سئم الشعب

عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 00:15
المحور: حقوق الانسان
    

سئم الشعب


أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وانقسام, وأزمة نفط وانتشار للمخدرات, وانقطاع للكهرباء, ومشاكل شبكة جوال والانترنت, وشح المياه مع عدم صلاحيتها للاستخدام الادمى, بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة, والفقر, وارتفاع في الأسعار ، مشاكل يعانى منها المواطن في غزة, في فلسطين بلد المرابطين والصابرين بسبب تعنت البعض في محاولة الحفاظ على الكرسي والمنصب والمال والجاه وبعيداً عن الدستور والقانون, وبعيدا عن هموم المواطن ومشاكله0 ورغم ذلك فان كل هذه المشاكل والأزمات لا يتأثر بها مفتعليها, ويكون الضحية هو المواطن المقهور والمطحون والمغلوب على أمره, لأنه يعيش في فقر متقع ويبحث عن لقمة عيشه دون كلل أو ملل, لذلك استغله الكثيرون للوصول إلى أهدافهم ولتدمير هذا الوطن والوصول بالمواطن إلى الحضيض, بينما صانعو الأزمات يجلسون في منازلهم ودواوينهم لايتاثروا ولا تتأثر أعمالهم أو أعمال أبنائهم وأفراد عائلاتهم أو كل من يحيط بهم ولو بالشيء البسيط, ,بينما المواطن المغلوب على أمره يتحمل نتائج تلك المصائب بكل أنواعها والتي وصلت إلى قوت أبنائه اليومي الذي يظل يبحث عنه مراراً وتكرارا دون جدوى في ظل وضع معيشي مزرٍ سئم الفلسطينيون منه, ويريدون الخروج منه ومن هذه الأزمات التي تدمر البلاد0
سئم الشعب الفلسطيني وكافة أصدقائه ومحبيه ومناصريه مما آلت إليه أوضاع الوطن والمواطن, وما ينبئ به المستقبل من صورة سوداء في حال استمرار الحالة الراهنة على ماهى من صراعات سياسية وحزبية ضيقة خارج الأطر الدستورية والقانونية, بينما هناك العديد من الأساليب التي كفلها الدستور والقانون للوصول إلى مايريده الطامعون بالسلطة في بلادنا , والتي تنعكس بشكل ايجابي على الوطن والمواطن0
سئم الشعب وهو يتجرع ويلات الصراع السياسي, وينتظر انفراجه قريبة متطلعا للمستقبل ومستقبل أبنائه ومصير القضية الوطنية ليبعد شبح الأزمات التي يعيشها ويتنفس الصعداء, ويمارس حياته الطبيعية كما كانت من قبل0
سئم الشعب وهو يتحمل لوحده المشاكل الناتجة عن الوضع الراهن, بينما صانعو الأزمات يجلسون في بيوتهم وكل شيء يصل إليهم دون تعب او عناء، بل ويتاجرون بحياة ولقمة عيش الناس الضرورية وقيادات غزة ورام الله إذن من طين والأخرى من عجين0
سئم الشعب وهو يرى الأمن والاستقرار والحريات قد اختفت وظهر مكانها القمع والإرهاب وكم الأفواه والاعتقالات السياسية لأبناء هذا الوطن الواحد وكان بإلامكان أن يجلس الجميع على طاولة الحوار وتنفيذ بنود المصالحة وحل كل هذه المشاكل وبذلك نتجاوز الأزمة بما يحفظ للمواطنين حقوقهم وكرامتهم0
سئم الشعب تعنت وتخندق أطراف الأزمة ونظرتهم لمصالحهم الشخصية والحزبية بعيداً عن مصالح الشعب والوطن, وترك فلسطين وقضيتها الوطنية تهوى إلى الحضيض في حال استمرارهم على هذا النهج المتعنت الذي لايخدم إلا مصالح العدو الاسرائيلى, وسيقود الجميع إلى كارثة لن ينجو منها احد0
سئم الشعب وهو يتحمل سوء الخدمات اليومي والمتزايد من ارتفاع الأسعار, وانقطاع الكهرباء, ومشاكل مياه الصرف الصحي, والتعليم, والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية والإنسانية الأخرى التي تقدم للمواطنين0
سئم الشعب وهو ينتظر انفراج عاجل وسريع للانقسام والأزمات اليومية التي تزيد من أعباء كاهله والتي انعكست على الأسرة وبالتالي على المجتمع مما ضاعف من المشاكل الاجتماعية, ولذلك أصبح كل همّه أن تعود الوحدة الوطنية والأوضاع إلى ما كانت عليه سابقا لتخفف من الحمل الثقيل الملقى على كاهله من الأزمات والمشاكل 0
سئم الشعب وهو يرى الأطراف السياسية تتناحر فيما بينها وتترك الوطن والمواطن والمشروع الوطني ضحية لتلك التناحرات والمماحكات السياسية دون أي وجه حق0
سئم الشعب وسئم الأصدقاء والمناصرين من الوضع الإنساني المتدهور الذي وصل إليه المواطن في فلسطين ,وينذر بكارثة إنسانية في حال لم يتم تحكيم العقل والمنطق من السياسيين في بلادنا لنصل بالمركب سويا إلى بر الامان0
لقد سئم الشعب من الوضع المزري الذي وصلنا إليه, ويطالب الجميع بتحكيم العقل والمنطق, والروح الوطنية, والعودة إلى الحوار لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة0
إن الأمر لا يحتاج للكثير فنحن الآن على أبواب شهر الحاج شهر التسامح والمحبة والتعاضد, وكل مانحتاجه بصدق هو أن تتصافى النفوس والقلوب, ونتجه لمصلحة فلسطين وشعبها ومشروعها الوطني, وإذا تم ذلك سنرى انفراجاً قريباً ً للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وباقي المشاكل المترتبة على ذلك وبذلك نكون قد أزحنا هما كبيرا عن المواطنين ليتفرغ الجميع للقضية الوطنية0 0

#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات