أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسين طعمة - الى استاذي صالح البدري














المزيد.....

الى استاذي صالح البدري


حسين طعمة

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 03:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الى استاذي صالح البدري ....
في زمن ما ,حين كنا نجوب اروقة اكبر من اعمارنا الصغيرة ,ومخاطرا حسبناها ,تلين لنا ,نحن طلاب المتوسطة الذين على برائتنا ينبجس الحلم .نحاول ان نتمثل بالكبار ,اولئك الذين كنا قد حفضنا اسمائهم ,وصاروا بمثابة القديسين .كانت الذاكرة طرية ورقراقة وناصعة الحفظ,تسجل على صفحاتها البيضاء اسماءا نفخر بها في حواراتنا التي تشتد مع الاخرين .جيفارا وهوشي منة انجيلا ديفيز والليندي ,ثم بطولة وتحدي فكتور جارا ونيرودا وناظم حكمت .ومن بعد تأتي بطولة وتحدي الفتى العراقي الرهيب الذي حير الجلادين وارعبهم,ذلك هو سلام عادل ورفاقه .ومن بعده قوافل من الشهداء الذين نذروا ارواحهم فداءا لوطنهم وشعبهم .اردنا ان نمثل دور الكبار وناخذ حيزا اكبر من اعمارنا ,يشفع لنا اندفاعنا وعملنا في التنظيم الطلابي انذاك[اتحاد الطلبة العام].كنا صادقين مع انفسنا ومع الاخرين ,فحتم علينا الابتعاد عن نزواتنا وعبثنا .اردنا ان نكون قدوة للأخرين .تلك هي مقدمة طالت كثيرا ,حاولت ان اصور فيها زمن لا ينسى ابدا ,زمن كانت تتخلله فسحة من الحرية ,بداية السبعيينيات .حين انتقل الى متوسطتنا ,متوسطة سومر ,مدرس الفنية الجديد.استاذنا صالح البدري ,والذي حول درس الفنية من درس للاستراحة والفراغ ,احيانا,وأحيانا اخرى يستغله بعض أساتذتنا الى درس أخر .أضفى استاذنا البدري بهجة ومتعة على احد المواد التي أهملتها المنظومة التربوية في العراق.تحول درس الفنية الى درس في المسرح وبجهد رائع وتفان لا محدود ,كان البدري قد وضع امامنا منهجا رائعا ومعرفة بكل ما يخص الفن المسرحي .تعلمنا مصطلحاته الجديدة علينا ,وانواع مدارسه وتأريخه واهم المسرحيات العالمية والعربية والمحلية .كان استاذنا الجديد طاقة لا تكل ,جادا في توصيل الثقافة المسرحية والفنية الى طلابه ،يأتي ذلك من فرط حبه وعشقه للمسرح وتطلعه نحو ارساء قاعدة حقيقيةوعملية له .في يوم ما دخل استاذنا البدري ,يحمل حزمة من الاوراق ,قائلا {اليوم سنكون امام اختبارا حقيقيا في المسرح.لدينا سيناريو لمسرحية صغيرة ،تحاكي واقع الاضطهاد الذي يتعرض له الفلاح من قبل الاقطاع ،سنكون يدا واحدة من اجل تقديم العمل ،وانا واثق ،انكم ستكونون بمستوى هذا العمل }.
كانت تدريباتنا تبدأ بعد انتهاء الدوام الرسمي ،ساعدنا بذلك توفر خشبة للمسرح في قاعة المدرسة .وبعد جهد كبير من استاذنا البدري ،على اعتباره مخرجاللمسرحية وكاتبا لها ومنفذا وكل ما يتعلق بالامور الفنية الخاصة بالعمل.قدمنا المسرحية بنجاح على مسرح متوسطة سومر في واحدة من المناسبات .وكانت تجربة اولى لجميع الذين ادوا الادوارفي هذا العمل ،زادهم نجاحهم والتشجيع الذي لقوه من قبل الطلبة ،ثقة وأملا في تجارب اخرى ،اهم وأكبر.غير ان هذا الحلم قد تلاشى بعد انتقال مدير جديد الى متوسطة سومر .كان مديرا يؤدي عمل ضابط امن ،والعكس صحيح.قام المدير الجديد بعمل فرقا للاعتداء على الطلبة الذين ينتمون الى منظمات الطلبة من غير الاتحاد الوطني ،وغرفة للتعذيب ،داخل المتوسطة .من انجازاته الاخرى ابعاد الاساتذة من الاحزاب التقدمية وكان البدري في مقدمتهم بالطبع .



#حسين_طعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والثورات العربية
- من اجل ارساء مشروع المجتمع الحداثوي
- البطالة ..ورم يتفشى في الجسد العراقي
- اوقفوا الهجرة ونزيف الدم
- ازمة المثقف السبعيني في الواقع العراقي
- تداعيات انحسار الحركة الفنية في العراق
- التسامح الديني والشخصية العراقية
- في الناصرية ..نهاية لعلاقة حب مندائية


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسين طعمة - الى استاذي صالح البدري