أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أميمة أحمد - شهادة جميلة بوحيرد تكريما لوالدتها














المزيد.....

شهادة جميلة بوحيرد تكريما لوالدتها


أميمة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 09:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



لم تكن باية الصفاقصية الأصل الجزائرية الهوى أن تكون في هذا المكان ، سجن بربروس الرهيب وسط العاصمة ، وإلى من جاءت ؟ إلى ابنتها الوحيدة جميلة ، الجميلة الشقراء ، ذات العينين الخضراوين ، والخدين الأسيلين ، يستحي منهما الورد الجوري بحمرة الخفر، وفمها المبتسم دوما ، تنفرج الشفاه عن لؤلؤ أسنانها، يا إلهي مالذي أتى بابنتي إلى هذا المكان الموحش ؟ لكن باية التي ترعرت في بيئة دينية مؤمنة بأقدار الله ترى أن قدر ابنتها أن تكون هنا ولها الشرف أن تكون مناضلة.
تسكت باية عن هواجسها الخائفة ثم نستعيذ بالله من الشيطان عندما تذكرت أن وحيدتها حكم عليها بالإعدام ، فتقول ربي كبير ، وتستغفر الله أن يتلطف بأولاد الجزائر ليشمل بلطفة ابنتها جميلة ، التي طالما حلمت كيف تزفها عروسا بثوبها الأبيض لبيت عريسها ، فتشجع نفسها ، سأزفها عندما تخرج من السجن . صرير الباب الكبير يوقظها من أحلامها وشرودها ، فترى ابنتها متهللة الوجه بايتسامة شعت نورا في وجهها الصبوح ، والسجانة الفرنسية تترفق بساعد جميلة ولا تغادر المكان، هكذا الأوامر لايترك السجناء مع ذويهم حتى لايتواصلون بشأن الثورة .
تسلم على ابنتها من خلف الشبك الحديدي ، تسألها عن صحتها ، تكابر باية دمعة طفرت فتوقفت بالمآقي ، بلعتها قبل أن تراها جميلة ، وجميلة هى الأخرى تظاهرت أنها لم تر دمعة الأم .
فقالت لأمها مازحة : أمي قد تأتي المرة القادمة وترين اسمي فقط على الباب ، أكون في الدنيا الأخرى . فاجأت جميلة من قوة شكيمة امها وهي تجيبها : ياسعدك ياحبيبتي أن تكون شهيدة ، وياسعدي أن أكون أم الشهيدة . وأنت لاتموتين بسبب عار وإنما تموتين بشرف الدفاع عن استقلال الوطن ودفاعا عن الإسلام واللغة العربية . حبيباي لاتخافين من الموت ، كل الناس يموتون ، واحد يموت مريضا أو حادث والموت كأس على كل الناس ، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق مات ، وحتى الموت نفسه يموت . هنا قالت الحارسة انتهى الوقت ، والدة جميلة أصلحت حائكها ولوحت لابنتها مودعة وداع الموت وهي تقول ، نلتقي عند الله . وخرجت من سجن بربروس

جواب الأم مفاجأة عقدت لسان جميلة عن أي كلام ، فقط قالت : أمي ابقي على خير
كانت السجانة المرافقة لجميلة خرجت من باب آخر لتلتقي بجميلة في ساحة السجن ، وطلبت من السجانة أن تذهب لزيارة مناضلات أخريات بالسجن كن يضحكن ويتحدثن ، والتفت إلى السجانة فوجدتها تبكي بمرارة ، سألتها جميلة : هل تذكرت زوجك الذي قتله المجاهدون ، قالت السجانة : لا أنا التقيت اليوم بمريم العذراء ، فردت جميلة كل الأمهات هكذا ؟ فأجابتها السجانة : لا ليس جميع الأمهات هكذا، أنا لم ألتق بامرأة عظيمة مثل أمك حتى في بلادي فرنسا .
ودلفت جميلة بوحيرد باب زنزانتها تتأمل بكلام باية التي ستذهب إلى ابنيها السجينين الياس والهادي أيضا ، سجنا لأجل الثورة .



#أميمة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميلة بوحيرد تشكر العرب الأوفياء للثورة الجزائرية
- مجزرة الحولة أوصدت باب الحل السياسي للأزمة السورية
- جميلة بوحيرد امرأة القرن العشرين .. تنكر لها الرفاق
- سيدة العاصي تقدم قوافل الشهداء قرابينا للحرية
- سورية أمام مفترق المصالح الإقليمية والدولية
- الفنان علي فرزات ... إرهابي سلاحه الريشة
- تراجع الاقتصاد السوري جراء الحل الأمني
- حماه الشهيد .. ثلاثون عاما بين مجزرتين
- الوحدة الوطنية في سورية لن ولن تتصدع
- دعما للسياحة في مصر وتونس
- النظام السوري يعيد أمجاد الموت في حماه الباسلة
- سورية -الممانعة- حريصة على أمن إسرائيل
- على النظام السوري وقف المجازر ضد المتظاهرين
- سورية .. التغيير أو الرحيل
- إطلاق فضائية علمانية يسارية
- الأصولية والعنف في الجزائر
- مريم مهدي إحدى ضحايا الشركات الأجنبية بالجزائر
- إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني
- حفاظا على لبنان وسورية نقول
- عفواً سيادة الرئيس الأسد الابن


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أميمة أحمد - شهادة جميلة بوحيرد تكريما لوالدتها