أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - بعض العلل في ثقافتنا, ومحيط الفيسبوك














المزيد.....

بعض العلل في ثقافتنا, ومحيط الفيسبوك


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 19:42
المحور: المجتمع المدني
    


هناك بعض المثقفين, يرون أن قدرهم يهبط حينما يضعون في الفيسبوك اعجابا "لايكاً " لكلمات شاعر أو كاتب أقل منهم مكانة أدبية كما يظنون, فتراهم يقرأون مانكتبه اختلاسا من بعيد, وقد يسرقون فكرة هنا ولمحة هناك. وتجدهم لا يهتمون لكل مايكتبه الاخرون وان كان جميلا, ولم يفكروا بكلمة تشجيع شاب أو شابه أحب الشعر وكتب عبارات جميلة أو شعرا يخطف الاعجاب حقا, فهم يستكبرونها على أنفسهم ويختفون عن الناس ولسان حالهم يقول لا بد وان نضع فاصلا بيننا وبينهم كي لا يلحقوا بنا...عجبا!
لقد تربيت وتتلمذتُ على يد أبٍ شاعرٍ فتحت عيني على مكتبته التي تضم أمهات الكتب بالأدب والمعرفة والثقافة, وعشتُ منذ طفولتي في بيئة عائلية جلّ أهلها شعراء ومثقفين ولم يدر بخلدي ولا سمعتُ ان هناك علواً وارتفاعاً للمثقف والأديب الحقيقي في غير مكانته في قلوب وعقول الناس, كما أنني تعلمت أن الثقافة رسالة ومحبة للجميع وأهم الجميع هم بسطاء الناس والذين يظهرون مافي نفوسهم بصدق وتلقائية معبرين عن اعجابهم علنا وبلا مواربة. فحينما قبلت أن يكون لي أصدقاء من جمهورٍ غالبيته يتوقُ للمعرفة والأدب حيث حرم منه طوال عقود بسبب أنظمة فاسدةٍ قادت الوطن الى الحروب والصراعات والاحتلالات والتشظي والفرقة الطائفية وأمراض السياسة والدين ومااكثرها, عندها لا بد من أن أتوقع أن يعبر الجميع عن وعيه وقاموسه مما سمح له ظرفه العسير ان يتحصل عليه, فهل يكون جزاء من يلم كسرات زجاج النوافذ لصد العاصفة الاستهجان واللوم والرمي بصفات بعيدة كل البعد عن النوايا ؟
اتمنى على هذا النوع من المثقفين, الخروج من جلابيبهم التي حنطتهم, وان ينزلوا من أبراجهم العاجية, فالمثقف المتعالي لايختلف ابدا عن السياسي الذي يحيط نفسه بأعداد من الحمايات والبودي جاردات, فلكلٍ بودي جارداته التي تبعده عن عموم الناس, اذن مانفع الثقافة والفهم حيث يقف عند حدود نخبة قليلة غير مؤثرة ولم تؤثر على مايجري من أحداث مع الأسف..
لابد وان يراجع المثقف نفسه ويرى أين هو من الناس , وماذا نفعت كتبه وكتاباته ومقالاته إن لم تمس من الناس عاطفة ليتأثروا بها, ويتفتح وعيهم على مايريد المثقف الذي من المفترض أن يكون المعبـّر عن ضمير الناس بقدراته ومواهبه.
لا أريد أن اقول علل البسطاء, فهي كثيرة , فالبعض يطلب التعليق والإعجاب بنفسه طلباً منك, ويحرجك اذ لا تريد ان تساهم بنشر ما لا يستحق النشر, والبعض يدخلك في نقاشات لا تستحق ان تضيع وقتك لأجلها, والبعض يعلق تعليقات تنم عن كبت روحي وجد له منفذا, والبعض يظهر عدوانية لا داعي لها وتراه يتهجم بسبب فكرة ما طرحتها ولم تعجبه, وآخرون يزعلون لأدنى شيء ويتعاملون بحساسية مفرطة وما عليك الا ان تتعامل معهم بقلق وحذر, لكنهم مهما كانوا فعلينا تحمل مسؤولية أننا نكتب للجميع ونريد الجميع ان يقرأ, عدا ذلك نكون نكذب على انفسنا حينما نقول اننا نتمنى شعبا قارئا ونتمنى ان تعود المقولة الشهيرة في أن بغداد تقرأ.
وهناك علة من أكبر العلل في مجتمعنا الذكوري, فقد ترى ان شويعرة شابة ابتدأت تكتب جملا وهي لا تعرف الفاعل من المفعول به ولا تعرف أبسط بديهيات فن الشعر, وإذ بكاتب معروف يكتب عنها ويطنب حتى يجعلها معجزة الزمن الراهن, ثم نعرف بعد البحث ان لها علاقة سريـّة به توجها بهذه المقالة مهرا لها, بينما هناك من يجلس يتحدث عن شاعرة لها تاريخ في الشعر والعطاء, ليقول ان شعرها ليس شعرا دونما يعلل لماذا, فقط لانها لم تهتم لفحولته المندلقة عليها. والمؤلم أن هناك من يأتي ليقول ان النص هو الفيصل في الاحتفاء بأديب دون سواه, وكأننا نعيش بمجتمع غير مجتمعنا الظالم في كل شيء, ولو كانت الحقيقة هكذا والنص هو الحاكم فعلا , لكنا بأحسن مجتمعات العالم عدلا وتطورا ووعيا ومساواة, فهل نحن كذلك حقا؟
أين هو الفيصل الحق في مجتمع يجعل الذكورة فضلا والأنوثة عورة؟ ويتعامل مع هذا المبدأ في كل مفاصل الحياة ..
أيها المثقفون الذين تعتقدون انفسكم أهلا لمنح الأوسمة, وبأنكم محكمة العدل في الثقافة , انني أكتب لعامة الناس , للمساكين , لشباب عاطل عن العمل قهره الحرمان والظلم واضنته أوهام المجتمع وتقاليده, أكتب ُ لمن يتذوق الشعر ولا يعرف أن يعبر ويتحذلق بكلماته أمثالكم , قولوا ماشئتم فلن تكونوا بأسوء مما أنتم فيه , ودوروا في حلقتكم البائسة المفرغة, مؤمنة كل الايمان بأن:
كل ابداع بعيد عن الناس, ولا يكون أنيساً لهم في القهر فهو كاذب..
9-10-2012



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة بلا وطن/ الجزء الثاني
- -عاشقة بلا وطن-
- تنتظر وطن!
- الدفاع عن الحقيقة واجب الجميع
- أردتك َ ربّاً
- التوحيد في العشق
- -بلا أهلٍ ولا وطنِ-
- حزن الجنة
- هل عرفت السر؟
- المجون, دوران الأرض
- هل سنبقى معاً؟
- هل من حجة ٍ بعد؟
- -خالية منك-
- عشقتك دهرا ً ونيّف
- أغنية المتقارب
- عشقتُ القمر
- العقلية العربية الإسلامية والثورات.
- ماذا سأفعل؟
- -العشق سلاحي-
- -لوعدكَ طرتُ-


المزيد.....




- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...
- كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا ...
- -المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على ...
- 5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - بعض العلل في ثقافتنا, ومحيط الفيسبوك