أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن صلاح الأمير - الإسلاميين و صدمة الصعود















المزيد.....

الإسلاميين و صدمة الصعود


مازن صلاح الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 03:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحديث عن التحولات السياسية التي دفعت بنفسها و شعوبها في مقدمة الأحداث المتداولة ، و ما إصطلح على تسميته عبثاً أو قل إشتهاءً بالربيع العربي لا يحتاج لوصف ولو عابر فكل ما حدث يُجمل في أنه حدوث مالم يكن متوقع و صعود من كان بالأمس القريب يتقوقع .

فمن الواضح أن التغيير الذي طال المحيط الإقليمي تزداد أهميته بالتحولات السياسية و الإجتماعية خصوصا في الدول التي لعبت هي دور القربان لهذه التحولات و على رأسها تونس و أيضا دول الظل التي إستحثت خطاها نحو إصلاحات مشابهة تقيها الزحف الجماهيري مثل الأردن والجزائر و أخرى تلك التي في عداد الميئوس منها يقبع _ويوجب هذا بعض الأسف لتقاعسنا عن إسقاطه الضروري و الحتمي_نظام الإسلامويين في السودان .

إن التحولات الفكرية و الموقفية التي لازمت غالباً الإسلاميين في فترات التحول الديمقراطي الأخير حريٌ بأن تستجوب أصالتها في الخطاب الإسلاموي ، فمسألة الصدق وحسن النوايا تجاه الآخر لدي إدعاء بإنها مفقودة في حزمة السلوكيات الإسلاموية التي يطغى عليها حربائية لا تخطئها العين ، فمثلاً إخوان مصر قبل إعتلائهم عرش السلطة قادوا حملة إنتخابية حاولوا فيها إرسال تطمينات للمجتمع المصري بأن دولتهم القادمة هي دولة مدنية -بالرغم من إلتباس المصطلح ذاته- دستورية ، و أيضا حزب النهضة التونسي بقيادة راشد الغنوشي الذي أول ما تحدث عنه أن السياحة هي أحد موارد الدولة الأساسية و سيعمل جاهداً على الإبقاء على مستوى مرتفع من الحريات مما يؤثر إيجابا على الإقتصاد عن طريق تأثيره على السياحة ، لكن يبقى المحك فيما بعد إستلامهم للسلطات التشريعية و التنفيذية في بلدانهم ، ليعلم الجماهير حينها و يروا هل الوعود الإنتخابية حية تسعى بينهم أم تبخرت تحت شمس الشرق الأوسط الحارقة!!!!.

هذه الحربائية ليست مجرد أخطاء عابرة و لا يمكن أن نكون بالقسوة التي تجعلنا نتحدث عن سابق إصرار لها و لكن هناك أسقف منخفضة للحريه في عقل التنظيمات الإسلاموية تجعل من الإبداع و الإختلاف داخل الإخوانيات أمر أقرب للمستحيل لأن أحد الهواجس التي تسيطر عليهم هي النمط الموضوع سلفاً لسلوك المسلم من حيث المظهر و أسلوب الحديث و التعامل مما يجعله مضطراً في بعض الأحايين للتلون لمشابهة النموذج الغير متفق عليه نصيا من الأصل .

و هناك أيضاً نزعة البداوة التي يجنح لها الإسلاميين تجاه المجتمعات ليست أيضا نتاج جهل منهم لكن هناك حلم مشترك بالنسبة لكل الإسلاميين يجعلهم يعمهون في طوباويتهم بإستحقاق اللاهوت لكل المنجزات الكونية مثلاً المدعو صفوت حجازي تمت إستضافته في برنامج يحكي عن وقائع الثورة في مصر سأله المقدم عن ماهو السبب الرئيسي لإندلاع الثورة ليجيب و بكل خفة عقل ( إنها معجزة من السماء)!!! ، لينسف تلقائياً كل المفاهيم الثورية عن تراكم الوعي بالظلم ، و هذا الحلم هو محاولاتهم _فقط بالدعاء_ لبناء إمبراطورية إسلامية في قلب العالم المعاصر ، لذا لم أكن مستعجباً من حديثه بعد أحداث ميدان التحرير و المواجهة بين بعض الإسلاميين و أسر الضحايا تصريحه المفخخ لقناة الجزيرة ذاتها حيث قال: (نعم سنحولها إلى حرب أهلية ، نحن معنا الله و الحق و مرسي هو خليفة المسلمين)!!.

أما الغنوشي لم يكن مختلفاً لحد كبير مع صفوت حجازي حين قال مخاطبا السلفيين :(نحن ضدنا الشرطة و الجيش ، إحتلوا المساجد و الشوارع ، الشعب التونسي جاهل بدينه)!!، ليضع نفسه و بوعي كامل في خانة المرشد و الأب الديني لجموع الشعب التونسي و يلقي كما أخوان مصر تشريعاته عن طريق نظرية فوقية للمجتمع يراد بها قولبته في النموذج الإخواني ، تصريح كهذا لشخصية لها وزنها الديني و السياسي و التصريح يستهدف به السلفيين الذي سيقومون بدور إستهدافي للتوانسة لتعليمهم دينهم ، يمكنكم أن تعرفوا حينها أي وبال يحمل ، ليسقط الضحايا و بكل أسف بين عقلية الأب و همجية اللحى !!!



هذا الجنوح للبداوة مرده أن الديني مهما إختلف مشربه فهو حسب تصوره أن هناك عصر ذهبي مر على معتقده و هو مهموم بإعادته في الحاضر للسيطرة على المستقبل بشروط الماضي ، وعملية حبس العقل في هذا الماضي لها آثرها في بنية الوعي للإسلامي ، لذا من الطبيعي أن يكون شعارهم السحري هو الإسلام هو الحل و الحل ليس في الإسلام فحسب بل في الإسلام حسب الفهم في ذلك العصر له مما يزيد من تفريخ جماعات سلفية ذات صوت عالي كما يحدث الآن في تونس و مصر.

إسلاميو السودان ليسو بأفضل أخلاقاً أو حالاً من إخوانهم سابقي الذكر فالحركة الإسلامية السودانية و التي لها تاريخ ليس بالقصير مع التسلط سواء كان عن طريق التصالح مع الديكتاتورية أو التصادم و إسقاط الديمقراطية كما حدث في يوليو 1977 بعد أن حرضهم دخول الصادق المهدي مطأطأً رأسه للإتحاد الإشتراكي المايوي ليأتوا بفرية أرادوا بها تبرير سقوطهم في إمتحان النضال المتواصل ضد الديكتاتورية بإن خلو الساحة لقوى اليسار يؤدي لهدم كل قيمة تدعوا للهدى و الرشاد!!! ، وهذا الحديث الذي يوضح إستخفاف الإسلاميين و كذبهم الذي لا ينفك يدعَم منهم بنصوص فوقية لأسلمته مثل التأويل المضحك المبكي في آن معاً للدكتور صبري أحمد خليل في مقاله المعنون ب(مفهوم التنوير بين الفكر الإسلامي و الفلسفة الغربية) يقول فيه أن كلمة تنوير مأخوذة من الآية القرآنية (الله نور السموات و الأرض) !!!! ، و أيضا قبل إنكشاف موقفهم من الديمقراطية و مدى أصالته بعد إنقلاب يونيو ، إرتكبوا واحده من أسوأ السقطات التاريخية و الدينية في تاريخ السودان الحديث و هو تلمظهم كالأفاعي خلف المحاكمة المؤامرة للأستاذ محمود محمد طه .

إذا الإسلامي مهما إختلفت جغرافيته يفكر بأسلوب واحد وهو ذهنية تجريم المجتمع بغرض إحتكار الحق الإلهي و مصادرة المشروعية و تنصيب الذات الإسلاموية كمتعالية على الجميع ، وهذا أول الفخاخ التي يتساقطون فيها ، و ما يميز ويجمع بين الإسلاميين هي البراغماتية السيئة الجوانب و لكي أكون أكثر إيضاحا لا أعني بالبراغماتية مثلاً سياسات الأباء الأوائل المؤسسين للولايات المتحدة التي كان الغرض منها توحيد الولايات ، بل التي تشابه لحد كبير تاجر السلاح الذي يمد كِلا طرفي الحرب بالسلاح و لايهمه سوى تجارته و أرباحه الذاتية ، فالإسلاميين في السودان يشكلون تواجد كبير في قائمة الأكثر ثراء في بلد يرزح أغلب مواطنيه تحت خط الفقر ، المثير في الأمر هو تجاوزهم لكل النصوص الدينية التي يستقون منها سلطاتهم و التي تجرم كل أنواع الإكتساب الغير مشروع !!! ، ليظهر هنا و بقوة أسلوب التعامل البراغماتي مع النصوص الدينية الملزمة .

حسناً مما سبق ذكره يتبين أن هنالك صدمه حقيقية تسيطر على الإخوان المسلمين في العالم العربي و هي محاولة اللعب على حبلين هما إعادة التاريخ و مسايرة الحاضر ، وهذه الصدمه هي بالأساس نفسية تجاه العالم ، فالشعور بالغرابة في حد ذاته أحد ميكانيزمات العنف تجاه المجتمع المستبعد له ، و ليس لدى الإخوان الجرأة التي تدفعهم لتجاوز الصدمه من حيث تجاوز الموروث الإمبريالي للمعتقد و لا التأويل العقلاني له ، مما سيجلعها في حالة إستعداء لبعض الدول من قبيل إثبات الولاء للتاريخ و رفع شعارات تشابه أيدولوجيا الكفاح مما يضمن لهم إلتفاف شعبوي ، الخطير في الأمر أن الشعارات التي يمكن أن تجييش بها المشاعر ستصبح يوما ما هي المشاعر الحقيقية تجاه الآخر مما يبشرنا بمجتمعات مثل مدارس الجريمة الكوليمبية التي تحرض الأطفال على قتل الكلاب و عندما يكبروا سيكون المجتمع هو حظيرة الكلاب..!!!!



إنتهى



#مازن_صلاح_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية في السودان : الطريق نحو الأنسنة-*


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن صلاح الأمير - الإسلاميين و صدمة الصعود