينية سيء الصيت ثم تراجع الحكومة عنها يوم أمس الاول، وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه التظاهرات وتعزيزها والاطاحة برموز القهر الفساد، في مقدمتهم المالكي راعي الفساد الاول الفاشل في حكم العراق، ولو كان نزيها ومخلصا للعراق وأهله لقدم استقالته بعد كل مذبحة وفساد وتدهور خدمات وغيرها، مثل كل الزعماء الذين يقدمون مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم فداء لمصلحة الشعب والوطن! لكنه لم يفعل ولن يفعل! 14/11/2012 [email protected]
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشطرة تهتف ضد حكومة الفساد : شلون انتخبك وانت تبوك الكمية؟!
-
غزوة البطاقة التموينية!
-
وظفوا بلير مستشارا لدى الحكومة العراقية!
-
هذا هو العراق (2)
-
هذا هو العراق
-
الطريق إلى المسطر
-
شارع الحبوبي
-
مجلس لملوم ذي قار يقاطع المنتوجات الهولندية!
-
لماذا نكبة تكريت برقبة المالكي؟!
-
غزوة جرافات أمانة العاصمة القندهارية لشارع المتنبي ببغداد!
-
ملصق عن الحجاب في جامعة بابل وعار حفلات التكليف في العراق
-
ردا على علي الدباغ وطارق حرب : آووا السوريين مثلما آووا العر
...
-
سميسم والمالكي : -لقاء حبايب- انهى ازمة سحب الثقة ؟!
-
قصر نظر المالكي في علاقات العراق الدولية!
-
استطلاع رأي.. البرلماني العراقي في مواجهة التحديات / أجراه ع
...
-
الناصرية : افتتاح معرض الفساد الدائم!
-
استنساخ المالكي : شطحة أم تخدير !؟
-
عمليات بغداد: لماذا لم تعتبر تفجيرات اليوم خرقا نوعيا !؟
-
حكومة المالكي تجيز استخدام السلاح لقتل الشعب العراقي!
-
إيران والكويت والعلم العراقي !
المزيد.....
-
موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
-
تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد
...
-
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف
...
-
إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال
...
-
بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في
...
-
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار
...
-
غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
-
فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
-
الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر
...
-
-تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|