حزب الكادحين في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شكّل الاتحاد العام التونسي للشغل دعامة و رافدا من روافد انتفاضة 17 ديسمبر 2010 في تونس باعتبار الدور الهام الذي لعبته القواعد و قسم من القيادات النقابية على المستويين الجهوي والمحلي، من تأطير ومساندة ودعم ودفع لمسار الانتفاضة نحوا لتوسع والتجذّر، و في المقابل وقفت البيروقراطية النقابية حجر عثرة في طريق الثورة و بقيت وفية لبن على حتى لحظاته الأخيرة و هو في الحكم .
و بعد 14 جانفى 2011 حاولت الظهور مثل غيرها من الرجعيين و الانتهازيين بمظهر ثوري ، ساعية في نفس الوقت إلى تطويق الحريق الثوري المتعاظم وإخماد لهيبه نهائيّا. فكان أن أنشأت ما سمّي بـ "المجلس الوطني لحماية الثورة" بعد أن ألفت بين قلوب ممثّلي مختلف الأطراف الرّجعيّة والانتهازية فوفرت بذلك للنظام الكمبرادوري الإقطاعي المصاب بحالة ارتباك وذعر عظيمة فرصة من ذهب لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق من جديد وهو ما مكنّه من ترسيخ انقلابه على الانتفاضة عبر تنسيق سرّي مع دوائر المخابرات الإمبريالية والصهيونية ورجعيات النفط الخليجية .
و ها هي اليوم وبعد احتدام النزاع بين الرجعية الدينية الحاكمة والرجعية الليبرالية الخارجة لتوّها من قصور الحكم بما ينبئ بانفجار صراع دموي تتدخل مرة أخرى لتحقيق التوافق بينهما على حساب آلام ومعاناة الكادحين الذين زاد بؤسهم عمقا واتّساعا.، فكانت المبادرة ثمّ تلاها "مؤتمر الحوار الوطني" كما وقعت تسميته ، الذي انعقد يوم 16 أكتوبر 2012 و هو يمثل في حقيقة أمره إعادة إنتاج للميثاق اللاوطني الذي وضعه بن علي غداة 7 نوفمبر 1987 للحيلولة دون انفراط عقد التحالف الطّبقي السائد
عود على بدء إذا، يتكرّر المشهد ثانية ، ويعاد السيناريو مرّة أخرى لكن بديكور جديد وشخوص مختلفة. وهو ما يؤكّد على حقيقة بسيطة ولكنّها هامّة : و هي أن البيروقراطية النقابية ستظل دوما في خدمة النظام و إن اختلفت ظرفيا مع بعض مكوناته فهي لا تبحث عن مصالح الشعب و الوطن و إنما عن مصالحها و من هنا فان المراهنة عليها خاسرة بالمعنى الاستراتيجي للكلمة
#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟