أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - كارل ماركس - موضوعات عن فورباخ














المزيد.....

موضوعات عن فورباخ


كارل ماركس
(Karl Marx)


الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 11:11
المحور: الارشيف الماركسي
    


1
إن النقيصة الرئيسية في المادية السابقة بأسرها - بما فيها مادية فورباخ - هي أن الشيء (Gegenstand), الواقع , الحساسية , لم تُعرض فيها إلا بشكل موضوع (Objekt) أو بشكل تأمل (Anschauung), لا بشكل نشاط إنساني حسيّ , لا بشكل تجربة , لا من وجهة النظر الذاتية. و نجم عن ذلك أن الجانب العملي , بخلاف المادية , إنما طورته المثالية , و لكن فقط بشكل تجريدي , لأن المثالية لا تعرف, بطبيعة الحال, النشاط الواقعي الحسي كما هو في الأصل. و فورباخ يريد الموضوعات الحسية التي تتميز في الحقيقة عن الموضوعات الفكرية, و لكنه لا ينظر إلى النشاط الإنساني نفسه بوصفه نشاطا واقعيا (gegenständliche), و لهذا لم يعتبر في كتابه "جوهر المسيحية" شيئا إنسانيا حقا إلا النشاط النظري , في حين أنه لم ينظر إلى النشاط العملي و لم يحدده إلا من حيث شكله التجاري الوسخ. و لهذا , لا يدرك أهمية النشاط "الثوري" , "النقدي-العملي ."

2
إن معرفة ما إذا كان التفكير الإنساني له حقيقة واقعية (gegenständliche) ليست مطلقا قضية نظرية , إنما هي قضية عملية ؛ ففي النشاط العملي ينبغي على الإنسان أن يثبت الحقيقة , أي واقعية و قوة تفكيره و وجود (Diesseitigkeit) هذا التفكير في عالمنا هذا . و النقاش حول واقعية أو عدم واقعية التفكير المنعزل عن النشاط العملي إنما هو قضية كلامية بحتة .

3
إن النظرية المادية التي تقر بأن الناس هم نتاج الظروف و التربية , و بالتالي بأن الناس الذين تغيروا هم نتاج ظروف أخرى و تربية متغيرة , - هذه النظرية تنسى أن الناس هم الذين يغيرون الظروف و أن المربي هو نفسه بحاجة للتربية . و لهذا فهي تصل بالضرورة إلى تقسيم المجتمع قسمين أحدهما فوق المجتمع (عند روبرت أوين مثلا.)

إن اتفاق تبدل الظروف و النشاط الإنساني لا يمكن بحثه و فهمه فهما عقلانيا إلا بوصفه عملا ثوريا .

4
إن فورباخ ينطلق من واقع أن الدين يُبعد الإنسان عن نفسه , و يشطر العالم إلى عالم ديني موهوم و عالم واقعي. و عمله ينحصر في جر العالم الديني إلى قاعدته الأرضية. و هو لا يرى أنه متى انتهى هذا العمل , يبقى الشيء الرئيسي غير منجز. و الواقع أن القاعدة الأرضية تفصل نفسها عن نفسها و تنقل نفسها إلى السحاب بوصفها ملكوتا مستقلا. لا يمكن تفسيره إلا بالنزعات و التناقضات الداخلية الملازمة لهذه القاعدة الأرضية. يجب إذن , أولا , فهم هذه الأخيرة في تناقضها , و بعد ذاك يجب تعديلها بشكل ثوري عن طريق إزالة هذا التناقض. و عليه , حين يكتشف , مثلا , سر العائلة المقدسة في العائلة الأرضية , يجب انتقاد العائلة الأرضية نفسها نظريا و تحويلها ثوريا بشكل عملي .

5
إن فورباخ الذي لا يرضيه التفكير المجرد يستنجد بالتأمل الحسي ؛ و لكنه لا يعتبر الحساسية نشاطا عمليا للحواس الإنسانية .

6
إن فورباخ يُذيب الجوهر الديني في الجوهر الإنساني . و لكن الجوهر الإنساني ليس تجريدا ملازما للفرد المنعزل. فهو في حقيقته مجموع العلاقات الاجتماعية كافة .

إن فورباخ الذي لا ينتقد هذا الجوهر الحقيقي مضطر إذن إلى :

أن يتجرد عن سير التاريخ و أن يعتبر الشعور الديني (Gemüt) في ذاته , مفترضا وجود فرد إنساني مجرد منعزل ؛
أن يعتبر , بالتالي , الجوهر الإنساني فقط بوصفه "نوعا" , تعميما داخليا أخرس , يربط كثرة من الأفراد بعرى طبيعية بحتة .
7
و نتيجة لذلك لا يرى فورباخ أن "الشعور الديني" هو نفسه نتاج اجتماعي و أن الفرد المجرد الذي يحلله يرجع في الحقيقة إلى شكل اجتماعي معين .

8
إن الحياة الاجتماعية هي بالأساس حياة عملية . و كل الأسرار الخفية التي تجر النظرية نحو الصوفية , تجد حلولها العقلانية في نشاط الإنسان العملي و في فهم هذا النشاط .

9
إن الذروة التي بلغتها المادية التأملية, أي المادية التي لا تعتبر الحساسية نشاطا عمليا إنما هي تأمل أفراد منعزلين في "المجتمع المدني ."

10
إن وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع "المدني" ؛ و وجهة نظر المادية الجديدة هي المجتمع البشري أو البشرية التي تتسم بطابع اجتماعي.

11
إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة و لكن المهمة تتقوم في تغييره .


--------------------------------------------------------------

كتبها كارل ماركس في ربيع عام 1845.

نشرها أنجلس لأول مرة في عام 1888 في ملحق لطبعة منفردة لكتابه "لودفيغ فورباخ و نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية"

يصدر حسب نص طبعة عام 1888 المقارن بمخطوطة ماركس.

تمت الترجمة نقلا عن الألمانية.



#كارل_ماركس (هاشتاغ)       Karl_Marx#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - كارل ماركس - موضوعات عن فورباخ