أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رابحة مجيد الناشئ - مهرجان اللومانتيه في دورته السابعة والسبعين يزهو من جديد















المزيد.....

مهرجان اللومانتيه في دورته السابعة والسبعين يزهو من جديد


رابحة مجيد الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 08:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    




مهرجان اللومانتيه في دورته السابعة والسبعين يزهو من جديد
650000 زائر لهذا العام

عيد اللومانتيه أو عيد الإنسانية، هو أكبر حدث سياسي وثقافي في فرنسا، وهو التجمع الأكبر للتضامن الأممي مع كل الشعوب المكافحة في سبيل حريتها والمتطلعة للديمقراطية والحياة الكريمة. وعلى مرور الزمن أصبح هذا العيد موعداً لابد منه يتجدد ويتطور في كل عام، تنظمه صحيفة اللومانتيه جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي في الاسبوع الثاني من شهر أيلول(سبتمبر) والتي كانت هذا العام 14،15،16 من هذا الشهر في لو بورجه (مكان الاحتفال).
ثلاث قضايا محورية اختيرت كشعارات لتجسد الرؤى السياسية لمهرجان هذا العام:
♦— تسريع وإنجاح التغيير الحقيقي نحو اليسار.... وقد كنا نسمع كلمة تغيير تتردد دون توقف في شوارع وممرات لوبورجه.
♦— رفض المعاهدة المالية للاتحاد الأورﭙـي التي تتحمل الشعوب نتائجها الوخيمة اجتماعياً واقتصادياً... بسبب التقشف المالي المؤسسي.
♦— الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر(1962) وتنظيم الندوات والمحاضرات والحفلات الموسيقية بخصوص ذلك. إن هذا الاحتفاء التضامني باستقلال الجزائر لهوَ حق لجريدة اللومانتيه، فهي من الصحف النادرة التي ساندت( بالرغم من المنع والرقابة) الشعب الجزائري في كفاحه من أجل نيل حريته واستقلاله.

ثلاثة أيام من التضامن الأممي والغبطة والأمل

إن مهرجان اللومانتيه ليس مهرجاناً سياسياً وحسب، بل هو مناخ ثقافي أيضاً ومناسبة للتمتع والانشراح :
— خيم للمناقشات والحوارات المختلفة المرتبطة دائماً بالرهانات السياسية والتحديات التي تواجهها الشعوب
— قرية للكتب ولمحبي الشعر والأدب
— قاعات للمعارض التشكيلية
— مسارح وعروض مسرحية
— قاعات وفضاءات واسعة للحفلات الموسيقية الغنائية لمطربات ومطربين من فرنسا ومن العالم.

القرية العالمية

أُنشئَت هذِه القرية في عام 1948 خصيصاً لأجل استقبال شعوب العالم، تجسيداً لمبدأ التضامن الأممي مع الشعوب وتحقيقاً لمبادئ الثورة الفرنسية: الحرية، الأخوة والمساواة.
أنا وزوجي كعادتنا ومنذ أكثر من عقدين كنا من ضمن روّاد هذا المهرجان وهذه القرية الجميلة، وكان من دواعي سرورنا أن يصاحبنا هذا العام صديقان، أحدهما جاء من السويد والأخر من هولندا.
يسير الزائر في شوارع القرية العالمية وكأنه يطوف حول العالم ومن خلال مروره بمئات الخيمات الممثلة للبلدان المختلفة، يتعرف على هذه الشعوب وعلى إبداعاتها الفنية وألبستها الفولكلورية ومطابخها اللذيذة ويستمع لموسيقاها وأغانيها الوطنية والعاطفية، كما يستمع لندواتها الثقافية والسياسية وقضايا شعوبها المصيرية.

خيمة طريق الشعب

في منتصف شارع جيـﭬارا تتموضع وتنتصب الخيمة العراقية، خيمة طريق الشعب (الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي). هذه الخيمة التي لم تعد خيمة للشيوعيين فقط.... بل لم تعد حكراً للعراقيين وإنما تحولت بمرور السنين إلى محطة يلتقي بها كل المؤمنين بالقيم الإنسانية وبالديمقراطية وبحق الإنسان بامتلاك حريته وتمتعه بالحياة الكريمة.
عند باب الخيمة وعلى أطرافها يجذبك عطر الشاي المهيَّل ورائحة الكباب والفلافل....وكأن أريجها يقول لك أهلاً وسهلاً . عند الدخول إلى الخيمة تواجهك لوحة فنية كبيرة للفنان التشكيلي الراحل محمود صبري الذي سميَّت الخيمة باسمه هذا العام تكريماً لهذا الفنان المبدع الملتزم لما أضافه للفن على المستوى العراقي والعالمي، واللوحة من عمل الفنان العراقي صلاح ﭼـياد. وكانت هناك محاضرات ونقاشات وفلم عن حياة هذا المبدع الذي لقب بالزاهد لتواضعه المتناهي.

رابطة المرأة العراقية

تميزت خيمة هذا العام بالحضور النسوي المكثف والفعال. رابطة المرأة العراقية وهي تعيش الذكرى الستين لتأسيسها( 2012 — 1952 ) كانت في قلب هذا الحدث :
♦ — معرض للصور الفوتوغرافية التراثية للنساء العراقيات وبأزيائهنَ التقليدية زينت به الرابطة الجانب الأيمن من الخيمة، تاركةً الجانب الأيسر منها لمعرض الفنان السينمائي قتيبة الجنابي حول حياة الفنان محمود صبري.....وعلى الطاولات كان هناك معرض آخر للرابطة حول الأعمال اليدوية التراثية.
♦ — كما نظمت الرابطة مظاهرة نسوية طافت شوارع القرية العالمية بالأزياء الفولكلورية العراقية الجميلة وبالأعلام الزاهية المعبرة عن رموز ومكونات الشعب العراقي، وحملت المتظاهرات شعارات مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية تناهض العنف والتمييز والتهميش الممارس بحق النساء في العراق. رافق النساء في مسيرتهن الكثير من الرجال والشباب المتضامنين مع قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة حاملين الدفوف والادوات الموسيقية الأخرى وكان جلهُم من الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين.... الذين جاءوا من العراق ومن دول أورﭘـية ومن كثير من المدن الفرنسية ليعلنوا تضامنهم مع المرأة العراقية من جهة وعن وقوفهم بوجه كل محاولة لاعتقال الثقافة العراقية النيرة وخنق حرية التعبير.
طافت المظاهرة شوارع وممرات القرية العالمية في اليوم الأول لمهرجان اللومانتيه ثم تكررت في اليوم الثاني وكان من شعاراتها:
— لتتوحد حركتنا النسوية من أجل المساواة للمرأة والسعادة للطفولة في عراق مدني ديمقراطي.
— ليتوقف كل أشكال العنف والتمييز ضد المرأة في العراق.
— ليتوقف تشويه جسد المرأة (ختان الإناث).
— لتتوقف جرائم الشرف (غسل العار) في العراق...... وشعارات أخرى مماثلة.
وكان لهاتين المظاهرتين صدى واسع لدى الجمهور الأممي الذي كان يُصفق بحرارة للنساء العراقيات وهن يزغردن ويرددنَ الأناشيد العراقية الوطنية وأغاني السلام والحب والجمال.

حضور كبير للشبيبة العراقية

اشترك الشباب في خيمة طريق الشعب اشتراكاً فعالاً في الإعداد والتنظيم والتقديم للبرامج المختلفة وقدموا فعاليات عديدة منها الغناء والرقص الفلكلوري....وكانوا كشموع وهاجة أضاءَت الأيام الثلاثة للاحتفال وأبهجت كل من في الخيمة ومن مَرَّ بها.

فعاليات لا حصر لها داخل هذه الخيمة، مُطربات وَمُطربين، هُواة وَمحترفين، عزف على العود ونقرات على الطبلة، مَشاهد في كتابة الخط العربي، رقص وأهازيج.... وكثير من الفعاليات الأخرى.
وهناك الجلسات الحميمية وما يتخللها من حِوارات اجتماعية وثقافية وأخبار أدبية وما يرافقها من طرح لذكريات الماضي والحديث عن مشاريع الحاضر والمستقبل والمرتبطة دائماً بحكايات عن أوجاع الغربة والمنافي والحنين....والعراقي عندما يعتصر قلبه حنيناً لعراقه يبحث عن رئةٍ....غالباً ما يجدها في كلمات السياب:

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام

حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق

مهرجان اللومانتيه موعد سحري، من يزره يعود إليه، ومن يتجول في شوارعه وممراته وقُراه يرى عالماً آخر... يشاهد الحشود البشرية المتآخية الوافدة إليه من كل القارات لتمثل شعوبها في هذا المهرجان...هذه الشعوب المختلفة، المتماثلة، الملتحمة فيما بينها والمتوافقة في مطالبها: الحرية والعدالة والمساواة لكل شعوب العالم.

وفي كل عيد لمهرجان اللومانتيه تتجدد الأحلام وتتجذر القناعة بغدٍ مقبلٍ أَفضل وبمجتمع أكثر عدالة تسوده المحبة والأُخوة ويعمه السلام، فليس هناك من يستطيع أن يقول لعجلة التأريخ...توقفي!.



#رابحة_مجيد_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهرٌ منَ الحُبِ والتضامُن تدَفقَ في هولندا
- سوق الشعر في باريس، رسالة حب وسلام
- مهرجان دوافع العمل في مدينة ﭘواتيه الفرنسية - ديمقرا ...
- الطفولةُ تَتَعمدُ برحابِ رَبيع الشُعراء في فَرنسا
- يوم المرأة في فرنسا
- المصور عباس علي عباس: مَدينٌ بعيني لبغدادَ وَمن فيها
- الفنان العراقي كريم إبراهيم يُسجل احتجاجا في مهرجان اللومانت ...
- مهرجان اللومانتيه، ربيع للابداع، وموعد للحب والتضمن الأممي. ...
- عيد اللومانيتيه، إنتصار للديمقراطية وللتضامن ما بين الشعوب
- الأول من أيّار في فرنسا عيد مزدوج: عيد العمال العالمي وعيد ز ...
- ربيع الشعر مُهدى إلى المرأة في عيدها الأممي
- ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ...
- 8 آذار: في آذارها ...المرأة العراقية...صبر وصمود وطموح


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رابحة مجيد الناشئ - مهرجان اللومانتيه في دورته السابعة والسبعين يزهو من جديد