أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد إبراهيم محروس - قبلة باردة














المزيد.....

قبلة باردة


محمد إبراهيم محروس

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


قبلة باردة"" بقلم محمد إبراهيم محروس

أهلاً..انتظرتك طويلا ..لماذا تأخرت ؟..
_العمل كما تعلمين .. فهم لا يرحمون هنا..
أشارت بيدها, وهزّت رأسها ,أنها تفهم بكل تأكيد.
وقالت وهى تعطيه ابتسامتها المعهودة:_ سوف اسخن لك الطعام مرة أخرى لقد برد..
قال متعاطفا:_ كلا سأكله الآن كما هو ..لا داعى ..
إنها أيضا لم تكن تستطيع أن تقف على قدميها لتعيد تسخين الطعام,ولكنها أجبرت نفسها أن تعرض عليه الأمر.. وقد اراحها بجوابه.
أنهى طعامه..وقام ,أشعل سيجارة ,واتجه الى المكتب ,فرد أوراقاً كثيرة ..وشرع فى العمل .يطلبون الأوراق غداً .ويجب أن ينتهى منها..
اقتربت منه ,وضعت كوباً من الشاى أمامه .. تحسست شعره بيدها ,رفع رأسه, ثم أمسك راحتها, ووضعها على فمه وقبلها..تركت راحتها لبرهة بين شفتيه, ثم سحبتها برفق. ..
انصرفت لتتركه لعمله الذى لم ينته , ولن ينتهى منه منذ وطأت أقدامهما أرض هذا الوطن الغريب.
خمس عشرة سنة وهما هنا..مروا عليهما كأنهم قرون .
كل سنة يحلمان بالعودة إلى أرض الوطن.. ولكن يأتى الحلم بصعوبة.
أحلامهما تتعثر ,ثم تستقيم, ثم تعود للتعثر ,وهكذا الايام تمضى.
جلست أمام التلفاز تتابع حوار المذيعة اللامعة مع ضيوفها"الحياة أصبحت مفتوحة أمامنا رغم كل الضيق الذى يسيطر على مشاعرنا العالم أصبح قريةصغيرة .وتتشابه الأسماء والأزمنة وتختلط المفاهيم فى عقول الناس ولكن لابد للعودة إلى رحم الحياة الأم إلى بكورتها ولحظات التنفس الحقيقى"
ما كل هذا الذى قاله العالم المهيب..
والمذيعة تهزّ رأسها موافقة..
مصمصت شفتيها وغيرت القناة
صوت ذلك المطرب لا يعجبها به رنة مزعجة قامت بتحويل القناة مرة أخرى..اللعنة!
ألم تحذف هذه القناة من القائمة أمس؟!..
تعلقت عيناها بالقناة للحظة,ثم سارعت بحذفها مرة أخرى
مرت على القنوات سريعا. لا شىء, لا شىء جديد.
أغلقت التلفاز ,وقامت إلى المطبخ متثاقلة..جهزت العشاء وانتظرت برهة قبل أن تلج فى غرفة المكتب..
مازال منكباً على أوراقه..تنحنحت
قال:_قاربت الانتهاء,نصف ساعة أخرى
قالت:_لقد جهزت العشاء.
قال فى لامبالاةوهو يواصل عمله:_كلى أنتِ أمامى بعض الوقت
انسحبت من أمامه, ودخلت للمطبخ مرة أخرى ,غطت العشاء. منذ متى لم يجمعهما والخبز وقت..سنوات طويلة, تنهدت فى حسرة ولم تتناول لقمة..قررت أن تنام ..دلفت إلى حجرة النوم ارتمت على السرير.
لم تشعر بالبرد هذه الليلة وبتلك القوة؟
راحت الذكريات تتوالى ..أحلام الثراء أحلام السفر الغربة بكل ما فيها من ضغط ومرارة
والأطفال الذين يرفضون أن يجيئوا فى تلك البلد ..زيارتها للطبيب لعدة مرات..وعلى مدار سنوات حتى ملت الأطباء
قال الطبيب:_لا مانع لديك من الحمل وزوجك كذلك.. أهم شىء الراحة النفسية لكما معا..
ومن أين تأتى هذه الراحةالتى تكلم عنها؟
جسدها يرتعش تحت الأغطية الكثيفة..دمعة تسللت من عينيها وفرت تبغى الخلاص.
لقد تحملت الكثير ,تحملت فوق طاقتها,ولكن ماذاأمامها لتفعله؟
سمعت صوت حركة أقدامه فى الصالة جففت دموعها التى بدات فى الانحدار..من الجلىّ أنه أنهى عمل اليوم.ذلك العمل الذى لا يدع فرصةلهما ليعيشا حياتهما الخاصة..سيذهب للمطبخ الآن ..ويتناول عشاءه فى سرعة,وكأنه يؤدى واجباً مملاً,ثم يذهب ليفتح التلفاز ..سيقلب القنوات سريعاً,سوف يُلاحظ أنها حذفت تلك القناة الملعونة سيضحك..تعلم أنه سوف يثبتها مرة أخرى ثم يشاهدها لدقائق بحكم التأكد من التثبيت ..ويغلق التلفاز..ستعيد فى النهار حذفها هكذا تمضى الأمور بينهما منذ سنوات.
خطواته تقترب من باب غرفتها ..سيفتح الباب الآن ,ويدخل يحاول إلاّ يزعجها ..ستلتف بجسدها إليه وتنير اللمبة الصغيرة بجوار السرير ليعرف أنها لم تنم بعد..وتتقابل العيون والأبتسامات
.ضحكت وهو يقول :_لقد انتهيت
اقترب منها وضع قبلة على جبينها ..ازاح طرف الغطاء .ودلف للسرير..لثم جبينها مرة أخرى وأعطاها ظهره وذهب فى النوم.
ما زال النوم بعيداً عن عينيها.
بينما ارتفع شخيره وهى ما تزال ترتعش
وتتساءل لماذا تشعر بكل هذا البرد ..لماذا؟! محمد إبراهيم محروس [email protected]



#محمد_إبراهيم_محروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقتله الشك
- لن أكمل القصيدة
- لون واحد ..
- اعتزال بائع الروبا بيكيا ..
- أيام خريفية ..
- رجل لا تعرفه الشوارع !!
- شات
- شوارع سالم ..
- قرار بالمواجهة ..
- عنوان سياسي..
- جبل الحكايات
- نظرة امتنان
- روح الدنيا
- مزامير الحي
- امرأة اللؤلؤ
- صانع التماثيل..
- نور وقطعة الشيكولاتة
- الرجل الذي لم...
- فتاة الشيكولاتة
- حدود مملكته


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد إبراهيم محروس - قبلة باردة