|
مابين حانة ومانة ضاعت الامانة
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 11:17
المحور:
كتابات ساخرة
ادعي اني من المتابعين لتعليقات القراء التي ترد الى هذا الموقع وادعي ايضا ان هناك اسماء محددة اقرأ لها كلما اطلت، فالجميع يعرف ان الوقت لايتسع الا لقراءة ماتريد او انت بحاجة اليه. خلال الشهر الماضي وقفت طويلا امام ظاهرتين في تعليقات الزملاء على ما اكتبه ويكتبه زملائي في هذا الموقع. الظاهرة الاولى: هناك حالة قنوط ويأس خطرين جداً إصابت الناس بحالة من الاحباط وفقدان الامل في القضاء على التسيب الحاصل في كل مفاصل الدولة وانهيار كل القيم وانحسار تلك الأخلاق التي كان العراقي يتفاخر بها امام شعوب الارض . لقد وصل الناس حسب هذه الظاهرة الى حالة الانكفاء والبحث عن الخلاص الفردي .. اماالشعارات الوطنية وحب الوطن والنضال من اجل رفعته وتقدمه ولتعش الطبقة الكادحة، والديمقراطية اولا ونعم لحرية الرأي،فقد اصبحت كلمات باهتة طعمها طعم ( الباجة البايتة يومين). لماذا هذا الوضع؟. بعيدا عن التنظير الذي يشتهر به العرب دون خلق الله يمكن القول ببساطة انه امر طبيعي! فحين تجد نفسك منهوبا وعينيك ترى السارق يمد يده الى لقمة عيشك ويداك مكبلتان واحساس بالعجز ينتابك، تلجأ الى اسهل الطرق التي ادمن عليها العراقي وهي اللطم بكلتا اليدين او تقبيل قفل شباك(....) او الزحف نحو قبر احد السادة طالبا العون والنجدة. وحين تجد ان حكومتك اصبحت خبيرة في استعمال كلمة الشفافية حتى اورودها في كل صغيرة وكبيرة وكتبوها حتى على ورق الحمامات العمومية،اذا كان هناك حمامات،.. حين تجد ان الكل يكذب ويكذب ويكذب ثم يتهادى بين اروقة الفضائيات ليعود مرة اخرى للكذب ثم يكذب ولا يدري ان مستمعيه، ان وجدوا، يسخرون منه ويدعون رب العالمين ان يصيبهم بالتيفوئيد الذي انقرض من عقود من السنين. زحف الى هذه الظاهرة رجالا من مختلف الاعمار وشابات في عمر الزهور. على من تقع مسؤولية هذا الانهيار؟. انها بالتاكيد تقع على النخبة الواعية من هذا الشعب والذين ربما يعيشون الان في احلك اوقات الخوف والرهبة من الفريق فاروق الاعرجي وضباطه الاشاوس وجنوده الغر الميامين. اذن مالعمل..؟. سؤال لااستطيع وحدي الاجابة عليه كما لا ادعي اني لدي الجواب الشافي خصوصا خصوصا واني اكره الشفافية والديمقراطية وحرية الرأي التي استوردها اخوان الصفا في المنطقة الصفراء لكني اعرف ان ثورات الشعوب مثل طبخة الحمص"اللبلبي" اليابس تحتاج الى وقت طويل حتى يؤتى اكلها. ام الظاهرة الثانية وهي الاخطر والاشد ظلاما تبدأ بالسؤال التالي. لماذا تكتبون ايعا القوم ولمن؟. هذا الشعب لايستاهل منكم كل هذا الجهد وكتاباتكم "ض..." بسوق الصفافير. لكل من هؤلاء له الحق في أي يفكر كيفما يشاء ولأني منهم فلي الحق ان اقول كلمتي. لست وطنيا بالمفهوم القاموسي والقوالبي لبعض النظريات الجاهزة ولست اذوب في حب العراق كما يذوب فيه اولاد الملحة في الجبايش وكلي علي بيك وطوزخرماتو والقرنة. لم تغب عيني عن اولاد الملحة ابدا،كانوا يظهرون لي بين الاسطر اطفالا يبكون وكبارا مطأطي الرؤوس وشيوخا يدارون دمعة خرجت غصبا عنهم. احد اطفال الملحة قال لي قبل يومين:أريد الذهاب الى المدرسة ولكني حين اجد امي تبحث عن مساعدتي في عملها بغسل ملابس بعض القوم اترك بل والعن المدرسة واقبل يد امي قبل ان ارفع عنها حمل الملابس لأنشره على حبل الغسيل. وامس قال لي احد الشباب الملحين: خويه جزنا من العنب ونريد سلتنا، ياخويه واهكل ما عندنه مانع.. خلي يسرقون ولكن ماذنبنا بعد ان درسنا سنوات طويلة واهالينا انتظروا يوم تخرجنا، لنجلس في بيوتنا مع الوالد والوالدة كل منّا صافن بوجه الآخر. وقبل كتابة هذه السطور بساعات قال لي احد شياب الملحة: بويه..فلك صاب هاي الناس..عود ليش ما يحترمون الكبار في السن.. سمعت من صديق ابني يعيش في بلاد الكفار ان الجبير بالسن ياخذ راتب اكثر من الاستاذ المدير العام بولايتنا وما ادري يصدك مدري يكذب لما يكول الدواء والفحص الشهري واجراء العمليات كلها مجانا، ويحلف باله ان الممرضات يجن مرتين بالاسبوع ويلفن على الشياب. بشرفك عمي هاي حالة؟. صحيح عمي هاي مو حالة، بس اعتقد تذكر انتفاضة العشائروثورة العشرين، وتذكر الرصافي من يمسح اعضاء مجلس البرلمان بالارض وتذّكر الجواهري... بس عمي بس.. هذوله كانوا زلم. فاصل قضائي مثل التبن: قبل يومين اطلق سراح الارهابية ماجدة سليمان التي جندّت العشرات من النسوة لتفجير الاماكن العامة والمجمعات السكنية واستشهد المئات من جراء ذلك. النكتة المريرة.. انها اعترفت بعظمة لسانها بكل ما فعلته ولكن القضاء العراقي العاشق للديمقراطية قال انه تم اطلاق سراحها بتصويت الاغلبية. مبروك لعوائل الشهداء. طاح.....
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصنام حية في النجف الأشرف
-
شاي كسكين الى برهم صالح وذاك السر...
-
وزير للقبض والإسهال
-
خسئت يا...اتحاد أدباء العراق
-
ايها المسيحيين اسمعوا وعوا
-
مجلس العزاء مازال مفتوحا منذ نصف قرن
-
واحد اعرج المخ اسمه فاروق الاعرجي
-
ثلاث قطرات ماء في الطابق الثاني
-
ديمقراطية حسون الامريكي
-
آه ياعراق ستكون في متحف التاريخ الطبيعي قريبا
-
رئاسة الوزراء العراقية تنتظر محمد تميم
-
عسر ولادة لقناة الجيش والكعبة نظيفة هذه السنة
-
الدباغ يهدي مصروف جيب للثقافة العربية
-
الطحال وما ادراك ما الطحال
-
وين ننطي وجهنا ياناس
-
حبيبي من اين لك هذه الطائرة؟
-
ليس اطرف من الصرف الصحي في العراق
-
حين تتعارك الديكة تسكت الدجاج
-
الصومال تتهم العراق بالتآمر لقلب النظام
-
العلم نورن
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|