علاء جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 13:09
المحور:
كتابات ساخرة
لا اعرف كيف شد انتباهي رجل المرور وهو يهرول بعد ما كان يفترش الارض جالسا ، يهرول صوب سيارة احد مسؤليه وهو يعدل ثيابه العسكرية بسرعة قبل ان ينفذ اغرب حالة استعداد(تحية) لا تنطيق عليها كل المعايير العسكرية والسياقات الانضباطية...!!
تذكرت في حينها الكثير من الامثال الشعبية وعلى رأسها مفردة( اللكلكة) والتي عجز كل المفكرين وعلماء النحو والادب من ايجاد تفسيرا لهذه المفردة المضحكة والتي أضحت اليوم ماركة مسجلة باسماء الكثير من حاشية المسؤلين الحكومين وشيوخ العشائر ..، هذه المفردة ورغم التشابه بينها و بين كلمة اللقلق وتعني ( Stork ) واللقلق طائر جميل من الطيور المهاجرة كبيرة الحجم ذات الأرجل الطويلة الا انها ربما لاتعني الطائر او حتى اي من صفاته فالفرق بين (اللقلق) و(اللكلكة) شاسع فالطائر ذو ارجل طويلة في حين ان ( اللكلكي) يكون ذي ارجل قصير تمكنه من القفز على ظهور الجميع ليحطم الارقام القياسية في الوصول الى هدفه الاول...
أعود لقول ان ( اللكلكة) مفردة متداولة بكثرة في ألاوساط الشعبية وهي وصف او احد معاني (التدليس) و( التمليق) وبهذه المفردة التي تختزل في حروفها الخفيفة توصيفا رائعا ودقيقا لحالات معينة من السلوك الاجتماعي والسياسي والوظيفي ايضا بين الما دون والما فوق، أي بين الرئيس والمرؤوسين في غياب العدالة الاجتماعية ومفهوم المواطنة الصالحة!؟
فالمجتمع اليوم يضم عشرات ( الملكلكين) سوى كانو بالقرب من شيخ العشيرة او اي مسؤلا حكوميا وهولاء (اللكالكة) يتميزون بصغر الارجال محاولين التسلق فوق رؤوس الاخرين من اجل الوصول الى مبتغاهم ( الانتهازي) بعيدا عن الاخلاق او حتى المبادئ التي تصدح بها حناجرهم ...
عشرات من جماعة ( اللكلكية) تشاهدهم على مآدب الغداء او مآتم العزاء او حتى بحفلات الزفاف فهم يتحينون الفرص مثلا لتقديم التهاني و التعازي بمناسبة او غير مناسبة من اجل ان يحقوق هدفهم (الكلكي) المتمثل بازاحة رفاقهم من طريقهم ويستحوذوا على اماكنهم بدون وجه حق...!!
اعذنا الله واياكم من شرور (اللكلكية) ولا تنسوا دائما ...
(ابو المثل ما خله شي ما كاله)....!!
#علاء_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟