أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد بوعلام عصامي - لحظة وداع.. وإلهام تحت الشّجر














المزيد.....

لحظة وداع.. وإلهام تحت الشّجر


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 09:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حلّ الظلام وانتهت شجون الحديث، وحام فوقنا موعد الوداع، أدركت أحاسيسنا عاطفية الموقف، فحلّ بنا صمت طويل، لأن كلانا يعلم أن لحظة الوداع بين قلبين ينبضان حبّا ليست بالأمر اليسير، نظرت في عينيها وساد صمتٌ حزين، زاده هزيز الرّيح وحفيف أوراق الشجر..

رفعت رأسها وقالت: تموت الأشجار واقفة لأنّها كريمة.

قلت: وتموت واقفة كذلك كي لا تٌسقط أعشاش العصافير، لأن العصافير بدورها تحب أن تموت في أعشاشها بين أغصان الشجر..

قالت: ليتنا كالأشجار نحيا في أمّنا الأرض واقفين، وكذلك نموت ولا نركع..

قلت: ليتنا كذلك، كي تحيا الأجيال من بعدنا بين جوانحي ذكرانا شامخين بعهدنا، ليقولوا دوما، يحيا الوطن، كريما بذكرى أجدادنا.. وِليحيا الوطن للجميع وكذلك يبقى إلى أبد الآبدين..
فلا شعبَ بدون وطن ولا وطنَ بدون شعب.. والموت لوطن بلا شعب والتشرّد لكل شعب يخون ولا يحمي حمى الوطن.

قالت: كرامة الوطن في كرامة الشعب.

قلت: أوَ ليس عندما يحيا الشعب في الوطن كريما، يحيا الوطن في الشعب عزيزا.

جائني شرطيٌ فقال لي: أنت لص تسرق عبارات ولحظات بين ظلام زوايا الشارع، فقلت له قبل أن تحاسبوا لصوص سكون الشارع، ولصوص الشارع، حاسبوا لصوص الظلام ولصوص الوطن، فلم يعد للزمن عهدٌ بأوطان تمسي مسروقة قبل شروق الشمس وبعد سقوط المطر، إلاّ في عهدنا، مدام السّاقطون يتعالون في وطننا على سماءه وبحره ويستخفّون بريح المطر..

بعد قصّة مخفر الشرطة اتصلت بها، وقلت لها بعد أن لملمت أشلائي:
فلتصبحي على وطن من سحاب ومن شجر!!

فتحتُ النّافذة وخاطبت سكون الكون ونيام البشر قبل أن أختم جواز السّفر:
www.md-boualam-issamy.blogspot.com

لا تَمسوا إلاّ بين الحرية أوالقطيعة في انتظارِ العاصفة، أملاً أن تنظّفوا في صُبحٍ جميل كلّ أركان الوطن وتُسقطوا السّاقطين في خريفٍ من غُصن الزّمن..

فسأعيش ولتَعش أنت وأنت حرّاّ، ولا تجعل من نفسك للسّاقطين ذيلا، وإن لم يكن لك من الأذيال بدّا فانعزل بعيدا في قطيعةٍ عن كلّ القطيع.
تماما كما قال أنيس الفكر "جبران خليل جبران": (الوحدة عاصفة هوجاءٌ صمَّاءٌ تحطِّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا ولكنها تزيد جذورنا الحيِّة ثباتاً في القلب الحيِّ للأرض الحيَّة).

هكذا تعيش قلوبُ الأحرار، مهما اشتدت وطالت النّكسات.. فقط تذكر دوما أن الأشجار تموت واقفة..
فلا تسقطوا الغصن الأخضر.. فلا تسقطوا الغصن الأخضر..
ولكن اسقطوا كلّ السّاقطين.. اسقطوا كل السّاقطين، إن أردتم فعلا أن تُصبحوا على وطنٍ من سحاب ومطر، وتمسوا على وطن من غصن وشجر..

السّلام عليكم



#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرابيسك وإقصاء مدونين مصنفين؟ تحت أية معايير؟
- الأنيمي بين الأمس واليوم
- المغرب بين الأمس واليوم، بين الجزائر والمرتزقة وانتظار تجليا ...
- حوار مع أسير..
- عمود -شوف تشوف-للصحفي رشيد نيني،وأيام من طريق الجامعة !
- خواطر من الماضي -مدرسة التخويف والترهيب-
- مصنع إنتاج الديكتاتوريات -made in-Arabia
- إلى المتعرية علياء: -إذا لم تستحي فاصنع ما شئت-!
- مصطلح -البرجوازية- وإسقاطه على الطّبقات الغنية في المجتمع ال ...
- عند-ماسح الأحذية-.. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!
- البطالة بين الرأسمالية الغربية والخوصصة المغربية


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد بوعلام عصامي - لحظة وداع.. وإلهام تحت الشّجر